عماد الدين أديب
من يعتقد أن الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا أصبح أقرب من أي وقت مضى، وأنه على حافة الإنجاز والتوقيع هو في حقيقة الأمر لا يعرف التفاصيل الدقيقة لطبيعة الخلاف، وعناصر الصراع، وتفاصيل المواقف الشخصية لكل من الرئيسين بوتين وزيلينسكي.الصراع تاريخي وقديم، الروسي يؤمن إيماناً راسخاً أن أوكرانيا الأرض والشعب والجغرافيا هي ملكية تاريخية لروسيا القيصرية والاتحاد السوفييتي القديم.
ويؤمن الرئيس بوتين إيماناً راسخاً بأن تفكيك الاتحاد السوفييتي القديم والتنازل عن اتحاد الجمهوريات بعد سقوط جدار برلين عام 1991 هو «كارثة تاريخية»، وخسارة تصل إلى حد الخيانة الوطنية.
من هنا، هناك إيمان راسخ داخل الكرملين، بأن استعادة جزء أو كل من هذه التركة هو هدف نبيل من أهداف الأمن القومي الروسي في ظل عهد بوتين.
في أوكرانيا يؤمنون بأن الاتحاد السوفييتي القديم اغتصب السيادة على أراضي وثقافة ودور للكنيسة الأرثوذكسية بالقوة الغاشمة، ويؤمنون بأن تحرير أوكرانيا من النفوذ الروسي أمنياً واقتصادياً وثقافياً ودينياً هو هدف وطني لا بدّ من الموت من أجله.
مطالب روسيا هي مطالب المنتصر، ومطالب أوكرانيا هي من يرفض الاعتراف بنتائج الهزيمة، لذلك هناك مطلب روسي بضم أراضٍ في عدة مناطق، وهناك مطالب أوكرانية بضمانات دولية لحماية الحدود والوجود الأوكراني عبر قوات دولية من حلف الأطلنطي.
ترامب الذي يؤمن بالصفقات العقارية اكتشف في وساطاته بين موسكو وكييف، أن وساطات الصراعات التاريخية والعسكرية هي أعقد مليون مرة من فن «صفقات العقارات» التي يجيدها.
سوف يكتشف ترامب أن الشيطان يكمن في تفاصيل الصراعات، أو أن المسألة لسبب يجب ألا تعتمد على توفير قناة حوار آمنة بين أطراف الصراع. أحياناً اللاحل يكون عند بعض الأطراف هو أفضل الحلول!