قائد صنع التاريخ

د. محمد سعيد القدسي
قبل منتصف نهار 6 أغسطس 1966 كانت إمارة أبوظبي على موعد مع بدء عصر جديد بمبايعة المواطنين والأسرة الحاكمة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حاكماً لأبوظبي، ليقوم بدفع الإمارة في مسار التطوير والبناء والحياة العصرية.
وقد عرفه أبناؤه بحنكته السياسية وهو يدير أصعب الأمور في العين حين كان حاكماً لها وممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية، حيث لم تثنِه قلة الموارد عن النهوض بها، وتحويلها إلى مدينة زاهرة.


أول فصول حكاية التطوير بدأت بعد أن رفع المغفور له الشيخ زايد نسبة المناصفة في الأرباح مع الشركات البترولية العاملة، حيث قام بإنشاء الدوائر الحكومية التي أراد لها أن تسير بسرعة وثبات في بناء أبوظبي بقيادات وطنية، وقد أتى ذلك بثماره.
حيث كانت النتائج أكثر من مرضية. ومضت أبوظبي تنفذ خطتها الخمسية الأولى لإقامة المرافق الحديثة والخدمات والاتصال والبلديات والميناء والمطار والصحة والتعليم والجسور والأنفاق وزراعة الصحراء الغربية، لينجز -طيب الله ثراه- النقطة الأولى في رؤيته الثلاثية، ومع مسيرة إقامة أبوظبي الحديثة التقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، يوم 18 فبراير 1968 في منطقة السميح.

حيث بحثا حينها قرار بريطانيا الانسحاب من الخليج العربي بنهاية عام 1971 وكيفية ملء الفراغ، وخرجا بإعلان دبي لإقامة اتحاد بين إمارتي أبوظبي ودبي، وانضمت إليه الإمارات الأخرى لاحقاً، وبعد اجتماعات عدة للجان الفرعية في المجالات كافة، جاء الاجتماع التاريخي لحكام إمارات: أبوظبي، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، والفجيرة، في دبي يوم الأحد 18 يوليو 1971.

حيث اتفقوا على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسمية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رئيساً لخمس سنوات، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، نائباً للرئيس.

وفي يوم الخميس 2 ديسمبر 1971 عقد المجلس الأعلى للاتحاد اجتماعه الأول في منطقة جميرا بدبي، حيث أعلن عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطاتها، وتم رفع علم الإمارات، لينجز المغفور له الشيخ زايد النقطة الثانية في رؤيته.

وفي 10 فبراير من عام 1972 ، انضمت إمارة رأس الخيمة إلى الاتحاد، ليكتمل كيان سياسي موحد وقوي. وليتبع ذلك بمسعى امتد لسنوات لتوطيد أواصر البيت الخليجي، مكللاً إياه بالنجاح حين أعلن بنفسه قيام مجلس التعاون الخليجي يوم الاثنين 25 مايو 1981 في قمة التعاون بأبوظبي، منجزاً النقطة الثالثة في رؤيته.
لقد عُرف عن المغفور له الشيخ زايد حنكته السياسية ومواقفه العروبية، وهو ما يتجلى في قراره التاريخي بقطع النفط عن الغرب خلال حرب أكتوبر 1973، فضلاً على مساهمته بفاعلية في حرب تحرير الكويت، هذا بالإضافة إلى رفضه حصار العراق الذي دام 13 عاماً، كما عمل على وقف الحرب بين اليمن الشمالي والجنوبي، وتوج ذلك بإعلان الوحدة عام 1990.

وقدم، طيب الله ثراه، في فترة رئاسته ما قيمته 92 مليار درهم إلى 59 بلداً في العالم، على شكل منح ومشاريع ومجموعات سكنية وقرى وجامعات وموانئ ومطارات ومعاهد إدارية ودور للمسنين وبعثات للحج وغير ذلك كثير.. رحم الله «أبونا زايد».. وبارك الله في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يعزز ويطور ثوابت ومرتكزات الاتحاد.



شريط الأخبار