اللولب الهرموني: خيار فعال لمنع الحمل وحماية طويلة الأمد

الامارات 7 - اللولب الهرموني: خيار فعال لمنع الحمل وحماية طويلة الأمد

اللولب الهرموني يعد من وسائل منع الحمل الأكثر شيوعًا وفعالية التي تعتمد على تقنية حديثة لمنع الحمل لفترة طويلة دون الحاجة لتناول الأدوية بشكل يومي أو مستمر. يتميز اللولب الهرموني بأنه يحتوي على هرمونات تفرز بشكل مستمر داخل الرحم، مما يعوق الحمل ويمنع حدوثه بطرق متعددة. في هذا المقال، سنستعرض كيفية عمل اللولب الهرموني، فوائده، والأمور التي يجب مراعاتها عند تركيبه.

آلية عمل اللولب الهرموني

عند تركيب اللولب الهرموني داخل الرحم، يبدأ الجهاز بإطلاق هرمون البروجستين بشكل مستمر. يعمل هذا الهرمون على عدة مستويات:

زيادة كثافة المخاط في عنق الرحم: يساهم في زيادة سماكة المخاط الذي يغلق عنق الرحم، مما يمنع مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم وبالتالي يقلل فرص التخصيب.
تخفيف أو إيقاف التبويض: يمكن أن يثبط اللولب الهرموني عملية التبويض (إطلاق البويضة) في بعض الحالات، مما يقلل من فرص الحمل.
تغيير بطانة الرحم: يعمل الهرمون على جعل بطانة الرحم غير ملائمة لاستقبال البويضة المخصبة، مما يمنع حدوث الحمل في حال تم تخصيب البويضة.
التركيب والزمن المطلوب للحماية الكاملة

تتمثل إحدى ميزات اللولب الهرموني في أن فعاليته تبدأ فورًا بعد التركيب، ولكن هناك تفاصيل مهمة يجب أن تعرفها المرأة عن توقيت تركيب اللولب. إذا تم تركيب اللولب الهرموني خلال الأيام السبعة الأولى من الدورة الشهرية، فإنه يوفر حماية فورية ضد الحمل. أما إذا تم تركيبه في وقت آخر من الدورة الشهرية، فيحتاج الجسم إلى فترة تصل إلى 7 أيام ليبدأ اللولب في توفير حماية كاملة ضد الحمل.

خلال هذه الفترة الانتقالية، يُنصح باستخدام وسائل منع حمل إضافية مثل الواقي الذكري أو الحبوب، لضمان عدم حدوث الحمل قبل أن تصبح الحماية من اللولب فعالة بشكل كامل.

فوائد اللولب الهرموني

يوفر اللولب الهرموني العديد من الفوائد التي تجعله خيارًا مفضلًا لدى الكثير من النساء، ومن أبرز هذه الفوائد:

حماية طويلة الأمد: توفر أنواع اللولب الهرموني حماية ضد الحمل لفترات طويلة، تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات حسب النوع. وبعد هذه الفترة، يمكن للمرأة إزالة اللولب بسهولة واستعادة خصوبتها سريعًا.
فعالية عالية: يعتبر اللولب الهرموني واحدًا من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تصل نسبة نجاحه إلى أكثر من 99%.
تحسين الدورة الشهرية: العديد من النساء اللواتي يستخدمن اللولب الهرموني يشهدن تقليلًا في النزيف والتقلصات المرتبطة بالدورة الشهرية، وبعضهن قد يتوقفن عن الدورة الشهرية تمامًا.
سهولة الاستخدام: لا يتطلب اللولب الهرموني أي تدخل يومي أو شهري. بمجرد تركيب اللولب، يمكن للمرأة أن تنسى تمامًا عن وسيلة منع الحمل لفترة طويلة.
الآثار الجانبية المحتملة

على الرغم من فعاليته العالية، يمكن أن يواجه بعض النساء بعض الآثار الجانبية أثناء استخدام اللولب الهرموني. من أبرز هذه الآثار:

النزيف غير المنتظم: قد تعاني بعض النساء من نزيف خفيف أو بقع دم بين الدورات الشهرية في الأشهر الأولى بعد تركيب اللولب.
التقلبات الهرمونية: قد يعاني البعض من تغيرات في المزاج أو زيادة في الوزن نتيجة لتأثير الهرمونات.
آلام وتقلصات: قد تصاب بعض النساء بتقلصات خفيفة في البطن بعد تركيب اللولب الهرموني.
انقطاع الدورة الشهرية: في بعض الحالات، قد يحدث توقف كامل للدورة الشهرية بعد فترة من تركيب اللولب، وهو أمر طبيعي لدى بعض النساء.
التركيب والتوجيهات الطبية

من المهم أن يتم تركيب اللولب الهرموني بواسطة طبيب مختص. تتطلب العملية فحصًا دقيقًا لضمان أن الرحم في حالة جيدة وأن اللولب سيتم تركيبه بشكل صحيح. غالبًا ما يتم تركيب اللولب في اليوم الأول أو الثاني من الدورة الشهرية لضمان أنه في مرحلة التبويض الأقل نشاطًا، مما يقلل من أي مخاطر صحية محتملة.

بعد التركيب، يجب على المرأة مراجعة الطبيب بعد 4-6 أسابيع للتأكد من أن اللولب في مكانه الصحيح وأنه يعمل بشكل فعال. يمكن للطبيب أيضًا أن يقدم نصائح بشأن كيفية التعامل مع أي آثار جانبية قد تحدث.

هل اللولب الهرموني مناسب للجميع؟

على الرغم من أن اللولب الهرموني يعد خيارًا آمنًا وفعّالًا لمعظم النساء، إلا أنه قد لا يكون مناسبًا لبعض الحالات الطبية. يُفضل تجنب استخدامه في الحالات التالية:

إذا كانت المرأة تعاني من سرطان الثدي أو تاريخ مرضي للسرطان.
إذا كانت المرأة تعاني من مشاكل في الكبد أو تخثر الدم.
في حالة وجود التهاب في الحوض أو أمراض منقولة جنسيًا.
الختام

اللولب الهرموني هو وسيلة فعّالة وآمنة لمنع الحمل، توفر حماية طويلة الأمد دون الحاجة لتدخل يومي. من خلال تركيب اللولب في الوقت المناسب، يمكن للمرأة الحصول على حماية فورية، مما يساهم في تنظيم حياتها الجنسية دون القلق المستمر من الحمل غير المخطط له. ومع ذلك، من المهم استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان هذا الخيار مناسبًا للمرأة بناءً على حالتها الصحية واحتياجاتها الشخصية.



شريط الأخبار