العوامل المؤثرة في ممارسة الجماع بعد النفاس

الامارات 7 - العوامل المؤثرة في ممارسة الجماع بعد النفاس

العودة إلى الجماع بعد الولادة تمثل تحديًا للعديد من النساء، وذلك نتيجة للتغيرات الجسدية والنفسية التي تحدث في فترة النفاس. قد تواجه النساء العديد من المشاعر والمشاكل التي يمكن أن تؤثر على استعدادهن للعودة إلى العلاقة الجنسية، وقد تكون هذه التحديات جسدية أو نفسية. لذلك، من الضروري أن تكون المرأة على دراية بهذه العوامل التي قد تؤثر في تجربتها الخاصة بالجماع بعد الولادة.

مستوى الألم بعد الولادة

بعد الولادة، يمكن أن تعاني المرأة من آلام في منطقة المهبل أو أسفل البطن، خاصة إذا كانت قد تعرضت لتمزقات أو خضعت لعملية قيصرية. هذه الآلام قد تؤثر على قدرتها على الاستمتاع بالعلاقة الجنسية. يجب أن يكون الجسم قد شفي تمامًا قبل العودة إلى الجماع؛ فإذا كانت هناك أي جروح لم تلتئم بعد، فقد يسبب ذلك شعورًا بالألم أو الانزعاج أثناء الجماع. استخدام المزلقات المائية قد يساعد على تخفيف هذا الألم.

التعب والإرهاق الجسدي

النساء اللاتي مررن بتجربة الولادة، خاصة إذا كانت الولادة طبيعية، قد يشعرن بتعب شديد. يعد الاستيقاظ المتكرر لإرضاع الطفل والعناية به أحد أسباب الإرهاق الجسدي والنفسي. هذا التعب يقلل من رغبة المرأة في العودة إلى الجماع في فترة النفاس. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الطاقة اللازمة للتعافي الجسدي والنفسي شاقة في الأشهر الأولى بعد الولادة، مما يجعل العودة إلى العلاقة الجنسية أمرًا صعبًا. من الضروري أن تعطي المرأة نفسها وقتًا للراحة والشفاء التام.

التوتر والقلق النفسي

التوتر هو أحد العوامل النفسية التي تؤثر في العودة إلى الجماع بعد النفاس. قد تشعر المرأة بالقلق بشأن قدرتها على العودة إلى حياتها الجنسية كما كانت قبل الحمل. القلق يمكن أن يكون مرتبطًا بعدد من الأمور مثل الجروح التي قد تعاني منها، أو مجرد الخوف من أن العلاقة الجنسية قد تكون مؤلمة. كما قد يكون القلق بشأن الصحة الجنسية بشكل عام، أو التأثيرات التي قد تطرأ على الحياة الجنسية بعد الولادة.

الرغبة الجنسية بعد الولادة

تنخفض الرغبة الجنسية عند العديد من النساء بعد الولادة بسبب التغيرات الهرمونية والتعب العام. قد يتسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين في جفاف المهبل، مما يجعل الجماع أقل راحة أو أكثر إيلامًا. بالإضافة إلى ذلك، قد تعاني بعض النساء من انخفاض الرغبة الجنسية بسبب شعورهن بتغيير في شكل الجسم بعد الولادة، أو بسبب مشاعر التعب والإرهاق المرتبطة بالعناية بالمولود الجديد. لذلك، فإن تحفيز الرغبة الجنسية يتطلب صبرًا من الطرفين.

الخوف من الجماع أو الحمل غير المخطط له

قد يراود النساء خوفًا من العودة إلى الجماع بسبب القلق من حدوث حمل غير مخطط له. خاصةً إذا كانت المرأة لم تستعد بعد لتحديد وسيلة منع حمل فعّالة بعد الولادة. بعض النساء يشعرن بالقلق من أنهن قد لا يكن مستعدات للحمل مجددًا في وقت قريب، مما قد يعيق رغبتهن في العودة إلى الجماع.

جفاف المهبل والتغيرات الهرمونية

من بين التحديات الشائعة التي قد تواجهها النساء بعد الولادة هو جفاف المهبل الناتج عن التغيرات الهرمونية، وبالأخص انخفاض مستويات هرمون الإستروجين. هذا الجفاف يمكن أن يؤدي إلى شعور بعدم الراحة أو الألم أثناء الجماع. يمكن استخدام المزلقات المائية لتقليل هذه المشكلة، لكن لا بد من استشارة الطبيب حول أفضل الحلول للمساعدة في تخفيف جفاف المهبل.

الاكتئاب المصاحب للنفاس

الاكتئاب ما بعد الولادة هو حالة نفسية يعاني منها العديد من النساء بعد الولادة، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الرغبة الجنسية. الاكتئاب بعد الولادة يجعل المرأة تشعر بالحزن، وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تستمتع بها سابقًا، بما في ذلك الجماع. يمكن أن يعوق هذا الاكتئاب الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة، وقد تحتاج المرأة إلى العلاج النفسي أو الأدوية المناسبة لعلاج الاكتئاب لتحسين حالتها النفسية والعودة إلى حياتها الجنسية بشكل طبيعي.

إن العودة إلى الجماع بعد الولادة تختلف من امرأة لأخرى وتعتمد على مجموعة من العوامل الجسدية والنفسية. التغيرات الهرمونية، الشعور بالتعب، والآلام الجسدية، بالإضافة إلى المخاوف من الحمل غير المخطط له أو القلق النفسي، كلها تلعب دورًا في تحديد متى يمكن للمرأة العودة إلى حياتها الجنسية. من المهم أن تأخذ المرأة الوقت الكافي للتعافي والتحدث مع شريكها والبحث عن المشورة الطبية إذا لزم الأمر لضمان عودة سليمة وآمنة لحياتها الجنسية بعد الولادة.



شريط الأخبار