منتدى الأعمال الإماراتي الفرنسي يدعو لشراكات متجددة في مجالات الفرص والتنقل والاستدامة

الامارات 7 - - بالتزامن مع زيارة فخامة إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، نظمت غرفة تجارة وصناعة دبي بالتعاون مع السفارة الفرنسية في الدولة وأعمال فرنسا وهي الهيئة الوطنية المسؤولة عن دعم تدويل الاقتصاد الفرنسي ومجلس الأعمال الفرنسي، منتدى الأعمال الإماراتي الفرنسي الذي شمل ثلاث جلسات نقاشية حول المجالات الرئيسية لآفاق التعاون بين الدولة وفرنسا وهي الفرص والتنقل والاستدامة، وذلك بحضور حشد من المسؤولين وكبار الشخصيات الاقتصادية في البلدين.

وخلال كلمته الافتتاحية في المنتدى، شدد سعادة حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي على أهمية المنتدى كمنصة حوار مبتكرة للشراكات الاقتصادية المستقبلية، مؤكداً إن المنتدى يكمل استراتيجية الجانبين لتنويع اقتصادهما وتطوير قدراتهما في صناعات جديدة.

ولفت بوعميم إلى ان تعاون القطاعين الخاص الفرنسي والإماراتي سيصب لمصلحة اقتصاد البلدين لأن تبادل الخبرات وتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في قطاعات جديدة ومبتكرة سيساعد الجانبين على المضي قدماً بخططهم التطويرية الاستراتيجية، مشيراً إلى وجود آفاق واسعة للتعاون في مجالات حلول المدن الذكية والعلوم والرعاية الطبية والبلوك تشين وغيرها في مجال التكنولوجيا المبتكرة.

ولفت مدير عام غرفة دبي إلى ان الغرفة تنظر لفرنسا كوجهة استثمارية بارزة في القارة الأوروبية، حيث اختتمت مؤخراً في الصيف الماضي بعثة تجارية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد إلى جنوب فرنسا، وبحثت في تعزيز التعاون بين شركات دبي والشركات الفرنسية، مؤكداً إن المنتدى يستكمل جهود الغرفة في تعزيز جسور التواصل الاستثمارية، والارتقاء بالشراكات الاقتصادية بين البلدين.

وفي كلمته الافتتاحية، قال معالي بنجامين غريفو، وزير الدولة الفرنسي لدى وزير الاقتصاد والمالية، إن اختيار الرئيس الفرنسي لدولة الإمارات كوجهة لأول زيارة رسمية له في الشرق الأوسط لم يكن صدفة، بل يعكس العلاقات المتينة التي تتميز بها البلدين، معتبراً ان المنتدى يمثل فرصة للاحتفاء بالشراكة بين الجانبين خصوصاً مع تطور التعاون الثنائي استعداداً لمعرض اكسبو العالمي 2020 دبي.

ولفت معاليه إلى توافق المهارات والخبرات الرئيسية التي تتمتع بها الشركات الفرنسية مع مجالات التعاون مع الإمارات، معتبراً إن شركات بلاده هي من الأكثر ابتكاراً وخصوصاً في مجال ريادة الأعمال، مشيراً إلى أن الشركات الفرنسية تعتبر كذلك نشطة في مجال التنقل وسهولة المواصلات، معبراً عن سروره بمساهمة الشركات الفرنسية بتطوير مطار آل مكتوم الدولي الذي يتوقع ان يكون اكبر مطارات العالم، مركزاً كذلك على الاستدامة وحماية البيئة كمجالات تعاون رئيسية مع دولة الإمارات.

وفي الجلسة الأولى حول موضوع الفرص والتي حملت عنوان ” كيفية تعزيز الابتكار: مقارنة مقاربة الإمارات وفرنسا”، والتي شارك فيها معالي بنجامين غريفو، وسعادة الشيراوي، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة دبي، وإدريس الرفاعي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “فيتشر Fetcher”، والدكتور نوح رافورد، الرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة دبي للمستقبل.

وأكد الشيراوي إن الابتكار هو مسؤولية الجميع وهو عبارة عن منظومة متكاملة تساهم فيها الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع والأفراد والتعليم والبيئة، معتبراً إن مسؤولية رعاية الابتكار وتحفيزه تتكامل مع تعزيز الوعي حول دور كل فرد في الابتكار في مؤسسته ومكان عمله، مؤكداً في هذا المجال إن جميع الدول المبتكرة تمتلك تعليماً عالي المستوى وتمويلاً مناسبة لبيئة الابتكار ورؤية في الاتجاه الصحيح وأبحاثاً وتقارير توجهها نحو الأفضل بالإضافة إلى تقنية وتكنولوجيا تستثمر في المكان والزمان الصحيحين.

ولفت الوزير الفرنسي إلى ان الدولة عليها مسؤولية رئيسية وهي توفير آلية طويلة المدى تساعدها على اعتماد وتحفيز الابتكار، فالسوق لوحده لا يستطيع تمويل الابتكار لوحده وبحاجة إلى دعم الحكومة عبر تشريعات ملائمة والإنفاق على أدوات ومحفزات الابتكار.

وقال إدريس الرفاعي، مؤسس فيتشر:” إنني مندهش بالعدد الكبير لرواد الأعمال الفرنسيين في الإمارات، حيث عرف عن الفرنسيين بالمبتكرين. وإذا ما نظرنا إلى الذي يحدث في فرنسا، فإن توافر الظروف الملائمة لتنمية التقنية يساهم في ظهور العديد من رواد الأعمال الفرنسيين. فذلك جزء من تركيبة الدولة الفرنسية.”

وخلال الجلسة الثانية حول سهولة التنقل والتي حملت عنوان “سهولة التحرك الذكي: الطريق إلى التنمية المستدامة الإماراتية الفرنسية” والتي شارك فيها سعادة محمد المعلم، نائب الرئيس الأول المدير العام في شركة “موانىء دبي العالمية” والمدير التنفيذي لجافزا، والسيد عبد المحسن إبراهيم يونس، المدير التنفيذي لمؤسسة القطارات في هيئة الطرق والمواصلات، وجان تشارلز ديكو، الرئيس التنفيذي لـ “JCDecaux”، ولورنس باتلي، رئيسة مجلس إدارة وعضو مجلس الإدارة التنفيذي لـ “RATP DEV” فرنسا.

وتحدث المعلم عن اهمية التخطيط الحضري كعامل لتعزيز تنافسية جافزا مشيراً إلى ان جافزا تستقبل يومياً 80 ألف سيارة واكثر من 6000 شاحنة يومياً مما يوجب التخطيط السليم لتسهيل التنقل داخل جافزا التي تعتبر مدينة ضمن مدينة، مؤكداً إن تسهيل الأعمال يكون عبر توفير الوقت للحفاظ على مكانة جافزا كمركز لوجستي إقليمي وعالمي رائد، مؤكداً إن أبرز التحديات المصاحبة لقصة نجاح وتميز دبي هي كيفية التعامل مع هذا النجاح والمحافظة عليه وتطويره خلال المديين القصير والبعيد من خلال تعزيز كفاءة الأعمال القائمة، وجذب استثمارات جديدة وخلق القيمة لها للعمل في جافزا.

وأشار عبد المحسن إلى ان الابتكار هو الحل الوحيد لمواكبة تطور دبي المذهل، معتبراً إن الابتكار هو الحل الوحيد للتخطيط السليم، ومشيراً إلى أن هيئة الطرق والمواصلات وضعت الابتكار أساساً في ثلاث ركائز وهي الريادة في مجال التنقل والإبداع في تقديم الخدمات وخلق القيمة في الخدمات والمبادرات.

وأشارت لورنس باتلي إلى اهمية الابتكار في تحديث البنية التحتية القائمة وليس فقط في المنتجات والخدمات الجديدة، مشيرةً في هذا المجال إلى العمل القائم لتحديث شبكة المترو في باريس وتحويل 70% من ابتكاراته وتحديثاته بحلول العام 2020 إلى آلية، والعمل خلال السنوات القادمة لتخفيف الانبعاثات الغازية الضارة من وسائل النقل التقليدية لتكون صفراً.



وفي الجلسة الثالثة حول الاستدامة والتي حملت عنوان ” الطموحات المشتركة الإماراتية- الفرنسية حول طاقة المستقبل”، والتي شارك فيها سعادة سعيد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وسعادة محمد جميل الرماحي، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، وجان بيرنارد ليفي، رئيس مجلس إدارة “EDF” فرنسا، وإيزابيل كوشر، الرئيس التنفيذي لمجموعة “Engie” في فرنسا.

وقال سعادة سعيد الطاير إن الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات هي السبب الرئيسي للمبادرات الهامة والاستراتيجية في مجال تنويع مصادر الطاقة والاستثمار في مواردها البديلة، مشيراً إلى ان استثمارات دبي الخضراء ستصل إلى 30 مليار دولار امريكي بحلول العام 2030 وهي الجهود التي تعتبر جزءاً من استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050.

ومن جانبه، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ “مصدر”: “تفخر شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” بمشاركتها في منتدى الأعمال الإماراتي الفرنسي الذي تستضيفه غرفة دبي على هامش زيارة فخامة الرئيس الفرنسي لدولة الإمارات، حيث تربط شركة “مصدر” علاقة شراكة طويلة الأمد مع الشركات ومجتمع الأعمال الفرنسي والتي تعد انعكاساً لعمق العلاقات بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية”.
ووقعت غرفة دبي مذكرة تفاهم مشتركة مع غرفة تجارة باريس التي تضم في عضويتها حوالي 650 ألف شركة عاملة في منطقة باريس التي تساهم بحوالي 30% من الناتج الإجمالي المحلي لفرنسا.

ونصت مذكرة التفاهم على تعزيز التعاون والتنسيق في مجالات ريادة الأعمال والابتكار والتبادل الاقتصادي بما يساهم في تعزيز تطبيق خطة دبي 2021 وخصوصاً في قطاعات النقل والخدمات والصناعة والابتكار والتنمية المستدامة والصناعات الغذائية وسهولة التنقل والمجال الحضري. كما نصت المذكرة على تشكيل لجنة تنفيذية تعمل على تنسيق زيارات الأعمال المتبادلة حيث ستزور بعثة تجارية من غرفة دبي باريس خلال النصف الأول من العام القادم في حين ستستقبل دبي بعثة تجارية من باريس خلال النصف الثاني من العام القادم. واتفق الجانبان كذلك على تعزيز التعاون الأكاديمي وإنشاء برامج تبادل أكاديمية للطلاب والمعلمين بين جامعات باريس ونظيراتها في دبي، بالإضافة إلى توفير فرص تدريبية للطلاب الفرنسيين في شركات دبي.



شريط الأخبار