مخاطر بريق الذهب

عماد الدين أديب
بقدر ما يعكس الإقبال الجنوني للأسواق العالمية على شراء الذهب بقدر ما يعكس سمات اقتصادية وسياسية مثيرة للجدل والقلق.
الذهب ذلك المعدن النفيس على مر التاريخ أصبح الآن مخزن قيمة، وملاذاً آمناً للثروات ومعدناً يؤدي للمضاربة والثراء السريع.
تعرض الذهب في أسواق العالم لأهم متحول تاريخي، وهو قيام الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون بفصل العلاقة بين الدولار الأمريكي ومعدن الذهب كغطاء وضمان له.
منذ ذلك التاريخ تم تسجيل قيمة الذهب الدفترية في السجلات الأمريكية على 34 دولاراً، ثم صعد ووصل اليوم تسجيله دفترياً إلى 42.22 دولاراً للأونصة، وهي قيمة متدنية تماماً إذا ما قورنت بسعر اليوم الذي وصل إلى 4400 دولار للأونصة.
إقبال الأسواق العالمية على الذهب بهذه القوة وصعوده الجنوني يعكس العناصر التالية:
1 - فقدان ثقة الأسواق بالدولار الأمريكي كمخزن قيمة.
2 - انخفاض الثقة بالاقتصاد الأمريكي وضعف عوائد سندات الحكومة الأمريكية.
3 - العمليات الجيوسياسية التي يشهدها العالم.
4 - أسلوب سياسات الرئيس دونالد ترامب المنفلتة والمتقلبة والفردية.
5 - وصول أسواق العالم إلى حالة من السيولة وعدم اليقين بسبب التقلبات الدولية وسياسات العقوبات التجارية والاقتصادية، التي تهدد استقرار الأسواق والعملات.
الذهب الذي يبدو ملاذاً آمناً كعملة يعكس حالة من اضطراب عميق للسياسة والاقتصاد في العالم.



شريط الأخبار