نهيان بن مبارك يفتتح "المكتبة الشاملة" في مركز المستقبل للتأهيل بأبوظبي

الامارات 7 - افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، والرئيس الفخري لمركز المستقبل للتأهيل، “المكتبة الشاملة” في مقر المركز بمدينة أبوظبي، وذلك خلال حفل رسمي حضره معالي خلدون المبارك، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة للاستثمار، وسعادة محمد عبد الجليل الفهيم، رئيس مجلس إدارة المركز، إلى جانب عدد من الشخصيات المرموقة من مجموعة مبادلة ومؤسسات وطنية، ولفيف من الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور.

ويأتي افتتاح هذه المكتبة المتطورة في إطار التزام مشترك بين مركز المستقبل ومجموعة مبادلة بدعم التعليم الشامل، وتعزيز فرص أصحاب الهمم في الوصول إلى المعرفة، والمشاركة الفاعلة في المجتمع، تماشيًا مع قيم دولة الإمارات في التمكين والمساواة.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بهذه المناسبة :“ إن افتتاح المكتبة الشاملة في مركز المستقبل للتأهيل ليس مجرد فعالية رمزية، بل هو إعلان صريح عن التزامنا الجماعي ببناء مجتمع يؤمن بكل فرد، ويمنحه الأدوات التي تمكّنه من التعلم، والإبداع، والمساهمة الفاعلة في مسيرة الوطن".

وأضاف معاليه :" لقد أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دعائم راسخة لمجتمع يقوم على العدل، والرحمة، وتمكين الإنسان، وها نحن اليوم نواصل هذا النهج المبارك بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، الذي يضع الإنسان في قلب رؤية التنمية، ويؤمن بأن بناء وطن متماسك وشامل يبدأ من الاستثمار في التعليم النوعي، وتكافؤ الفرص، ودمج أصحاب الهمم بشكل كامل في جميع مناحي الحياة".

وتابع “ في إطار عام المجتمع 2025 الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، تتجسد هذه المكتبة كنموذج فعلي لترجمة تلك الرؤية الوطنية؛ فهي ليست فقط مساحة للقراءة، بل فضاء حي لتعزيز الانتماء، وتوسيع آفاق المعرفة، وترسيخ مبدأ أن لكل فرد في هذا الوطن دورًا، وصوتًا، وفرصة حقيقية للنمو والمساهمة”.

ولفت إلى أن إعلان هذا العام يعكس إيمان سموه العميق بقوة التماسك المجتمعي، وأهمية بناء بيئة حاضنة تُمكّن الإنسان، وتُعزز القيم التي تقوم عليها دولة الإمارات منذ تأسيسها، وعلى رأسها التسامح، والتكافل، والتعايش.

وقال “ ما نشهده اليوم هو أكثر من مكتبة؛ إنها منصة للانطلاق، ومساحة تُزرَع فيها بذور الثقة، وتُروى بالإبداع، وتنمو بالمسؤولية. إنها ترجمة عملية لفكرة أن كل فرد، مهما كانت تحدياته، يملك الحق الكامل في الحلم، والمحاولة، والنجاح”.

وأضاف " في هذا السياق، أتوجه بالشكر والتقدير إلى مجموعة مبادلة للاستثمار على دعمها ومساهمتها الفاعلة في إنجاح هذا المشروع المجتمعي الرائد، والذي يعكس التزامها المستمر بدعم التعليم الشامل وتعزيز قيم التمكين والتكافل في المجتمع الإماراتي.

تجسّد هذه المكتبة روح الإمارات، القائمة على الشراكة، والتمكين، والانفتاح على كل الإمكانات البشرية. كما أنها نتيجة رائعة لتكاتف الجهود بين مركز المستقبل للتأهيل ومجموعة مبادلة، فالعمل المشترك هو مفتاح الإنجاز، والتكامل بين المؤسسات والأفراد هو ما يجعل الأثر مستدامًا".

وتابع “ نحن فخورون بهذا المشروع الإنساني الملهم، الذي لا يفتح الأبواب أمام المعرفة فحسب، بل يفتح القلوب أيضًا، ويعزز في أبنائنا من أصحاب الهمم شعور الانتماء، والقدرة، والإبداع. إنها رسالة واضحة لكل من يعيش على أرض الإمارات: في هذا الوطن، لا أحد يُترك خلف الركب، وكل حلم يجد من يحتضنه حتى يصبح واقعًا”.

من جانبه، قال معالي خلدون المبارك :" نؤمن في مبادلة بأن تمكين الشباب هو أساس بناء مستقبل أكثر إشراقاً وتنوعاً. ويمثل افتتاح هذه المكتبة الشاملة خطوة نوعية ضمن التزامنا بتوفير بيئة تعليمية دامجة، تدعم جميع أفراد المجتمع وتمنحهم فرصًا حقيقية للنمو والمساهمة. ومن خلال هذه المبادرات، نسعى دائما إلى الاستثمار في الإنسان، وتوسيع دائرة الفرص أمامه، وتعزيز القيم التي نؤمن بها كمؤسسة وطنية مسؤولة".

تُعد المكتبة الجديدة مساحة تعليمية مبتكرة تهدف إلى تمكين الطلبة، وتعزيز فرص الوصول إلى مصادر المعرفة. وهي تضم أكثر من 1500 كتاب ومورد تعليمي، موزعة على تسع مناطق تعليمية متخصصة، تشمل ركن القراءة، الركن الحسي، فضاء الابتكار، ومناطق الدعم الحسي والمعرفي، بما يُراعي أنماط التعلم المختلفة والاحتياجات الفردية.

وتم تجهيز المكتبة بأدوات وتقنيات مساعدة مثل نظارات الواقع الافتراضي (ClassVR)، الروبوتات التعليمية، القارئات الصوتية، أقلام القراءة، والكتب الصوتية.

كما تحتوي على قسم خاص لأولياء الأمور والمعلمين، يدعمهم في عملية التعليم والتوجيه.

وخلال الحفل، قدّم طلاب المركز عرضًا فنيًا تضمن تقديم شخصية “كابتن فيوتشر”، من إبداع الطالب عبدالله الرميثي، والتي تمثل رمزًا للتمكين والشجاعة وقوة المعرفة.

كما شارك الطالب محمد عبد الرحمن إلى جانب الفنانة الإماراتية عائشة الحمري في عرض الجدارية الفنية التي تزيّن واجهة المكتبة، وتحمل رسالة بصرية عن التنوع، والاحتواء، والانتماء.

وقال سعادة محمد عبد الجليل الفهيم :“ إن هذه المكتبة تمثل أكثر من مجرد فضاء للكتب، إنها تعبير حقيقي عن الإيمان بقدرات الطلبة، وتأكيد على أن التعليم حق أصيل للجميع. نشكر كل من أسهم في تحويل هذه الرؤية إلى واقع، وعلى رأسهم مجموعة مبادلة للاستثمار، التي جسّدت بأعمالها التزامًا حقيقيًا تجاه المجتمع وأفراده”.

يذكر أن مركز المستقبل للتأهيل تأسس في عام 2000، ويخدم أكثر من 147 طالبًا من مختلف الجنسيات والفئات العمرية من أصحاب الهمم، لا سيما ذوي التوحد والإعاقات الذهنية والمتعددة.

ويشتهر المركز بريادته في مجال التعليم الشامل، وحصل على عدة جوائز واعتمادات من بينها جائزة خليفة التربوية، واعتماد برنامج CLM من مركز التميز في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ترخيص برنامج ASDANالبريطاني.

وتأتي “المكتبة الشاملة” اليوم كتتويج لمسيرة المركز في تطوير بيئة تعليمية دامجة، تُمكّن الطلبة وتوفر لهم الموارد والتقنيات اللازمة لاكتشاف طاقاتهم، وتعزز من اندماجهم ومساهمتهم في المجتمع.




شريط الأخبار