الذكاء الاصطناعي يقود نمواً قوياً بقطاع الضيافة في الإمارات

الامارات 7 -
توقّع أحدث تقارير مجموعة «إيمارك» نمو سوق الضيافة في الإمارات ليصل إلى 37.7 مليار دولار (ما يزيد على 138.7 مليار درهم)، بحلول 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يُقدّر بـ 5.2 % خلال الفترة بين عامي 2025 و2033، بعد أن بلغ حجمه 23.9 مليار دولار (نحو 88 مليار درهم) في 2024.
ويشهد قطاع الضيافة في الإمارات تحولات جوهرية، مدفوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي باتت تعيد تعريف تجربة الضيف وتشغيل الفنادق، على حد سواء، وتدفع بالسوق نحو مزيد من الابتكار والكفاءة.
وتستخدم كبرى المجموعات الفندقية، بحسب تقرير «إيمارك»، أنظمة ذكاء اصطناعي لتحليل تفضيلات الضيوف وسجل حجوزاتهم وأنماط سلوكهم، لتقديم تجارب ضيافة مُخصصة في مختلف الفنادق والمنتجعات.

وتخدم هذه الأنظمة أكثر من 28 مليون زائر سنوياً، وتُسهم في تحسين معدلات رضا الضيوف بنسبة 45 %، وزيادة معدل الحجوزات المتكررة، بفضل خدمات ذكية، تستبق احتياجات كل ضيف.

وفي مجال إدارة الإيرادات، تعتمد الفنادق الإماراتية على خوارزميات متقدمة لضبط أسعار الغرف بشكل لحظي، استناداً إلى توقعات الطلب، والأسعار التنافسية، والفعاليات المحلية.
وتُعالج هذه الأنظمة يومياً نحو 2.8 مليون قرار تسعيري، ما يؤدي إلى رفع إيرادات الغرفة المتاحة بنسبة 30 %، مع الحفاظ على القدرة التنافسية للفنادق على مدار السنة.

أما على صعيد العمليات، فقد أصبح التشغيل الذكي عنصراً أساسياً في سلاسل الفنادق الكبرى، التي تدير أكثر من 180 ألف غرفة في الإمارات.
وتُسهم هذه الأنظمة في تقليص التكاليف التشغيلية بنسبة 25 %، من خلال جدولة أعمال التدبير الفندقي، وإدارة المخزون، وتوقع الاحتياجات، وتوزيع الموارد بكفاءة، ما يُتيح للكوادر البشرية التركيز على تقديم خدمات استثنائية للضيوف.
وتعتمد المنشآت الفندقية التي تدير أصولاً بقيمة 45 مليار دولار، على أنظمة صيانة تنبؤية مدعومة بتقنيات تعلم الآلة، قادرة على التنبؤ بالأعطال قبل حدوثها بـ 4 إلى 6 أسابيع، إذ أسهمت هذه الأنظمة في تقليل الإصلاحات الطارئة بنسبة 60 %، ما يحافظ على مستوى خدمة متميز.
كما باتت أنظمة التواصل الذكية جزءاً لا يتجزأ من تجربة الضيف، إذ تُعالج روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين أكثر من 450 ألف تفاعل شهرياً، وتشمل الاستفسارات وتعديلات الحجز وطلبات الخدمة بعدة لغات.
وتوفر هذه الأنظمة استجابات فورية على مدار الساعة، وتحسّن أوقات الاستجابة بنسبة 70 %، مع ضمان التفاعل بأسلوب ملائم ثقافياً، يعزز رضا الضيوف.
وتُشكّل المنصات الرقمية القوة المحركة لنحو 40 % من نمو السوق، بفضل تطبيقات الحجز المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل Booking.com، والتي ساهمت في توليد إيرادات بقيمة 35 مليار دولار، من خلال تقديم تجارب ضيافة مخصصة.
وتقود دبي وأبوظبي هذا التحول، بالتوازي مع تنفيذ رؤية الإمارات 2031، التي تدمج خدمات «الكونسيرج» الذكية، ما رفع نسبة الحجوزات بنسبة 25 % بين 70 % من السياح.
وساهم هذا التوجه في تقليل التكاليف التشغيلية بنسبة 20 %، مع استفادة القطاع من معدل اختراق للهاتف المحمول يصل إلى 98 %، ما يعزز مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للضيافة المدعومة بالتكنولوجيا.

وتُعزز التجارب الفاخرة والمستدامة نمو السوق بنسبة 30 %، في ظل توجه «الأجندة الخضراء» في الإمارات نحو فنادق صديقة للبيئة وسياحة ثقافية.

وتتبنى مجموعات فندقية مثل «مجموعة جميرا»، ممارسات مستدامة تجذب 60 % من المسافرين الباحثين عن إقامة متوافقة مع معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية.
وتدعم الحكومة هذا المسار باستثمارات قيمتها 500 مليون دولار، لتطوير التقنيات السياحية، مثل تسجيل الوصول الافتراضي وشهادات الاستدامة.

وتُسهم وتيرة التحضر المتسارعة والترابط العالمي في رفع الطلب بنسبة 35 %، مدفوعة بـ 15 مليون زائر سنوياً، وثروات خليجية تتجاوز 2.8 تريليون دولار.
وتُعد مشاريع المدن الذكية في دبي، من أبرز محركات الطلب على المنتجعات الفاخرة والفنادق البوتيكية، وذلك في ظل نمو سنوي قدره 7 %.

وتستحوذ الفنادق ذات الخمس نجوم وخدمات الطعام على 65 % من الإيرادات، مستفيدة من السياسات الموحدة للتأشيرات، التي تعزز موقع الإمارات وجهة ضيافة مبتكرة.
وأطلقت «مجموعة إعمار للضيافة» في فبراير 2025، منصات ذكية لتجربة الضيف عبر 45 منشأة، تتضمن تخصيص الغرف باستخدام الذكاء الاصطناعي، وخدمات استباقية، ومساعدين رقميين متعددي اللغات، ما ساعد في خدمة 2.8 مليون ضيف سنوياً، ورفع معدلات الرضا بنسبة 40 %.

وفي مارس 2025، أعلنت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، عن شراكات مع علامات فندقية رائدة لتطوير 15,000 غرفة جديدة، بميزات تصميم مستدام، وتقنيات بناء ذكية، لتلبية الطلب المتوقع من 39 مليون زائر سنوياً، ودعم أهداف التنويع الاقتصادي.



شريط الأخبار