مستقبل العلاقة الإيرانية - الإسرائيلية!

عماد الدين أديب
المفاوضات لن تقتصر فقط على «النووي» لكن سيدخل فيها ملف التهدئة وتوقف العدائيات بين طهران وتل أبيب

المؤكد الأكيد أن المواجهات العسكرية الحالية بدأتها إسرائيل، ولكن المؤكد أيضاً أن إيران هي التي أهدت أسبابها على طبق من ذهب لنتنياهو!
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان «إن الحرب الحالية لم نسعَ إليها، ولم نبدأها».
ما لم يقله ولم يعترف به الرئيس الإيراني، أن وفد بلاده في خمس جولات من المفاوضات مع الجانب الأمريكي ظلّ يراوح مكانه في المفاوضات، ويتمحور حول رغبته في الحصول على حق التخصيب النووي لأغراض سلمية مع الاحتفاظ بالبرنامج، وأيضاً الحصول على حق الإفراج عن الأرصدة المجمّدة، ورفع كافة العقوبات الدولية المفروضة.
باختصار، كان الموقف الإيراني يريد الحصول على كل شيء دون التنازل عن أي شيء.
هنا كان هذا الموقف شديد الصعوبة على عقلية المفاوض الأمريكي ويتكوف الذي يأتي من خلفية رجل أعمال رأسمالي عقاري يدرك أن فن الصفقات الناجحة يعتمد على منطق «تنازل مقابل تنازل، أي أعطني شيئاً حتى أعطيك شيئاً مقابله».
هنا لم يقتنع ويتكوف ـــ أبداً ـــ بالمنطق التفاوضي الإيراني، وأبلغ رئيسه بأن هذه المفاوضات وفق هذا المنطق لن تأتي بجديد، وأننا نضيّع الوقت تحت مظلة أسلوب المماطلة والإصرار والعناد على مبدأ واحد لن يتم التزحزح عنه قيد أنملة!
وفي اليوم الـ61، أي بعد انتهاء السقف الزمني الذي حدّده الرئيس ترامب لـ«إتمام الصفقة»، أعطى الضوء الأخضر لتل أبيب حتى تقوم بعملياتها العسكرية.
هدف العملية إسرائيلياً هو تدمير البرنامج النووي مما سوف يساعد ــ بالتداعي ـــ موقف المفاوض الأمريكي.
المتوقع الآن أن تستمر العمليات العسكرية بين الطرفين، لحين تأتي وساطة روسية أو تركية أو قبرصية تعيد الإيراني إلى مائدة مفاوضات لا تقتصر فقط على الملف النووي، لكن يدخل فيها ملف جديد وهو ملف التهدئة وتوقف العدائيات بين طهران وتل أبيب.



شريط الأخبار