"تنظيم الأصول الافتراضية في دبي": مئات الكيانات تستكمل إجراءات الترخيص .. وقريباً مشاريع لترميز الذهب والتمويل اللامركزي

الامارات 7 - أصدرت سلطة تنظيم الأصول الافتراضية في دبي "VARA"، حتى الآن 36 ترخيصاً كاملاً لكيانات تعمل في قطاع الأصول الافتراضية.

وقال ماثيو وايت، الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الأصول الافتراضية في دبي "VARA" في تصرحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" إنه يوجد لدينا حالياً عدة مئات من الكيانات بمراحل مختلفة من عملية الترخيص، كما أننا نتلقى بشكل مستمر طلبات من كيانات عالمية ترغب في التوسع بدبي، ونعمل معهم على تسهيل الإجراءات ومساعدتهم في فهم الأطر التنظيمية بما يضمن التزامهم الكامل، مشيرا إلى أن المنظومة تضم أكثر من 400 كيان مسجل يعمل في أنشطة تتنوع بين التداول لحسابهم الخاص، وتقديم خدمات تكنولوجيا البلوك تشين، وخدمات مساندة أخرى.
واستعرض وايت شراكة السلطة مع دائرة الأراضي والأملاك في دبي مطلع عام 2025، بهدف إطلاق مبادرة تنظيمية مبتكرة تتيح "التملك الجزئي" للعقارات باستخدام الأصول الرمزية.
وأوضح أن نموذج التملك الجزئي أتاح للأفراد إمكانية امتلاك جزء من أصل عقاري، من دون الحاجة لشراء عقار بالكامل، ووسع فرص الاستثمار العقاري لتشمل فئات لا تستطيع تملك عقارات كاملة، كما أسهم في تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للابتكار العقاري والأصول الرقمية.
وكشف أن المرحلة التجريبية من المشروع شهدت إدراج عقارين بنجاح ضمن منظومة التملك الجزئي، وشارك في تملّكهما نحو 300 مستثمر، 70% منهم لم يسبق لهم امتلاك عقار في دبي من قبل، مما يبرهن على قدرة المشروع في استقطاب شرائح جديدة من المستثمرين المحليين والدوليين.
وتوقع إدراج الرموز العقارية ضمن منصات تداول في المستقبل القريب، ما سيسمح بتداولها بسهولة، ويجعل هذا النوع من الأصول أقرب إلى الجمهور.
وكشف أن السلطة تعمل حالياً على مشاريع تجريبية جديدة تشمل الذهب ومنتجات التمويل اللامركزي، التي تمثل بديلاً رقمياً للتمويل التقليدي، وتخضع حالياً للدراسة.
وأضاف أن سلطة تنظيم الأصول الافتراضية في دبي تحرص على بناء بيئة تنظيمية متكاملة تشجع على الابتكار وتضمن في الوقت نفسه أعلى معايير الأمان القانوني وحماية المستثمرين.
وأشار إلى أن المهام الأساسية للسلطة تشمل وضع إطار تنظيمي داعم ومحفز، وترويج دبي كمركز عالمي للأصول الافتراضية، وتعزيز التعاون مع الجهات الدولية والمحلية، وتطوير أدوات رقابية ذكية لضمان امتثال الكيانات العاملة، بالإضافة إلى المساهمة في تحفيز الاقتصاد الرقمي.
وأوضح أن "VARA" لا تعمل بمعزل عن الجهات التنظيمية الأخرى في الدولة، بل تنسّق وتتكامل مع مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك هيئة الأوراق المالية والسلع، ومصرف الإمارات المركزي، وشرطة دبي، ودائرة الاقتصاد والسياحة، إلى جانب مؤسسات حكومية أخرى.
وحول الرقابة والإنفاذ، أشار وايت إلى أن سلطة VARA تتبنى منظومة شاملة للإشراف والتفتيش، تبدأ بوضع إرشادات تنظيمية واضحة ومبسطة، من بينها دليل شامل للتسويق يتضمن أمثلة مرئية تساعد الشركات على فهم ما يجوز وما لا يجوز الترويج له، كما تفرض السلطة على الشركات تزويدها ببيانات مفصلة تشمل عدد العملاء، ونوعياتهم، والمعاملات المنفذة، ومصادر التمويل، ما يتيح تحليلها باستخدام أدوات آلية ويدوية لضمان الالتزام.
وقال إنه يوجد لدينا كذلك مسار خاص بالإنفاذ، يتضمن رصد المخالفات التي قد تكشفها فرق الإشراف، وتحويلها إلى فريق الإنفاذ لاتخاذ إجراءات مثل إصدار تحذيرات أو فرض غرامات أو سحب التراخيص، مشيراً إلى رصدهم وتعاملهم مع أي نشاط غير مرخص في الإمارة.
وأكد أن السلطة تطبق نظام "استكشاف الأفق horizon scanning " لرصد أي نشاط غير مرخص يتم عبر الإنترنت أو الوسائط الأخرى، ومن ثم تتخذ الإجراءات القانونية بحق الجهات المخالفة، بما في ذلك إغلاق النشاط ومصادرة العوائد، متى ما ثبت الضرر المحتمل على السوق.
وتحدث وايت عن الاستراتيجية التشريعية المستقبلية للسلطة، قائلاً إن السلطة جهة تنظيمية مرنة، ولدينا برامج تمكينية تنظيمية تجريبية، وهذه البرامج تسمح لنا بفهم مخاطر نماذج الأعمال الجديدة، ووضع أطر تنظيمية أولية لتجربتها تحت إشرافنا المباشر، ومن ثم ترسيخها ضمن المنظومة التنظيمية.
وأوضح أن إنشاء السلطة في عام 2022 شكّل خطوة نوعية واستراتيجية ضمن رؤية دبي الاقتصادية D33، التي تهدف إلى مضاعفة حجم اقتصاد الإمارة خلال العقد المقبل، لافتاً إلى أن إنشاء السلطة كأول جهة تنظيمية متخصصة على مستوى العالم تُعنى بتنظيم الأصول الافتراضية، ليس فقط لضمان البيئة التنظيمية المناسبة، بل لتكون بمنزلة محرك رئيسي يعزز نمو هذا القطاع ويمنح الثقة للمستثمرين، ويشجع الكيانات المتخصصة على اختيار دبي مقراً لها.



شريط الأخبار