الامارات 7 - في تاريخها الحديث، عانت الجزائر من محاولات فرنسية متواصلة لتغيير هويتها وثقافتها الإسلامية والعربية. بعد التخطيط للاحتلال، أعلن سكرتير الجنرال الفرنسي بيجو أن أيام الإسلام في الجزائر قد اقتربت من الانتهاء. بفعل هذه السياسات، تأثرت الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والدينية للشعب الجزائري بشكل سلبي، وانتشرت اللغة الفرنسية وتقييد دور الدين وانتشرت البدع والخرافات.

مع ذلك، قامت ثلة من المجاهدين بإحداث بعثة جديدة في نفوس الجزائريين، من بينهم الشيخ العالم عبد الحميد بن باديس، الذي قاد حركة النهضة الإسلامية الحديثة في البلاد. وُلِد بن باديس في قسنطينة عام 1899، وترعرع في أسرة محترمة، حيث تلقى تعليمه الإسلامي وحفظ القرآن الكريم في صغره. سافر إلى تونس وسوريا ومصر لطلب العلم، وعاد إلى الجزائر لبدء نشاطه التعليمي في المساجد، مما أسهم في نشر الوعي الديني والفكري بين الجزائريين.

أسس بن باديس صحيفة "المنتقد" في عام 1925، ونشر مقالات تدعو إلى مشاركة العلماء في الحياة السياسية، مما جعله محوراً للحوار الفكري والثقافي في ذلك الوقت. استمرت أفكاره وتأثيره بعد وفاته في عام 1940، حيث ترك للجزائر إرثًا علميًا وفكريًا يظل مؤثرًا حتى اليوم.

بهذه الطريقة، تجسد حياة عبد الحميد بن باديس رمزاً للصمود والنهضة الثقافية والدينية للشعب الجزائري في وجه محاولات الاستعمار والتهميش.