عماد الدين أديب
لا أحد يعرف بالضبط كيف ومتى وبأي شروط سوف تنتهي المواجهة العسكرية الحالية التي بدأت بين إسرائيل وإيران وازدادت تعقيداً بالمشاركة الأمريكية فيها.
مصلحتنا كعرب هي في اعتماد لغة الحوار والتفاوض العاقل بين كافة الأطراف من أجل التوصل لتسوية إقليمية تحقق توقفاً لإطلاق النار، ونتعامل مع جذور المشكلة، وتؤدي إلى علاقات طبيعية وسلمية بين هذه الأطراف.
اتساع النيران فوق أكبر مخزن للطاقة في العالم الذي توجد فيه أهم مسارات ومنافذ بحرية، وهو صلة الربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، وبين شرق البحر المتوسط وظهير القارة الأوروبية، والرابط بين المحيط وبحر قزوين، والذي يقطن فيه ما بين عرب وشرق أوسطيين وآسيويين وأفارقة، قرابة ربع سكان العالم.
هذه المنطقة المليئة بالصراعات والتوترات لا تحتاج ـــ إضافة إلى ذلك كله ـــ صراعاً نووياً تُستخدم فيه أشد الأسلحة وأعتى القنابل وأذكى الصواريخ الباليستية.
وللأمانة، نقول إن الطرف العربي ـــ هذه المرة ـــ كان أكثر الأطراف حكمة وانضباطاً ورغبة في إيجاد وسائل للوساطة العاقلة والتهدئة وإيقاف العدائيات بين الأطراف.
أكبر خطر يمكن أن تواجهه المنطقة هذه الأيام هو حالة «العناد السياسي» بين أطراف الصراع، بحيث يريد كل طرف تحقيق كل ما يريد كاملاً، بحيث يبدو أنه المنتصر الكامل الذي أرغم خصمه على الهزيمة الكاملة.
التسويات السياسية تتم بالتراضي وبالحكمة وبالتفاهم وبتغليب مصالح الدول العليا على أي مصالح شخصية أو ذاتية.