أهمية لقاح المكورات الرئوية بعد سن الخمسين: توصيات جديدة من CDC

الامارات 7 - لطالما كانت العدوى الناتجة عن المكورات الرئوية واحدة من أكبر المخاوف الصحية بين كبار السن. هذا النوع من البكتيريا يُعد المسؤول عن العديد من حالات الالتهاب الرئوي والتهابات أخرى قد تكون خطيرة في بعض الأحيان. ومع تقدم الطب وتحسين أساليب الوقاية، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) توصية جديدة بخصوص لقاح المكورات الرئوية، والتي تؤكد على ضرورة الحصول عليه اعتبارًا من سن 50 عامًا، بدلًا من السن السابق الذي كان 65 عامًا. فما الذي جعل هذه التوصية الجديدة مهمة وما تأثيرها على الصحة العامة؟ في هذا المقال، سنتعرف على الفوائد الكبرى لهذه الخطوة وأسباب التوصية بها في هذه المرحلة العمرية.

لماذا هذا التغيير في التوصية؟

التوصية بالحصول على لقاح المكورات الرئوية ابتداءً من سن 50 جاءت بناءً على دراسات جديدة تشير إلى أن الأشخاص الذين يتجاوزون هذه السن يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات الناتجة عن هذه العدوى. فإضافة إلى أن المكورات الرئوية هي السبب الرئيسي لحالات التهاب الرئة، إلا أنها تؤدي أيضًا إلى التهاب السحايا، التهاب الأذن، وعدوى في مجرى الدم، ما قد يؤدي إلى أعراض خطيرة، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة مثل السكري وأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي.

التأثير الإيجابي للحصول على اللقاح في سن مبكر

كانت التوصية السابقة بالحصول على اللقاح بدءًا من سن 65 تهدف إلى حماية كبار السن الأكثر عرضة للعدوى. ومع تطور الدراسات الطبية وظهور الأدلة التي تُثبت أن جهاز المناعة يبدأ في التراجع بشكل ملحوظ في سن الخمسين، أصبح من الضروري توسيع الفئة المستفيدة من اللقاح لتشمل الأشخاص الأصغر سنًا. الحصول على اللقاح في هذه المرحلة المبكرة يساعد في تقوية جهاز المناعة وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالعدوى قبل أن تصبح أكثر تعقيدًا أو تهدد الحياة.

ما هي الفوائد الرئيسية للقاح المكورات الرئوية؟

لقاح المكورات الرئوية يعد خطوة هامة للحفاظ على صحة جهازك التنفسي. الفوائد تشمل:

الحماية من الالتهابات الرئوية: يعتبر هذا اللقاح من أبرز طرق الوقاية من التهاب الرئة الذي تسببه بكتيريا المكورات الرئوية، والتي يمكن أن تكون قاتلة في بعض الأحيان.

تقليل خطر المضاعفات: الأشخاص الذين يحصلون على اللقاح يقل لديهم احتمال الإصابة بمضاعفات خطيرة مثل التهاب السحايا أو التسمم الدموي، مما يساهم في تقليل الحاجة إلى العلاج في المستشفى.

تعزيز صحة الجهاز المناعي: مع التقدم في العمر، يتراجع أداء جهاز المناعة. الحصول على اللقاح يساعد في تقوية الجهاز المناعي ضد المكورات الرئوية وأمراض أخرى.

أنواع لقاحات المكورات الرئوية المتوفرة

في السوق اليوم، هناك نوعان من اللقاحات المتاحة ضد المكورات الرئوية:

لقاح PCV13 (المترافق): هذا اللقاح يستهدف 13 نوعًا من المكورات الرئوية. يُوصى به في حالات معينة، وخاصة للبالغين الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.

لقاح PPSV23 (البوليسكاريدي): يستهدف 23 نوعًا من المكورات الرئوية. هذا اللقاح يُستخدم بشكل شائع للأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين أو الذين يعانون من حالات صحية مزمنة.

اعتمادًا على التاريخ الصحي والعمر، قد ينصح الطبيب بالحصول على جرعة واحدة أو أكثر من هذين اللقاحين.

الآثار الجانبية للقاح المكورات الرئوية

تعد الآثار الجانبية للقاح المكورات الرئوية خفيفة بشكل عام. قد يعاني البعض من ألم أو احمرار في موقع الحقن أو أعراض خفيفة مثل الحمى أو التعب لبضعة أيام بعد تلقي اللقاح. هذه الآثار تكون عادةً مؤقتة وتختفي بسرعة. في حالات نادرة، قد تحدث ردود فعل أكثر خطورة، ولكنها نادرة جدًا.

من الذي يجب أن يحصل على اللقاح؟

توصي CDC بحصول الأشخاص الذين يتجاوزون سن الخمسين عامًا على لقاح المكورات الرئوية، خاصةً أولئك الذين يعانون من حالات صحية مزمنة. أيضًا، يُنصح بالحصول على اللقاح للأشخاص الذين يعيشون في بيئات جماعية أو الذين يتعرضون للإصابة بمعدلات أعلى نتيجة لظروف صحية خاصة.

ما الذي يجب أن تفعله الآن؟

إذا كنت في سن الخمسين أو أكثر، أو لديك حالات صحية مزمنة، يُنصح بمراجعة الطبيب لمناقشة الحصول على لقاح المكورات الرئوية. في العديد من الحالات، يُمكنك تلقي اللقاح في عيادات أو مراكز الرعاية الصحية. يمكن أن يساعدك الطبيب في تحديد النوع الأنسب من اللقاح بناءً على تاريخك الطبي وحالتك الصحية.

في الختام، يُعد لقاح المكورات الرئوية خطوة مهمة للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي وحمايته من الأمراض الخطيرة. مع التوصية الجديدة من CDC ببدء تلقي اللقاح من سن 50، يتمكن المزيد من الأشخاص من الوقاية من عدوى المكورات الرئوية، ما يساهم في تعزيز صحة المجتمع بشكل عام.



شريط الأخبار