سيف الدولة الحمداني (سيف الدولة العباسية)

الامارات 7 - سيف الدولة الحمداني هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان التغلبي، وُلد في عام 302 هـ (914 م) في مدينة ميافارقين. في نفس العام، عُين والده أبو الهيجاء عبدالله بن حمدان والياً على الموصل خلال خلافة الخليفة العباسي المُقتدر بالله. نشأ سيف الدولة في بيئة عسكرية، حيث شارك منذ صغره في الحروب التي قادها والده وأخوه. وقد استعان الخليفة العباسي المُتقي بالله بسيف الدولة وناصر الدولة الحمدانيين في مواجهة الثورات في عهده، حيث تغلب ناصر الدولة الحمداني على أحمد ابن رائق أمير الأمراء، مما أدى إلى تعيينه أميراً للأمراء ومنح سيف الدولة لقب "سيف الدولة".

في مجال الحروب، قاد سيف الدولة الحمداني معركة ضد الإخشيد محمد بن طغج، حيث انتصر على جيشه بقيادة كافور الإخشيدي ويأنس المؤنس في موقع يُسمى الرستن. بعد أسر أربعة آلاف مقاتل، تابع سيف الدولة جيش الإخشيد المنهزم إلى دمشق، وتوصل إلى صلح معه في عام 335 هـ.

وفي معاركه ضد الإمبراطورية البيزنطية، نجح سيف الدولة في نهب حصون البيزنطيين وهزيمة جيوشهم في عام 336 هـ. ومع ذلك، تعرض لهزيمة في العام التالي عندما توغل البيزنطيون في أراضيه ودمروا حصن مرعش وأحرقوا طرسوس. جمع سيف الدولة حوالي ثلاثين ألف مقاتل واستطاع فتح حصون البيزنطيين حتى أصبح على مشارف العاصمة البيزنطية قسطنطينة. رغم ذلك، تعرض لهجمات بيزنطية احتيالية قتلت العديد من جنوده، إلا أنه ألحق بهم هزائم كثيرة في عام 340 هـ، وعيّن في العام التالي أبو فراس الحمداني على رأس قواته، الذي تمكن من تحقيق انتصارات جديدة، وإعادة إعمار حصني رعيان ومرعش. في عام 342 هـ، أسَر سيف الدولة قسطنطين بن الدمستق القائد البيزنطي بعد فتح حصن عرقه وحرق مدينة ملطية.

سيف الدولة الحمداني كان محل تقدير كبير من الأدباء والشعراء، حيث وصفه أبو منصور الثعالبي في كتابه "يتيمة الدهر" بأنه "مقصد الوفود ومطلع الجود" وأشاد الإمام الذهبي به في "سير أعلام النبلاء" باعتباره "فارس الإسلام وحامل لواء الجهاد" وأديباً ذو نظم جميل. توفي سيف الدولة الحمداني في الخامس من صفر عام 356 هـ، ودفن في ميافارقين، حيث أوصى أن توضع لبنة من الغبار الذي جمعه في غزواته تحت خده في مماته.



شريط الأخبار