الجماع بعد النفاس: ما تحتاج إلى معرفته لتعود إلى حياتك الزوجية بسلاسة

الامارات 7 - الجماع بعد النفاس: ما تحتاج إلى معرفته لتعود إلى حياتك الزوجية بسلاسة

بعد فترة الحمل والولادة، تمر المرأة بتغيرات جسدية وعاطفية كثيرة. واحدة من هذه التغيرات تشمل فترة النفاس، التي هي الوقت الذي يلي الولادة حتى استعادة الجسم لحالته الطبيعية. وفي هذه الفترة، تطرأ العديد من التغيرات على جسم المرأة، بما في ذلك التغيرات الهرمونية والجسدية، مما يجعل العودة لممارسة الجماع أمرًا يحتاج إلى بعض الوقت والحذر. في هذا المقال، سنتعرف على كل ما يتعلق بالجماع بعد النفاس وكيفية العودة للحياة الزوجية بشكل آمن.

متى يمكن ممارسة الجماع بعد النفاس؟

عادة ما يُنصح بانتظار فترة من 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة قبل العودة لممارسة الجماع. هذه الفترة تُعتبر وقتًا مهمًا لتقليل خطر الإصابة بأي مضاعفات صحية وتسمح للجسم بالشفاء. يعود السبب في ذلك إلى أن الرحم يحتاج وقتًا للتقلص والعودة إلى حجمه الطبيعي، وكذلك للشفاء من أي تمزقات أو خياطات قد تكون حدثت أثناء الولادة. وفي حال كانت الولادة قيصرية، قد يحتاج الجسم وقتًا أطول للشفاء بشكل كامل.

العوامل التي تؤثر في العودة للجماع بعد النفاس

العديد من العوامل تؤثر في القدرة على العودة للجماع بعد النفاس. هذه العوامل تشمل:

الولادة الطبيعية أو القيصرية: الولادة الطبيعية تتطلب وقتًا أقل للشفاء مقارنة بالولادة القيصرية التي قد تتطلب فترة أطول للراحة بسبب الجراحة.

حالة جسم المرأة: التغيرات الهرمونية، الإجهاد الجسدي، والتعب العام بعد الولادة تؤثر جميعها على مدى استعداد المرأة للعودة للجماع. يمكن أن تؤدي الهرمونات إلى تقليل ترطيب المهبل، مما قد يجعل الجماع غير مريح.

حالة الرغبة الجنسية: بعض النساء قد يعانين من انخفاض في الرغبة الجنسية بعد الولادة بسبب التغيرات الهرمونية، الجسدية أو العاطفية. لذلك، من المهم التعامل مع هذه الحالة برفق.

التغيرات الجسدية بعد الولادة

من أبرز التغيرات الجسدية التي قد تحدث خلال فترة النفاس هي نزول الدم (الذي يسمى "النفاس")، وهو عملية طبيعية تشمل التخلص من بقايا الحمل داخل الرحم. قد يستمر هذا النزيف لمدة 4-6 أسابيع، ما يعني أن ممارسة الجماع قد تكون غير مريحة أو غير ممكنة في هذه الفترة.

ماذا عن مشاكل المهبل بعد الولادة؟

بعد الولادة، قد يشعر البعض بتغيرات في المهبل، مثل الجفاف أو ضيق المهبل نتيجة للإجهاد والتمزقات التي قد تحدث أثناء الولادة. يمكن أن تؤثر هذه التغيرات على تجربة الجماع، مما يتطلب من المرأة استخدام مزلقات لتقليل الاحتكاك وجعل العلاقة أكثر راحة.

التعامل مع القلق العاطفي والذهني

إلى جانب التغيرات الجسدية، فإن العودة للجماع بعد النفاس قد تصاحبها بعض المخاوف أو القلق. الشعور بالقلق من العودة إلى العلاقة الجنسية قد يكون طبيعيًا في هذه المرحلة. من الممكن أن تشعر المرأة بالقلق بشأن قدرتها على أداء العلاقة الحميمة أو خوفها من الألم أو المضاعفات الصحية. يُنصح بالحوار المفتوح مع الشريك حول هذه المخاوف.

تأثير الرضاعة على الجماع بعد النفاس

الرضاعة الطبيعية قد تؤثر على الجماع بعد النفاس بشكل غير مباشر. أولاً، يمكن أن تؤدي الهرمونات المرتبطة بالرضاعة إلى جفاف المهبل، مما قد يجعل الجماع أقل راحة. ثانيًا، الرضاعة قد تؤثر على الرغبة الجنسية بسبب التغيرات الهرمونية. ومع ذلك، يمكن استخدام المزلقات المائية للمساعدة في تقليل الجفاف، كما أن التحدث مع الطبيب قد يوفر حلولًا أخرى.

التخطيط لتنظيم الأسرة بعد النفاس

بعد الولادة، من المهم أن تناقش مع الطبيب خيارات تنظيم الأسرة المناسبة لك. لا يتوجب على المرأة أن تنتظر العودة للدورة الشهرية لتبدأ في استخدام وسائل منع الحمل. هناك العديد من الخيارات المتاحة مثل الحبوب، اللولب، الواقيات الذكرية، أو الحبوب المانعة للحمل بعد الولادة. قد تحتاج المرأة إلى استشارة الطبيب لاختيار الوسيلة الأكثر أمانًا وملاءمة لها خلال فترة النفاس.

كيف يمكن جعل الجماع أكثر راحة بعد النفاس؟

إذا كنتِ تشعرين بعدم الراحة خلال الجماع بعد الولادة، فهناك عدة نصائح تساعد في تخفيف الألم:

استخدام المزلقات: يمكن أن يساعد استخدام المزلقات المائية في تقليل الجفاف وتحسين الراحة أثناء الجماع.

الاختيار الصحيح للوضعيات الجنسية: قد تساعد بعض الوضعيات في تقليل الضغط على المهبل، مثل الوضعية الجانبية أو وضعية المرأة على القمة.

الصبر والموافقة المتبادلة: أهم شيء هو أن يكون كلا الطرفين على توافق، وأن تكون العلاقة الجنسية مدروسة بعناية ودون ضغط. يمكن أن يتطلب الأمر بعض الوقت، فلا تتعجل.

استشارة الطبيب: في حال استمرار الشعور بالألم أو القلق، يُنصح بزيارة الطبيب للتأكد من صحة الجسم وتلقي الاستشارة المناسبة.

العودة لممارسة الجماع بعد النفاس تتطلب وقتًا وصبرًا. كل امرأة تمر بتجربة مختلفة، لذلك يجب أخذ العوامل الجسدية والنفسية في عين الاعتبار. التحدث مع الشريك، واختيار الوقت المناسب، والحصول على الدعم الطبي يمكن أن يجعل العودة لحياة زوجية صحية وأكثر راحة.



شريط الأخبار