التحديات الجسدية والنفسية للجماع بعد النفاس: ما الذي يجب معرفته؟

الامارات 7 - التحديات الجسدية والنفسية للجماع بعد النفاس: ما الذي يجب معرفته؟

بعد الولادة، تواجه المرأة العديد من التغيرات الجسدية والنفسية التي قد تؤثر بشكل كبير على حياتها الجنسية. في بعض الحالات، قد يصبح الجماع مؤلمًا أو حتى محط شكوك ومخاوف جديدة بسبب تأثيرات الولادة والرضاعة الطبيعية. سوف نستعرض في هذا المقال أهم التحديات التي قد تواجهها المرأة بعد الولادة أثناء العودة إلى الحياة الجنسية.

عملية الرضاعة تعتبر واحدة من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية لدى المرأة بعد الولادة. حيث أن الهرمونات التي تفرز أثناء الرضاعة تعمل على تقليل مستوى هرمون الإستروجين، وهو الهرمون المسؤول عن الحفاظ على صحة الأنسجة المهبلية وترطيبها. نتيجة لذلك، قد تشعر المرأة بجفاف المهبل أثناء ممارسة الجماع، مما قد يسبب الألم والانزعاج.

إلى جانب التغيرات الهرمونية، هناك أيضًا التغيرات الجسدية التي تطرأ على جسم المرأة بعد الولادة، خصوصًا إذا كانت الولادة قد شهدت تمزقات أو جروح في المهبل. في بعض الحالات، قد تكون هذه التمزقات شديدة بما يكفي لتسبب ألمًا عند ممارسة الجماع حتى بعد انتهاء فترة النفاس. لذا، قد تحتاج المرأة إلى بعض الوقت والراحة للتعافي بشكل كامل قبل العودة إلى حياتها الجنسية المعتادة.

من الأمور الأخرى التي يمكن أن تزيد من تحديات الجماع بعد الولادة هي التغيرات النفسية التي قد تصاحب هذه الفترة. يشعر العديد من النساء بالإرهاق بسبب الرعاية المستمرة للطفل الجديد، وهو ما يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية والرغبة الجنسية. قد تشعر المرأة أيضًا بعدم الراحة أو التردد تجاه العودة إلى الجماع خوفًا من الألم أو نتيجةً لتغيرات جسمها بعد الولادة.

بالإضافة إلى هذه العوامل، تتداخل بعض المشاعر الأخرى مثل القلق من الحمل بعد الولادة، خاصة إذا لم تكن المرأة قد استخدمت وسائل منع الحمل بعد الولادة. قد يؤثر هذا الشعور بالخوف على رغبتها في العودة إلى الجماع، وبالتالي، من المهم أن تقوم المرأة بالتحدث مع شريكها حول هذه المخاوف.

فيما يتعلق بمشاكل تمزق المهبل، من المهم أن تعرف المرأة أن بعض الحالات قد تتطلب وقتًا أطول للتعافي، خاصة إذا كانت قد تعرضت لعملية خياطة في منطقة المهبل بعد الولادة. في هذه الحالات، ينصح الأطباء بالانتظار حتى يلتئم الجرح تمامًا قبل محاولة ممارسة الجماع مرة أخرى. في بعض الأحيان، قد تكون هناك حاجة لإعادة تقييم الوضع بعد بضعة أشهر.

من النصائح التي يمكن أن تساعد المرأة في هذه الفترة هي استشارة الطبيب بشأن أي مشكلة قد تواجهها بعد الولادة، سواء كانت مرتبطة بالجفاف المهبلي أو الألم أثناء الجماع. كما يمكن استخدام المزلقات المناسبة التي يوصي بها الطبيب، خصوصًا في حالة الرضاعة الطبيعية، حيث يساعد ذلك في تقليل الألم وجعل الجماع أكثر راحة.

في نهاية المطاف، ينبغي أن تكون المرأة مستعدة للتغيير التدريجي في حياتها الجنسية بعد الولادة. من المهم أن تتحلى بالصبر وأن تدرك أن هذه التغيرات جزء طبيعي من عملية التعافي، وأن كل امرأة تختلف عن الأخرى في كيفية التكيف مع هذه المرحلة. التواصل المفتوح مع الشريك والراحة النفسية والبدنية سيساعدان على استعادة التوازن والراحة في الحياة الجنسية تدريجيًا.



شريط الأخبار