ابن خلدون وعلم الاجتماع

الامارات 7 - ابن خلدون هو عبد الرحمن بن محمد بن الحسن، وُلِد في مدينة تونس عام 732هـ. نشأ في أسرة بسيطة ومتواضعة، وتوفي في شهر رمضان عام 808هـ في القاهرة، حيث دُفن هناك.

علم الاجتماع

علم الاجتماع هو دراسة الحياة الاجتماعية للبشر بأشكالها المختلفة، سواء كانت على شكل مجموعات أو مجتمعات. يُعَرَّف أيضًا بأنه دراسة التفاعلات الاجتماعية، ويُعَد توجهًا أكاديميًا يهتم بالقواعد والعمليات الاجتماعية التي تربط وتفصل الناس كأفراد أو كأعضاء في جمعيات ومؤسسات. يهتم علم الاجتماع بالسلوك الاجتماعي للكائنات البشرية، مما يجعله حقلًا متعدد الاهتمامات، بدءًا من تحليل عملية الاتصال بين الأفراد إلى دراسة العمليات الاجتماعية العالمية. نستنتج أن علم الاجتماع هو الدراسة العلمية للمجموعات الاجتماعية من خلال حركة الإنسان في مختلف مراحل حياته. تساعد نتائج البحث الاجتماعي جميع القادة في المجتمع مثل خبراء التربية، والمشرعين، والأكاديميين، والمديرين، والسياسيين وغيرهم ممن يهتمون بفهم وحل المشاكل الاجتماعية.

ابن خلدون وعلم الاجتماع

ترك ابن خلدون العديد من المؤلفات المهمة مثل كتاب "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، المعروف بـ "مقدمة ابن خلدون". يُعتَبَر هذا الكتاب من أبرز المساهمات التي قدمها في علم الاجتماع وعلم العمران، مما جعل ابن خلدون يُعَد المؤسس الأول لعلم الاجتماع، ونال إعجاب الحكماء والمؤلفين الغربيين. تم ترجمة حياة ابن خلدون بدقة لتأريخ أحداث حياته ومعرفة تجاربه ورحلاته بشكل كامل.

اتبعت المنهجية العلمية والتاريخية التي استخدمها ابن خلدون على الظواهر الاجتماعية المترابطة، حيث لكل ظاهرة سبب وتكون بدورها سببًا للظاهرة التي تليها. لذلك، جاء مفهوم العمران البشري شاملاً لجميع الظواهر العمرانية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية. تناول ابن خلدون في كتبه موضوع الخلافة ومراتبها، وأكد أن الدعامة الأساسية للحكم تكمن في العصبية. كتب العديد من المقولات الاجتماعية التي أصبحت فيما بعد لها مكانة بارزة، واعتُبِرَت من المقولات الخلدونية البحتة. ربط ابن خلدون بين جميع الأحداث الهامة والتغيرات الجذرية التي حصلت في العمران الحضري والبدوي، أو فقدان العصبية، واعتبرها المحور الأساسي في حياة المماليك والدول، حيث قام بشرحها وتوضيح العصبية والنزعة.

اتسم ابن خلدون بصفات عديدة جعلته رائدًا في الفلسفة، حيث كان واسع الاطلاع ومراقبًا دقيقًا لأحوال البشر بقدرات خارقة، وتميز بدقة النقد والملاحظة وقدرة كبيرة على التفكير. ذكر في مقدمة كتابه أن الفلسفة هي من أهم العلوم التي ستتطور مع تطور العمران، وحرص دائمًا على تجديد طريقة عرضه للنقد وتقديم المقدمة.



شريط الأخبار