مستقبل السرديات العالمية والإعلام على منصة القمة العالمية للحكومات

الامارات 7 - نظمت مؤسسة القمة العالمية للحكومات جلسة حوارية بعنوان "الإعلام والجغرافيا السياسية، ومستقبل السرديات العالمية"، بهدف تسليط الضوء على الدور المتنامي للإعلام في تشكيل التصورات الجماعية وصياغة السرديات المؤثرة على السياسات والرأي العام، وبحث مستقبل هذا القطاع الحيوي في بيئة عالمية تتغير بوتيرة متسارعة على الصعيدين الجيوسياسي والتكنولوجي.

استضافت الجلسة، بيدرو فارغاس دافيد، رئيس مجلس إدارة "يورونيوز" والرئيس التنفيذي لشركة "ألباك كابيتال"، بحضور نخبة من الإعلاميين المفكرين والقيادات المؤسسية وصناع القرار وشركاء القمة من القطاعين الحكومي والخاص، بحثوا خلالها التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الإعلام في ظل المتغيرات الجيوسياسية العالمية المتسارعة.

وتعكس الجلسة التزام القمة العالمية للحكومات بدورها كمحفّز فكري وإستراتيجي لرسم ملامح المستقبل، من خلال تعزيز الحوار حول تقاطعات الإعلام والمجتمع والتكنولوجيا، وتحليل التحولات الجيوسياسية المتسارعة وانعكاساتها على صناعة الإعلام، كما تسلط الضوء على الدور المتنامي للإعلام في تشكيل السرديات الجماعية وتوجيه الرأي العام، عبر توفير منصة إستراتيجية تمكّن الحكومات والمؤسسات الإعلامية من مواكبة التغيرات العالمية، وصياغة رؤى أكثر شمولاً وتوازنًا لعصر شديد التفاعل والتقلب.

واستعرضت الجلسة عددا من المحاور الإستراتيجية، أبرزها التحول في الخطاب الإعلامي من التركيز على تغطية الأزمات والنزاعات إلى تبنّي سرديات تعكس التقدّم والتحول الإيجابي، وشدد المشاركون على أهمية أن تُعيد المؤسسات الإعلامية توجيه بوصلتها نحو تسليط الضوء على قصص النجاح، ونماذج الابتكار، والحلول الملهمة، بما يسهم في ترسيخ دور الإعلام كقوة دافعة للتغيير البنّاء، وشريك فاعل في تحفيز التنمية وتعزيز الأمل في المجتمعات.

وأكد محمد يوسف الشرهان، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، خلال الجلسة، أن الإعلام تجاوز دوره التقليدي كمجرد ناقل للوقائع، ليصبح اليوم شريكًا استراتيجيًا في تشكيل التصورات الجماعية وتوجيه السياسات العامة، وقال : في ظل عالم يشهد تحولات جيوسياسية وتقنية متسارعة، تبرز الحاجة الملحة إلى إعلام واعٍ ومسؤول، قادر على تقديم سرديات متوازنة تعبر عن تطلعات المجتمعات وتعزز الاستقرار العالمي، مشيراً إلى الدور المحوري الذي توفره منصة القمة العالمية للحكومات في تعزيز التواصل والحوار البنّاء بين صناع القرار وقيادات الإعلام، لبناء خطاب مشترك يتماشى مع تحولات العصر، ويُسهم بفعالية في ترسيخ قيم الشفافية، والانفتاح، والتفاهم العابر للحدود.

من جانبه، أكد بيدرو فارغاس ديفيد، رئيس مجلس إدارة "يورونيوز" والرئيس التنفيذي لشركة "ألباك كابيتال"، على الأهمية البالغة التي تحتلها وسائل الإعلام في المشهد المجتمعي العالمي، مشيرا إلى أن الإعلام لم يعد مجرد وسيط، بل أصبح دعامة أساسية في بناء الوعي العام وتوجيه النقاشات المجتمعية، وقال : تُعد وسائل الإعلام ركيزة لا غنى عنها في منظومتنا المجتمعية، فعندما يسعى الناس إلى الحقيقة، وإلى فهم محايد ومتوازن لما يجري في العالم، فإن مسؤولية الإعلام هي تقديم ذلك الوضوح، وفي عصر تتكاثر فيه الضوضاء وتنتشر المعلومات المضللة، تبرز الحاجة إلى صحافة موثوقة تشكل مرساة للنقاشات المستنيرة، ومحركًا فاعلًا للتقدم الجماعي.

وتناولت الجلسة توسع "يورونيوز" في الأسواق الجديدة، مع تسليط الضوء التحول الجيوسياسي نحو مناطق آسيا، والخليج، وأفريقيا، وسعي الشبكة إلى ترسيخ حصورها التحرير فيهذه المناطق من خلال خطط توسعية مدروسة واستراتيجيات متقدمة للتفاعل مع جماهير متعددة الخلفيات الثقافية والجغرافية.

كما ناقشت الجلسة في محورها الرابع مسألة الهوية الأوروبية مقابل التنوع الثقافي، حيث جرى حوار معمق حول كيفية محافظة "يورونيوز "على أصالتها التحريرية وهويتها الأوربية، مع انفتاحها في الوقت ذاته على السياقات المحلية في الأسواق الجديدة، بما يضمن خطاباً إعلامياً متوازناً يراعي الخصوصيات الثقافية دون التفريط في القيم المهنية.

وتناول المحور الخامس الذكاء الاصطناعي والمحتوى الخوارزمي، حيث أثيرت تساؤلات حول كيفية موازنة وسائل الإعلام بين متطلبات الانتشار الرقمي المدفوع بالخوارزميات، والحفاظ على جودة المحتوى وعمقه وتنوع، دون اختزاله لصالح الجاذبية الرقمية فقط.

واختتمت الجلسة بمناقشة محور "الإعلام والهوية في زمن العولمة"، الذي ركز على التحديات التي تفرضها العولمة على مفاهيم الهوية الوطنية الإعلامية، وعلى كيفية تقديم محتوى إعلامي يعكس الواقع العالمي دون فقدان الحس المحلي، ودون الوقوع في فخ التسييس أو التعميم.

وشهدت الجلسة مشاركة واسعة من عدد من الجهات الحكومية والخاصة الرائدة، من بينها؛ هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، وغرف دبي، ودبي للاستثمار، ومجموعة G42، وجنرال موتورز، وأمازون ويب سيرفيسز، وSAP، وصحيفة ذا ناشونال، وشركة أوراكل.



شريط الأخبار