العوامل التي تؤكد جاهزية المرأة للجماع بعد النفاس

الامارات 7 - العوامل التي تؤكد جاهزية المرأة للجماع بعد النفاس

المرحلة التي تلي الولادة هي فترة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية التي تتطلب وقتًا لاستشفاء الجسم، ولذلك يعتبر الوقت المناسب لممارسة الجماع بعد النفاس موضوعًا دقيقًا، يعتمد على عدة عوامل. قد تشعر المرأة في البداية بالتردد أو القلق حيال العودة إلى النشاط الجنسي، ويعد تحديد جاهزيتها من أهم الأمور لضمان الصحة والراحة أثناء الجماع. في هذا المقال، سنتناول العوامل الأساسية التي تؤكد جاهزية المرأة للقيام بالجماع بعد النفاس.

التعافي الجسدي بعد الولادة

بعد الولادة، يتعرض جسم المرأة إلى تغييرات كبيرة. سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية، يحتاج الجسم إلى فترة للتعافي. ومن بين أهم العوامل التي تحدد جاهزية المرأة للعودة إلى الجماع هي حالة التعافي الجسدي من الولادة.

الشفاء من الجروح والتمزقات: إذا كانت المرأة قد خضعت للولادة الطبيعية وكانت قد تعرضت لتمزقات أو جروح في منطقة العجان، فإن هذه الجروح تحتاج إلى وقت للشفاء التام. يمكن أن تؤدي الجروح غير الملتئمة بشكل كامل إلى الألم أثناء الجماع، ولذلك يجب التأكد من التئام الجروح بشكل جيد قبل العودة إلى النشاط الجنسي.

الشفاء من الولادة القيصرية: في حال كانت المرأة قد خضعت لولادة قيصرية، يجب أن يكون الجرح الناتج عن العملية قد شفي تمامًا قبل العودة إلى الجماع. يعد الشفاء الكامل من الجرح القيصري أمرًا مهمًا لتجنب الألم والمضاعفات.

التعافي الهرموني وتأثيره على الجماع

تؤثر التغيرات الهرمونية بعد الولادة بشكل كبير على قدرة المرأة على العودة إلى الجماع. تساهم هذه التغيرات في تكوين بيئة جسدية قد تكون غير مريحة في البداية.

عودة الدورة الشهرية: على الرغم من أن الدورة الشهرية لا تعود فورًا بعد الولادة، إلا أن عودة مستويات الهرمونات إلى طبيعتها قد تساعد في تحسين الرغبة الجنسية وراحة المرأة أثناء الجماع. إذا كانت المرأة تشعر بأن جسمها قد عاد إلى حالته الطبيعية من ناحية الهرمونات، فقد يكون هذا مؤشرًا على جاهزيتها.

جفاف المهبل: يعاني العديد من النساء من جفاف المهبل بعد الولادة بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين. من المهم أن تشعر المرأة بأن الجفاف قد تم التخفيف منه باستخدام المزلقات المناسبة أو أن مستويات الهرمون قد عادت إلى طبيعتها لكي تصبح العلاقة الحميمة أكثر راحة.

التعامل مع التغيرات النفسية بعد الولادة

التغيرات النفسية بعد الولادة تلعب دورًا كبيرًا في تحديد استعداد المرأة للعودة إلى الجماع. من الطبيعي أن تشعر المرأة بالإرهاق أو التوتر بعد الولادة، وهذا قد يؤثر على رغبتها الجنسية.

التعب والإرهاق: تعاني المرأة بعد الولادة من الكثير من الإرهاق بسبب العناية بالمولود الجديد، مما قد يقلل من رغبتها في ممارسة الجماع. عند تحسن مستوى الطاقة والقدرة على الراحة والنوم، قد تجد المرأة أنها أصبحت جاهزة لإعادة الجماع.

التغيرات العاطفية: قد تشعر المرأة بعد الولادة بتقلبات مزاجية بسبب التغيرات الهرمونية أو الضغوطات النفسية. لذلك من المهم أن تكون المرأة في حالة عاطفية مستقرة ومريحة قبل العودة إلى الجماع.

إفرازات النفاس والشفاء من التغيرات الجسدية

النفاس هو مرحلة طبيعية بعد الولادة تتضمن إفرازات مهبلية تكون في البداية غزيرة وتدريجيًا تصبح أقل. من الطبيعي أن يستمر النفاس لمدة تصل إلى 6 أسابيع بعد الولادة، ويجب أن تنتهي هذه الإفرازات بالكامل قبل العودة إلى الجماع.

انتهاء فترة النفاس: يجب أن يكون النفاس قد انتهى تمامًا قبل العودة إلى الجماع. إذا كانت الإفرازات ما تزال موجودة أو كانت غزيرة، فقد يشير ذلك إلى أنه لا يزال هناك شفاء يحتاج إلى مزيد من الوقت.
التواصل مع الشريك واستشارة الطبيب

من المهم أن تشارك المرأة مشاعرها ومخاوفها مع شريكها بشأن العودة إلى الجماع. قد يشعر بعض الأزواج بعدم اليقين أيضًا بشأن الوقت المناسب، لذا يعتبر التواصل المفتوح بين الزوجين جزءًا أساسيًا من عملية العودة إلى الحياة الجنسية بعد الولادة. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الضروري استشارة الطبيب المختص حول جاهزية الجسم للعودة إلى الجماع، خاصة إذا كانت هناك أي مشاكل صحية أو إصابات في منطقة المهبل.

استخدام المزلقات المائية

قد يعاني العديد من النساء من جفاف المهبل بعد الولادة نتيجة للتغيرات الهرمونية، ما يجعل استخدام المزلقات المائية ضروريًا. المزلقات تعمل على تحسين الراحة أثناء الجماع والتخفيف من الشعور بالألم أو الانزعاج الناتج عن الجفاف المهبلي. ينبغي التأكد من أن هذه المزلقات آمنة ولا تحتوي على مواد قد تسبب تهيجًا.

الخلاصة

العوامل التي تحدد جاهزية المرأة للعودة إلى الجماع بعد الولادة تتنوع وتشمل الجوانب الجسدية والنفسية. من المهم أن تأخذ المرأة الوقت الكافي للتعافي الجسدي والنفسي، وأن تستشير الطبيب إذا كانت تشعر بأي نوع من الألم أو الانزعاج. عندما تشعر المرأة بأنها قد شفيت جسديًا وعاطفيًا، وتغلبت على التغيرات الهرمونية، سيكون بإمكانها العودة إلى الجماع بشكل آمن ومريح.



شريط الأخبار