د. موزة العبار
ظلت دولة الإمارات وعلى مر تاريخها سنداً وعضداً للأشقاء الفلسطينيين.. وكانت سبّاقة في دعم سكان قطاع غزة للتخفيف من معاناتهم، خصوصاً بعد أحداث 7 اكتوبر 2023، عبر تقديم الدعم الإنساني على مختلف المسارات.
حيث تم التوقيع مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» على اتفاقية تعاون بـ 40.4 مليون درهم، واتفاقية تعاون ثلاثي بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي و«أونروا» ومؤسسة دبي العطاء بـ 14.6 مليون درهم لدعم برامج التعليم لـ«أونروا» في قطاع غزة.
وذلك بهدف ضمان استمرار حصول الطلاب والطالبات في غزة على التعليم الأساسي في بيئة مدرسية ملائمة تتوفر فيها أساسيات التعليم من خلال مدارس «أونروا».. ومما لا شك فيه أن المنحة الإماراتية كان لها الأثر الكبير على الواقع التعليمي في قطاع غزة.
حيث عززت من سير العملية التعليمية في القطاع، بما في ذلك تطوير أساليب ومناهج التعليم، وتطوير المهارات من خلال توفير مختلف أنواع المواد التعليمية لما يقرب من 15173 طفلاً من أطفال اللاجئين الفلسطينيين.
إن دولة الإمارات ومنذ بداية أحداث السابع من أكتوبر تحركت في «اتجاهين أساسيين»، هما: الإنساني والدبلوماسي، حيث أعلنت دولة الإمارات عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 154 مليون درهم.
والتي أتت من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» والهلال الأحمر الإماراتي، في إطار مواقف دولة الإمارات الأخوية ونهجها الأصيل تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم.
والذي يعد من ثوابت دولة الإمارات تجاه القضية الفلسطينية، كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 50 مليون درهم عن طريق «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي كان يمر بها الأشقاء في القطاع.
ومازال دعم الإمارات للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة مستمراً ليومنا هذا عبر عملية «الفارس الشهم 3»، والتي انطلقت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في 5 نوفمبر 2023.
حيث لم تتوقف جهود الدولة منذ ذلك الوقت عن تقديم الدعم الإنساني والإغاثي، برغم جميع التحديات اللوجستية والسياسية والظروف الميدانية الصعبة، مع ضمان تدفق المساعدات بشكل مستمر وعلى نطاق واسع ومستدام عبر كل الطرق الممكنة البرية والجوية والبحرية.
ومع إكمالها أكثر من 600 يوم من العطاء المتواصل، مازالت الإمارات تتصدر قائمة الدول الأكثر دعماً لسكان غزة منذ بداية الأزمة في 7 أكتوبر 2023، وبنسبة تجاوزت 42 % من مجمل المساعدات المقدمة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، نقلاً عن الأرقام المنشورة في خدمة التتبع المالي التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
حيث بلغ إجمالي المساعدات أكثر من 66.000 طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية بقيمة تتجاوز 1.2 مليار دولار تم إيصالها عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية لضمان وصول الدعم للمحتاجين بأسرع وقت ممكن.
وتبذل الإمارات جهوداً كبيرة لحماية المدنيين ورعاية الجرحى والمرضى، وخاصة بعد التدهور الكبير الذي أصاب القطاع الصحي، وعدم قدرته على تلبية الحد الأدنى من الرعاية الصحية اللازمة للمصابين.
وذلك من خلال تنفيذ مبادرتي صاحب السمو رئيس الدولة بعلاج 1000 طفل فلسطيني من المصابين وعلاج 1000 من المصابين بأمراض السرطان في مستشفيات الإمارات التي استقبلت حوالي 2634 مريضاً ومرافقاً ووفرت لهم أعلى مستويات الرعاية الصحية.
وعلى مدار الأشهر والأيام الماضية وحتى اليوم تستمر قوافل الخير والمساعدات الإماراتية في عطائها، لتمثل رسائل تضامن إنساني ودعم أخوي للشعب الفلسطيني، حيث تواصل تقديم الدعم للتكيات الخيرية التي بلغ عددها 50 تكية توفر الغذاء لآلاف الأسر الفلسطينية في مختلف مناطق القطاع.
ومنذ أيام أبحرت من ميناء خليفة «كيزاد» في أبوظبي «سفينة خليفة» للمساعدات الإنسانية الثامنة ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، متجهة إلى ميناء العريش في جمهورية مصر العربية، تمهيداً لإدخال شحنتها من المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، في إطار الدعم الإنساني المستمر الذي تقدمه دولة الإمارات للأشقاء الفلسطينيين.
وتعد «سفينة خليفة» رقم 8 أكبر سفينة مساعدات إنسانية ترسلها دولة الإمارات حتى الآن، حيث تبلغ حمولتها الإجمالية 7166 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية المتنوعة.
وتشمل الحمولة 4372 طناً من المواد الغذائية و1433 طناً من مواد الإيواء و860 طناً من المواد الطبية، و501 طن من المواد الصحية، ليصل إجمالي المساعدات التي تم إرسالها إلى قطاع غزة 77.266 طناً.
وتأتي هذه الخطوة امتداداً لسلسلة من المبادرات الإنسانية التي أطلقتها دولة الإمارات ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، والتي تجسد التزام الدولة الراسخ بنهجها الإنساني في مد يد العون للمحتاجين والمتضررين بالتعاون مع مؤسساتها الخيرية والإنسانية.