نكبة أورلاندو توحّد الأمريكيين ثم .. تفرقهم سريعاً

الامارات 7 - -زياد الأشقر
لفتت كارين توموتلي في مقال في نيويورك تايمز إلى أن القضايا الأكثر إثارة للجدل في الثقافة والسياسة الأمريكية- وهي حقوق المثليين وضبط السلاح والإرهاب- تشابكت بطريقة مرعبة في ملهى أورلاندو يوم الأحد الماضي.
وليس واضحاً تماماً بعد ما الذي دفع عمر متين إلى إرتكاب أسوأ حادث قتل جماعي في التاريخ الأمريكي، أو ما الذي كان يجب فعله لوقفه. لكن الجريمة في الملهى الليلي، حصلت على مسافة أسبوعين من الذكرى الأولى لقرار المحكمة العليا بتشريع زواج المثليين، وفي عطلة نهاية أسبوع كانت مدن في أنحاء البلاد، بما فيها واشنطن، تقيم عروضاً للمثليين.

ونفذ الهجوم عمر متين المولود في أمريكا والمتحدر من عائلة أفغانية. وخلال الهجوم قيل إنه اتصل بخدمة الطوارئ على الرقم 911 معلناً مبايعته لداعش. واستخدم في جريمته بندقية نصف أوتوماتيكية من طراز "أي آر-15" وهي من نوع السلاح الذي استخدم لقتل 12 شخصاً في مسرح بمدينة أورورا بولاية كولورادو عام 2012. كذلك، استخدم هذا النوع من السلاح في قتل 14 شخصاً في حلفة في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

رافعة سياسية
وتقول تومولي إن تراكم هذه الأحداث في هجوم واحد قد يؤدي إلى تعطيل سياستنا المعتلة أصلاً، اكثر مما يعطي إيضاحات أو معنى لما حدث.
صحيح أن القضايا الأكثر صعوبة هي تلك التي تضع قيمنا في مواجهة مخاوفنا. ولكن بالنسبة إلى هذه المأساة، كما هو الحال مع غيرها سابقاً، فإن المؤكد أن الحزبين سيسعيان إلى رافعة سياسية.

في غضون ذلك، تجدد القلق في البلاد. وقال وكيل التأمين جورج بيتيس من شارلوت في نيويورك: "بمعنى من المعاني، يبدو كل هذا خارجاً عن السيطرة، ونفكر في طريقة للإمساك بالأمور مجدداً... هل نبدأ الآن في حبس أنفسنا في المنازل؟".

تباعد أكثر
ولم تحدث منذ 11 سبتمبر ( أيلول ) 2001 لحظة كهذه جمعت الأمة معاً، إلا أنها تشتت سريعاً. فمذذاك، لا تنفك النكبات تباعد أكثر بين اليسار واليمين، بينما تسجل الثقة بمؤسسات الدولة مزيداً من التدهور.

وعلى طول الإنقسام الإيديولوجي والحزبي، لم يعد ممكناً استكشاف توافق أدنى على المشاكل والحلول. وهكذا فإن الرد كان مشوشاً، مع أن شبح مأساة أخرى تلوح في الأفق.

ترامب يدعو أوباما إلى الاستقالة
وعقب الهجوم علق الرئيس باراك أوباما قائلاً: "على رغم أن التحقيقات لا تزال في أولها، نعرف ما يكفي لنقول إنه عمل إرهابي وعمل كراهية... ونحن كأمريكيين موحدون بالحزن والغضب وبالقرار للدفاع عن شعبنا".

وبعد أوباما، قال المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب في تغريدة: "هل سيلفظ الرئيس أوباما في النهاية عبارة الإسلام الإرهابي؟ إذا لم يفعل عليه الإستقالة فوراً".

اقتناء السلاح
وتعكس تعليقات أوباما خيبة أمل حيال الإخفاق في تشديد قوانين اقتناء السلاح منذ حصول مجزرة نيوتون. وأظهرت إستطلاعات للرأي في الأونة الأخيرة تراجع الدعم لوضع ضوابط على السلاح.
ومع ذلك، هناك خطر من الذهاب بعيداً في تسييس حزن الأمة. حتى ولو حدث ذلك وسط حملة الإنتخابات الرئاسية. وبحسب خبير الإستطلاعات في الحزب الجمهوري ديفيد ونستون إن "الأمر الرئيسي هنا، أن هذا لم يكن حدثاً سياسياً... إنه مأساة للبلاد وعلينا التعامل معها".24



شريط الأخبار