الامارات 7 - ابن قيم الجوزية، الذي يُعرف أيضًا بـ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي، وُلد في عام 1292م. هناك تنوّع في الآراء حول مكان ولادته، فبينما تقول بعض الروايات أنه وُلد في مدينة ازرع جنوب سوريا، تروي روايات أخرى أنه من مواليد مدينة دمشق. كانت عائلته ملتزمة دينيًا وعلميًا، حيث كان والده يشغل منصب قيّم مدرسة الجوزية في دمشق، وتأثر ابن قيم بشكل كبير بتعاليم وتوجيهات الشيخ ابن تيمية الدمشقي، حيث بقي ملازمًا له لمدة تقريبية ستة عشر عامًا.

ابن قيم كان يتميز بأخلاق حسنة، فكان وديًا ومحبوبًا للناس، وكان يتجنب إيذاء الآخرين ولا يحمل ضدهم حقدًا أو حسدًا. كان متحمسًا للعلم والقراءة والكتابة، وكان لديه جرأة وشجاعة في الدفاع عن الحقيقة والموضوعية في البحث العلمي. كما كان متواضعًا وصبورًا على الصعوبات، كما أظهر صبرًا كبيرًا خلال فترة اعتقاله في قلعة دمشق، حيث قضى هذه الفترة في تدبر القرآن والتأمل والعبادة.

من مؤلفاته المعروفة: "إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان"، و"روضة المحبين ونزهة المشتاقين"، و"أحكام أهل الذمة"، و"شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل"، و"تحفة المودود بأحكام المولود"، و"التبيان في أقسام القرآن".

تلقّى ابن قيم تعليمه من عدة شيوخ، بما في ذلك والده وابن تيمية وابن الشيرازي ومجد الدين التونسي.

توفي ابن قيم الجوزية في الثالث والعشرين من شهر رجب من عام 751هـ، أي عام 1349م، ودُفن في مقبرة الباب الصغير في دمشق.