جنوب لبنان .. غزة جديدة؟

عماد الدين أديب

على «حزب الله» اللبناني أن يفكر هذه المرة بعمق، وحكمة، وبحسابات دقيقة دون عنتريات أو كلام شعبوي أو محاولة للاستجابة إلى شعارات جماهيرية ساخنة لا علاقة لها بالواقع المعاش على الأرض اليوم.


«حزب الله» اللبناني، سياسياً وأمنياً وعسكرياً، ما زال موجوداً على الأرض وبين جماهيره، لكنه – بالتأكيد – ضعف لأربعة أسباب لا يمكن إنكارها أو التغافل عنها وهي:

1 - ضربات إسرائيل العسكرية لقواته الرئيسة ومخازن أسلحته ومنصات صواريخه.

2 - تصفية قياداته الرئيسة التاريخية بدءاً من حسن نصر الله إلى هاشم صفي الدين إلى مجلس الشورى، إلى القيادات الأساسية في الأسلحة، والمناطق، وأجهزة الأمن، والسيطرة.

3 - واقعة البيجر التي أبرزت حجم الاختراق الأمني العميق لإسرائيل داخل المراكز الحساسة للحزب.

4 - سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وبالتالي سقوط النظام الأمني السوري الداعم للحزب وممرات مرور السلاح والبضائع والأفراد.

يزامن ذلك 3 متغيرات جوهرية في السياسة الخارجية:

1 - وصول دونالد ترامب للحكم.

2 - تعرض إيران لضربات عسكرية وعقوبات موجعة.

3 - انفلات نشاط جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة من غزة إلى جنوب لبنان ومن طهران إلى صنعاء، ومن سوريا إلى الضفة الغربية.

أيضاً ترافق مع ذلك وصول رئيس وحكومة ورأي عام في لبنان مختلفين تماماً مع اتجاهات الحزب وتصاعد الطلب الشعبي والرسمي لقيام الحزب بتسليم سلاحه إلى الدولة.

ببساطة إن لم يقرأ الحزب هذه العوامل جيداً ويتعامل معها بشكل واقعي فإن جنوب لبنان معرض لأن يتحول – مع حكومة اليمين المتطرف – الإسرائيلي إلى حرب إبادة جديدة.



شريط الأخبار