هذا العالم المخيف!

عماد الدين أديب

السؤال الكبير الذي يطرحه كل عقلاء العالم هو: لماذا يقوم الائتلاف اليميني المتشدد الحاكم في إسرائيل بهذه السياسات الوحشية التي لا تعترف بأي معيار أخلاقي، أو قانون دولي، أو أي قواعد إنسانية؟
يمكن أن تكون الإجابة لأنها حكومة إحلال واستيطان وإبادة. ويمكن أن تكون الإجابة أنها تريد الإجهاز النهائي على ما تبقى من كتائب القسام وحركة حماس في غزة.
ويمكن أن تكون الإجابة أنها تريد تحرير الرهائن الأحياء فهم (حوالي 20)، واستعادة الجثث (حوالي 30 جثة).
ويمكن أن تكون الإجابة أن إسرائيل لديها فائض قوة تريد من خلاله تغيير معادلة القوة لصالحها بحيث تعيش المنطقة، لا قدر الله، ما يمكن تسميته بالحقبة الإسرائيلية.
ورأيي المتواضع الذي يحتمل الخطأ هو أن نتانياهو قرأ شكل العالم الجديد بطريقته، بمعنى أنه وصل إلى الفهم عبر مستشاره للشؤون الاستراتيجية المقرب، رون دريمر، أن العالم في حالة سيولة وحالة تشكل جديد بعدما استقرت معادلاته السابقة عقب الحرب العالمية الثانية.
وبناء على هذا الفهم يحاول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تغيير موازين ومعادلات القوى، والسعي إلى ممارسة دور «قيصر العالم الجديد».
إنه عالم يقوم على القوة بكل أشكالها المؤلمة من خلال عقوبات اقتصادية وتجارية، وحصار وعزل سياسي وممارسة سياسة ابتزاز الآخرين. من هنا يضرب نتانياهو بالقانون الدولي وبأوروبا العجوز والأمم المتحدة والرأي العام العالمي عرض الحائط. بهذا المنطق كل شيء ممكن بالقوة المفرطة والإبادة الوحشية والفكر العنصري الاستيطاني من أجل تغيير خارطة الشرق الأوسط، في وقت يتم فيه تغيير التوازنات والمعادلات الدولية والاستراتيجية.



شريط الأخبار