الإمارات: الضفة خط أحمر

عماد الدين أديب

كل شيء له حدود مقبولة إلا نقض العهود والظلم والاستبداد، وعدم احترام المواثيق، وضرب القانون الدولي والأخلاق ومبادئ الإنسانية عرض الحائط، كما فعلت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. حرب الإبادة والتجويع والعطش والتوحش في الفعل ورد الفعل، وجنون سفك الدماء وقتل المدنيين، وقضم الأراضي، وتطبيق شريعة الغاب، وإهدار المبادئ والقواعد التي تستند عليها الشرعية الدولية، والتي تأسست عليها قواعد النظام الدولي، هي أمر لا يمكن قبوله، ولا يمكن السكوت عليه أو التغاضي عنه. ببساطة، ما تفعله حكومة نتانياهو الآن، هو تدمير كل قواعد الاتفاقيات الدولية، وإهدار قرارات الشرعية الدولية، وتدمير 3 أنواع من الاتفاقات التعاقدية التي وقّعتها وأقرتها في النصف قرن الماضي:


1. اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع مصر، واتفاقية وادي عربة مع الأردن.

2. اتفاقيات العلاقات الطبيعية مع الإمارات والبحرين والسودان.

3. احتمالات التفاهم على السلام مع دول عربية عدة، أهمها السعودية.

سلوك حكومة نتانياهو تجاه الأوضاع في غزة، والسلوك المتوحش تجاه المنطقة العربية كلها، من اليمن إلى سوريا، ومن غزة إلى لبنان، وصولاً لإيران، يضئ الضوء الأحمر لمفهوم الاستقرار المطلوب للأمن القومي العربي. هناك شعور بالغطرسة، وفائض القوة المبالغ فيه لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحيث لديه الإحساس بأنه قادر على احتلال غزة عسكرياً، وضم 450 كم مربع من جبل الشيخ في سوريا، واحتلال 5 مرتفعات في جنوب لبنان، وأنه قادر على ضرب طهران وصنعاء، والتهديد بأي مكان آخر. هذا الجنون وصل بإسرائيل بالتهديد باحتلال الضفة الغربية، والاستيلاء على مدن كاملة، وتسليمها للمستوطنين المسلحين من قبل الحكومة بالدعم والحماية الأمنية. من هنا، يأتي تصريح معالي لانا نسيبة مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية المهم والقوي، الذي قالت فيه: «إن محاولات ضم أراضٍ في الضفة الغربية، هو خط أحمر عند الإمارات».

وكأن المسؤولة الإماراتية تقول، إن الإمارات حينما أقامت سلاماً وعلاقات طبيعية مع إسرائيل، كانت تؤمن بأن هذه العلاقات يجب، منطقياً وعملياً، أن تؤدي وتساعد على تحقيق جو يؤدي لمسار تفاوضي، يحقق مشروع الدولتين.
ومن الواضح أن حكومة الاستيطان والتوحش المتطرفة في إسرائيل، لم تفهم رسالة السلام الإبراهيمي التي أقدمت عليها الإمارات، وبشجاعة واعتدال، من أجل تحقيق الهدف السامي الذي تهدف إليه البشرية، وهو السلام العادل.
لم تلتفت حكومة نتانياهو إلى السلام العادل، بل تبنت موقف الحرب الظالمة، التي تدمر البشر والحجر، وتحطم كل شروط السلام. الإمارات دولة عاقلة معتدلة، تسعى إلى السلام، لكنها أيضاً قوية وصلبة في الدفاع عن الحق ورفع المظالم، والدفاع عن حقوق الأبرياء، وفق العرف والأخلاق والقانون الدولي.



شريط الأخبار