الإمارات تشارك في اجتماعات وزراء البيئة لمجموعة العشرين وتطلق حواراً استراتيجياً للأعمال الزراعية مع جنوب أفريقيا

الامارات 7 - ترأست معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وفداً إماراتياً رفيع المستوى في زيارة استراتيجية إلى كيب تاون بجنوب أفريقيا، شاركت خلالها في اجتماعات وزراء البيئة لمجموعة العشرين، وأطلقت "منتدى الإمارات - جنوب أفريقيا للزراعة المستدامة والغذاء" لتعزيز التعاون في مجالات الأمن الغذائي والابتكار.

وجاءت الزيارة لترسيخ مكانة دولة الإمارات كشريك فاعل ومؤثر في مجال العمل البيئي والمناخي العالمي، حيث تهدف إلى المساهمة البناءة في الحوارات العالمية لمجموعة العشرين، وفي الوقت ذاته تحويل هذا الحوار إلى شراكات اقتصادية واستثمارية ملموسة تدعم الأمن الغذائي والنمو المستدام. خلال مشاركتها في اجتماعات مجموعة عمل البيئة واستدامة المناخ لمجموعة العشرين، أكدت معالي الدكتورة آمنة الضحاك على النهج الراسخ لدولة الإمارات في دعم العمل متعدد الأطراف لمواجهة التحديات البيئية والمناخية الملحة.

وفي كلمتها الافتتاحية، تقدمت معاليها بالشكر لرئاسة جنوب أفريقيا للقمة، مؤكدةً أن "التعاون البيئي متعدد الأطراف هو المسار الأكثر فعالية لمعالجة القضايا المعقدة"، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار "القدرات الوطنية المتنوعة والظروف الخاصة لجميع الدول، ولا سيما النامية منها". وفي مداخلة دولة الإمارات الرئيسية في الاجتماع الوزاري، أوضحت معاليها أن توجهات مجموعة العشرين الرامية إلى تعزيز التعاون والتضامن والإنصاف، تنسجم بعمق مع الرؤية الوطنية للإمارات.

واستعرضت دعم الدولة للمجالات ذات الأولوية كالتنوع البيولوجي، ومكافحة التصحر، والاقتصاد الدائري، وجودة الهواء، مجددةً تأكيد هدف الدولة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 من خلال الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة والحلول القائمة على الطبيعة، ودعم تحول مختلف القطاعات الحيوية إلى نظم مستدامة.

وفي كلمتها الختامية، أعربت عن تقديرها لجميع الوزراء، وتأكيدها على توافق الإمارات مع أهداف ومبادئ الإعلانات الوزارية والبيان الرئاسي المنبثقة عن الاجتماعات الحالية، مما يؤكد الالتزام الجماعي بحماية كوكب الأرض، وتحقيق الازدهار للجميع، وضمان الاستجابة العاجلة للتحديات البيئية العالمية.

وعلى هامش اجتماعات وزراء البيئة لمجموعة العشرين، نظمت الوزارة "منتدى الإمارات - جنوب أفريقيا للزراعة المستدامة والغذاء"، وهو منصة حوار استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون في الأمن الغذائي والابتكار والزراعة المقاومة للتغيرات المناخية. ويهدف المنتدى إلى تسهيل تجارة الأغذية الزراعية وتدفقات الاستثمار، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص في التكنولوجيا الزراعية، وتبادل الخبرات حول الزراعة الصحراوية والخدمات اللوجستية الذكية.

وشهد المنتدى حضور معالي آمنة بنت عبدالله الضحاك، ومعالي آلان ويندي رئيس وزراء كيب الغربية في جنوب أفريقيا، وسعادة السفير محش سعيد الهاملي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى مجموعة من قيادات وزارة التغير المناخي والبيئة وممثلي الجهات المعنية بالدولة والشركات الإماراتية العاملة في مجال الغذاء والزراعة، ونظرائهم من الجانب الجنوب أفريقي.

وفي كلمتها الافتتاحية للمنتدى، قالت معالي الدكتورة آمنة الضحاك: "هذا المنتدى دليل على التزامنا المشترك بمواجهة أحد أكثر التحديات العالمية إلحاحاً، وهو الحاجة لبناء نظم غذائية مستدامة في مواجهة تغير المناخ وتزايد الطلب على الغذاء".

وأضافت: "إن جنوب أفريقيا، بإرثها الزراعي الغني وروابطها التجارية القوية مع الإمارات، هي شريك طبيعي لنا في مسيرتنا لتعزيز الأمن الغذائي المستدام، ودعت إلى تعزيز تلك المسيرة من خلال تعزيز الشراكات بين كبرى الشركات الإماراتية والجنوب أفريقية في القطاع الزراعي والغذائي، مشيرة إلى أن عقد المزيد من الشراكات الاقتصادية يلعب دوراً كبيراً في تحقيق الأهداف الغذائية المشتركة للبلدين، وهو ما تحرص الإمارات على توسيعها ومضاعفتها خلال السنوات المقبلة".

وشهد المنتدى مشاركة وفد إماراتي رفيع المستوى ضم مسؤولين وصناع قرار من جهات حكومية وخاصة رائدة، من بينها المركز الزراعي الوطني، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ودائرة الزراعة والثروة الحيوانية بالشارقة، وموانئ دبي العالمية، وغرف دبي، وغرفة الشارقة للتجارة والصناعة، ومكتب أبوظبي للاستثمار، بالإضافة إلى كبرى الشركات العاملة في مجالات الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية والثروة الحيوانية مثل "مجموعة أغذية"، "وادي تكنولوجيا الغذاء"، و"فيش فارم"، و"سلال"، و"مزرعة الإمارات البيولوجية"، و"الفوعة للتمور"، وشركات أدميرال، والعور لتجارة المواشي، كما شهد مشاركة فاعلة من الجانب الجنوب أفريقي، حيث أسهم حضور ومداخلات نخبة من كبار المسؤولين والخبراء في إثراء جلسات العمل، وضم الحضور ممثلين عن جهات حكومية رئيسية، مثل مدير عام دائرة الزراعة في مقاطعة كيب الغربية ونائبته، وممثلين عن "دائرة التجارة والصناعة والمنافسة"، إلى جانب هيئات محورية في القطاع كغرفة الأعمال الزراعية (Agbiz)، ومجلس البحوث الزراعية (ARC)، وجامعة "ستيلينبوش" (Stellenbosch)، وشركة "Capespan"، وهي من الشركات الكبرى في قطاع الفاكهة والمنتجات الطازجة، والمسؤول عن تصدير المنتجات الزراعية الفاخرة من جنوب أفريقيا إلى العالم.

وأتاحت المشاركة الواسعة تبادلاً عميقاً للخبرات وفتحت آفاقاً جديدة للتعاون المستقبلي بين البلدين، جلسات عمل مكثفة ترسم ملامح التعاون المستقبلي ولتحقيق هذه الأهداف، شهد المنتدى تنظيم جلسات عمل وحوارات استراتيجية مكثفة جمعت نخبة من المسؤولين والخبراء من القطاعين الحكومي والخاص في البلدين. ركزت الجلسات على ثلاثة محاور رئيسية للتعاون، هي الابتكار الزراعي المستدام، والأمن الغذائي وسلاسل التوريد المرنة، وتسهيل التجارة والاستثمار. وتطرقت النقاشات إلى سبل تعزيز الاستثمار في استدامة الأعمال الزراعية والغذائية، وبحث فرص الاستثمار المتاحة في البلدين.

كما تناولت الجلسات سبل تطوير الخدمات اللوجستية الزراعية، وعمليات التكنولوجيا الزراعية، والاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية، بالإضافة إلى مناقشة التشريعات المنظمة لعمل المزارعين واستراتيجيات الأمن الغذائي، وناقشت الجلسة الرئيسية الأولى سبل تعزيز الاستثمار في استدامة قطاع الأغذية والأعمال الزراعية، بينما ركزت الجلسة الثانية على بحث مسارات عملية لتعزيز الأمن الغذائي وبناء أنظمة مرنة ومستدامة.

ومن المتوقع أن يخرج المنتدى بخارطة طريق للتعاون الثنائي في الاستثمار الزراعي والابتكار للفترة (2026 – 2030)، زيارات ميدانية وضمن برنامج الزيارة، قام الوفد الإماراتي بجولات ميدانية مكثفة لاستكشاف الفرص العملية والاطلاع على الخبرات الرائدة في القطاع الزراعي بجنوب أفريقيا، استهل جولاته بزيارة ميناء كيب تاون، حيث اطلع على عمليات وآليات تصدير المنتجات الزراعية الطازجة، كما شمل البرنامج زيارة مقاطعة "كيب الغربية"، حيث كانت هناك جولة في مجموعة من كبرى مزارع الليمون في المقاطعة، بالإضافة إلى المختبرات المركزية في المقاطعة والمتخصصة في فحص جودة المنتجات الزراعية والتأكد من مطابقتها للمعايير الدولية، وهدفت الزيارات إلى تزويد الوفد الإماراتي بفهم عميق للسوق المحلي، وتحديد مجالات محتملة للتعاون والاستثمار وتسهيل التجارة، واستكشاف الفرص وبناء شراكات عملية بين البلدين.




شريط الأخبار