الامارات 7 - منذ آلاف السنين، بذل الإنسان جهوداً جبارة في دراسة العلوم المختلفة، مستمداً إلهامه من فطرته الاستكشافية وحبه للاختراع، بهدف فهم الكون العظيم الذي نعيش فيه. ونتيجة لهذه الاجتهادات وتوسّع العقل البشري، تطورت العلوم في ميادين شتى، وبرز العديد من العلماء المتميزين بعبقريتهم في هذه الميادين.

من بين هذه العلوم، تألق علم الرياضيات، الذي يعنى بدراسة الأرقام وتحليلها، فضلاً عن كيفية التعامل معها بالجمع والضرب والقسمة. وظهرت العديد من النظريات والدراسات التي ساهمت في رفع هذا العلم إلى مستويات جديدة.

من بين العلماء البارزين في هذا المجال، الخوارزمي، أو أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي، أحد أوائل علماء الرياضيات المسلمين. ولد الخوارزمي في عام 164 هـ، وقضى معظم حياته في بغداد، حيث كان له دور كبير في جمع الكتب وترجمتها وتطوير العلوم، بفضل دعم الخليفة المأمون.

أسهم الخوارزمي بشكل كبير في تطوير علم الجبر والحساب، وكان أول من وضع أسسه بأسلوب منطقي علمي، بالإضافة إلى ابتكاره للخوارزميات في علم الرياضيات والحاسوب. وقدم الخوارزمي أيضاً الأرقام العربية مع نظام الترقيم الهندي المتطور، وكان أول من أدخل الصفر في العد، مما ساهم في تطور نظام العد العشري.

من بين مؤلفاته المعروفة "الجبر والمقابلة"، الذي تناول فيه مواضيع مختلفة من وصايا ومواريث إلى مسائل المعاملات التجارية.

إن إسهامات الخوارزمي في علم الرياضيات لها أثر كبير في تطور هذا العلم وفي تقدم البشرية بشكل عام.