لماذا فعلتها «حماس»؟

عماد الدين أديب

نشرت جريدة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تقريراً من تل أبيب منسوباً إلى مصادر إسرائيلية تقول فيه إن الجيش الإسرائيلي عثر مؤخراً على وثائق خطيرة تفيد بأن هجوم السابع من أكتوبر كان مخططاً مع إيران كي يفسد أي احتمال لإقامة علاقات سلام بين السعودية وإسرائيل.
وذكر التقرير المنسوب إلى مصادر في الجيش الإسرائيلي لم يتم كشفها بالاسم أن هذه الوثائق عثر عليها مؤخراً في أحد أنفاق حركة «حماس»، وعثرت عليها قوات الجيش الإسرائيلي أثناء عملياتها الأخيرة في قطاع غزة.
وذكر التقرير أن هناك وثيقة هي بمثابة محضر اجتماع تم بين يحيى السنوار، قائد كتائب القسام، ومجموعة من القيادات العليا بتاريخ 2 أكتوبر، أي قبل العملية بخمسة أيام.
وبناء على هذه الوثيقة التي يتحدث فيها الجيش الإسرائيلي، فإن السنوار أعلن في هذا الاجتماع أنه يتعيّن على «حماس» القيام قريباً بعمل عسكري يؤدي إلى تغيير استراتيجي في معادلات المنطقة، ويجعل أي مشروع سلام غير قابل للتنفيذ.
ولم يتم تأكيد، من قبل جريدة «وول ستريت جورنال»، صحة أو عدم صحة هذه الوثيقة، ولكن اكتفت بنسبتها إلى مصادر في الجيش الإسرائيلي.
من الناحية الصحفية المهنية، لا يوجد سند أو دليل على هذا الاتهام، ولكن من الناحية السياسية الموضوعية، فإن كل عناصر المنطق المجرد والتحليل السياسي تؤكد أن هذا الاحتمال منطقي ومتفق مع سياق الأحداث للأسباب التالية:
1 - علاقة «حماس» القوية بإيران.
2 - اتفاق مصالح «حماس» وإيران في إفشال أي سلام إسرائيلي مع أي دولة عربية.
3 - اجتماع قيادات من «حماس» مع ممثلين لجهة مساندة إيران قبل أشهر من عملية 7 أكتوبر في بيروت بحضور ممثلين للحرس الثوري الإيراني.
في نهاية الأمر، سواء كانت عملية 7 أكتوبر بالتنسيق الكامل أو الجزئي مع إيران، فإن حركة «حماس» خرجت من هذه العملية خاسرة ثقلها العسكري وترسانتها التسليحية، وأدت إلى أكبر تدمير للبشر والحجر لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني يعيشون في قطاع غزة كانوا وما زالوا يعيشون تهجيراً دائماً، وإبادة وتجويعاً وتعطيشاً وتعذيباً لم يعرفه التاريخ منذ المذابح النازية.



شريط الأخبار