مركز "شراع" يستهدف دعم أكثر من 1000 رائد أعمال بحلول عام 2030 برؤية مستقبلية طموحة

الامارات 7 - في وقتٍ تتسارع فيه التحولات الاقتصادية العالمية، تبرز دولة الإمارات كنموذجٍ ملهمٍ في بناء اقتصادٍ يقوم على المعرفة والابتكار، واستلهاماً من رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في بناء إنسانٍ قادر على الإبداع والمنافسة، ومن توجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع”، التي تؤمن بأن تمكين الشباب وريادة الأعمال هما ركيزتان لمستقبل الإمارة، يواصل المركز، الذي تأسس في عام 2016، أداء دوره الحيوي كمحرّك رئيسي للنمو وممكّن لروّاد الأعمال، عبر منظومة متكاملة من البرامج والمبادرات التي تدعم المواهب وتحوّل الأفكار إلى مشاريع مستدامة ذات أثر حقيقي وقابلة للتوسع محليًا وعالميًا.
وتأتي جهود شراع منسجمة مع حملة "الإمارات: عاصمة رواد الأعمال في العالم"، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بهدف ترسيخ مكانة الإمارات كوجهة عالمية لريادة الأعمال، وتوفير سبل الدعم كافة للشباب الإماراتي للاستفادة من البيئة الاقتصادية الفريدة من خلال تدريب واحتضان 10,000 رائد ورائدة أعمال إماراتي، وتوفير 30,000 فرصة عمل.
ومن خلال حزمة برامجه الرائدة، يسهم شراع في ترجمة هذه الأهداف إلى واقع ملموس، عبر تمكين رواد الأعمال، وبناء بيئة ريادية تحتضن الأفكار المبتكرة وتدفعها نحو النمو والتأثير العالمي.

فمنذ تأسيسه، دعم المركز أكثر من 450 شركة ناشئة، حققت مجتمعةً إيرادات تجاوزت 370 مليون دولار أمريكي، واستقطبت رأس مال يقارب 300 مليون دولار أمريكي، وأسهمت في إنشاء أكثر من 2,600 فرصة عمل.

وتؤكد هذه الأرقام الدور المتنامي لـ“شراع” في بناء منظومة ريادة أعمال حيوية تسهم في ترسيخ اقتصاد معرفي مستدام يعزز مكانة الشارقة مركزا رائدا للابتكار والفرص.
وانطلاقاً من رؤيته المستقبلية، يهدف شراع إلى دعم أكثر من 1,000 رائد أعمال بحلول عام 2030، من خلال إطلاق مبادرات نوعية تسهم في تطوير بيئة ريادية متكاملة في الشارقة، قائمة على الابتكار والاستدامة والفرص الاقتصادية الشاملة.
وقالت سعادة سارة بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع”، إن شراع يؤمن بأن بناء اقتصادٍ يقوم على المعرفة يبدأ من تمكين الإنسان، ومن الإيمان بقدرته على تحويل فكرته إلى مشروع، وشغفه إلى قيمة مضافة لمجتمعه ووطنه ، وذلك من العمل على تطوير منظومة متكاملة تُقدّم الدعم في مختلف مراحل رحلة رائد الأعمال، وتزوّده بالأدوات التي تمكّنه من النمو المستدام والمنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية.

وأضافت أن رؤية “شراع” تركز على ترسيخ ثقافة الابتكار، وتوسيع دائرة الفرص أمام المواهب المتميزة، وإنشاء بيئة تُحفّزهم على بناء شركات تحدث فرقا حقيقيا في الاقتصاد الوطني، لافتة إلى أن الاستثمار في الإنسان هو حجر الأساس لمستقبل مزدهر، و"شراع" اليوم يمضي بخطى واثقة لترجمة هذا المبدأ إلى أثر ملموس يسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات مركزا عالميا لريادة الأعمال والابتكار.
ويواصل شراع ترجمة رؤيته إلى واقع ملموس من خلال مجموعة من المبادرات النوعية التي تغطي مختلف مراحل رحلة رائد الأعمال، بدءًا من تطوير الفكرة وحتى التوسع والنمو.

وتعمل هذه المبادرات ضمن منظومة متكاملة تهدف إلى تزويد رواد الأعمال بالأدوات والخبرات والفرص التي تمكّنهم من تحويل أفكارهم إلى مشاريع قادرة على المنافسة والمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني القائم على الابتكار والاستدامة.
وفي هذا الإطار، يقدّم شراع من خلال "استوديو الشارقة للشركات الناشئة" برنامج مسرعات متكامل لتمكين رواد الأعمال من توسيع نطاق أعمالهم وتسريع وتيرة نموهم.

وتشمل هذه البرامج حزمة متكاملة من المزايا التي تجمع بين الاستشارات المتخصصة، وفرص الحصول التمويل، والأدوات الرقمية التي تتجاوز قيمتها 3 ملايين درهم.

وعلى مدى أربعة أشهر، يخوض المشاركون رحلة تدريبية شاملة تزودهم بالخبرات العملية والإرشاد، وتفتح أمامهم أبواب التواصل مع المستثمرين والشركاء، بما يمكّنهم من بناء إستراتيجيات نمو مستدامة والانطلاق نحو أسواق جديدة بثقة واستعداد.
وفي سياق جهوده لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، يواصل شراع تنظيم "مهرجان الشارقة لريادة الأعمال"، الذي أصبح على مدى الأعوام المنصة الأكبر في المنطقة لتمكين رواد الأعمال وتوسيع آفاقهم.

ويجمع المهرجان تحت سقف واحد رواد الأعمال والمستثمرين وصنّاع القرار، ويتيح مساحة فريدة للحوار وتبادل الخبرات من خلال جلسات تحفيزية وورش عمل تواكب أحدث الاتجاهات في عالم الابتكار وريادة الأعمال.

كما يحرص على استضافة قادة وخبراء عالميين أحدثوا أثرًا إيجابيًا مستدامًا، لإلهام الجيل القادم من رواد الأعمال الطموحين. ومنذ انطلاقته في عام 2017، استقطب المهرجان أكثر من 44 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم، فيما يستعد لإطلاق نسخته التاسعة يومي 31 يناير و1 فبراير المقبلين، محتفيًا بمسيرة من التأثير والإلهام والابتكار في المشهد الريادي المحلي والعالمي.
وفي خطوة تعكس التزام شراع بربط الابتكار بالاقتصاد، أطلق المركز "تحدي بوابة الشارقة"، وهو برنامج ابتكار مؤسسي يشكّل منصة إستراتيجية لتعزيز التكامل بين الشركات الناشئة والقطاعات الحيوية ذات الأولوية في الإمارة.

ويهدف التحدي إلى إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها قطاعات رئيسية مثل التعليم، التكنولوجيا، الزراعة، الاستدامة، والذكاء الاصطناعي، وتمكين الشركات الناشئة الواعدة من تطوير نماذج وأفكار عملية تُسهم في دعم النمو الاقتصادي، وترسيخ مكانة الشارقة مركزا إقليميا للابتكار وريادة الأعمال.
وتجسّد زمالة الشارقة لصانعات الأثر، التزام الإمارة العميق بتمكين المرأة وتعزيز حضورها في المشهد الريادي، حيث تستهدف الزمالة تمكين القيادات النسائية ودعم رائدات الأعمال في المنطقة من توسيع نطاق تأثيرهن والوصول إلى الموارد والإرشاد وشبكات الدعم التي تعزز مساهمتهن في الاقتصاد.

ويأتي إطلاق الزمالة امتدادًا لرؤية شراع في دعم رائدات الأعمال، إذ تشكّل الشركات التي تقودها نساء 51% من إجمالي المشاريع المحتضَنة في المركز، وهي نسبة تتجاوز المعدلات العالمية، وتؤكد أن الشارقة لا تدعم النساء وتُمكّنهن من قيادة التغيير.
ويُعد برنامج دوجو لريادة الأعمال، أحد برامج شراع المصمّم خصيصًا بوصفه حاضنة لدعم رواد الأعمال الشباب في تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتطبيق والنمو.
ويتضمّن البرنامج ثلاث مراحل مكثفة تبدأ من التحقق من المشكلات، مرورًا بـ تطوير المنتج القابل للتجربة “MVP”، وصولًا إلى إستراتيجيات الانطلاق في السوق.

ويُنفذ البرنامج من خلال مراكز شراع في الجامعة الأمريكية في الشارقة، ودعم البرنامج على مدار الثلاث سنوات الماضية أكثر من 200 طالب وطالبة من 21 جامعة في الإمارات، مما يجعله منصة تعليمية وتطبيقية تُقرّب مفاهيم ريادة الأعمال من بيئة الطلبة والأكاديميين.

وخلال هذه الرحلة، يحصل المشاركون على الإرشاد والدعم الذي يمكّنهم من تحويل أفكارهم إلى شركات ناشئة جاهزة للمنافسة في السوق المحلية والعالمية.
ويمثّل مرسى شراع للاستثمار منصة إستراتيجية تتيح للشركات الناشئة فرصة الوصول المباشر إلى المستثمرين، من خلال لقاءات فردية مصممة وفق اهتمامات كل طرف.
وتهدف المنصة إلى تسريع وتيرة النمو، وإنشاء فرص استثمارية مستدامة تعزز من جاهزية الشركات للتوسع الإقليمي والعالمي، وتُسهم في تنشيط حركة التمويل الريادي في دولة الإمارات والمنطقة.
ومن خلال حزمة البرامج والمبادرات المتكاملة، يواصل “شراع” دوره مساهما رئيسيا في بناء مستقبل ريادة الأعمال في الإمارات، وداعما حقيقيا للمواهب والابتكار.

ويمثّل “شراع” منظومة متكاملة تدفع عجلة الابتكار، وتفتح أمام رواد الأعمال آفاقًا جديدة للنمو، وتحوّل الشارقة إلى بيئة تزدهر فيها الأفكار وتتحوّل إلى إنجازات واقعية.




شريط الأخبار