نبذة عن الواقدي

الامارات 7 - مولد ونشأة الواقدي
الواقدي هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، الملقب بالواقدي، وُلد في المدينة المنورة في عام 130هـ، في نهاية خلافة مروان بن محمد. كان يعمل حنّاطًا ولديه أموال يُضارب بها، لكن تلك الأموال تلفت، مما أدى إلى وقوعه في ديون لم يستطع تسديدها. نتيجة لذلك، انتقل إلى بغداد في عام 180هـ، حيث عاش حتى وفاته. كان الواقدي معروفًا بسخائه وكرمه.

الحياة العلمية للواقدي
بدأ الواقدي طلب العلم بعد عام 45هـ، حيث درس على يد عدد من العلماء في الشام والحجاز وبغداد والمدينة وغيرها. تخصص في دراسة المغازي والحديث، وأثنى عليه إبراهيم الحربي، معتبراً إياه من أعلم الناس بشؤون الإسلام، رغم ضعف معرفته بالجاهلية. وصفه الخطيب البغدادي بأن شهرته العلمية تجاوزت الآفاق، وأن كتبه كانت مرجعًا في مختلف فنون العلم مثل المغازي والسير والطبقات والفقه.

أهم مؤلفات الواقدي
الواقدي كتب العديد من الكتب التي لم تصلنا منها إلا القليل، لكن الكتب المعروفة تتضمن:

كتاب المغازي: يحتوي على تفاصيل غزوات النبي محمد وسراياه. يذكر الكتاب سبعًا وعشرين غزوة وسبعًا وأربعين سرية. يبرز في الكتاب الاهتمام بتحديد المواقع الجغرافية بدقة، والاهتمام بتاريخ الغزوات وأشعارها وأحاديثها.

كتاب الطبقات: هذا الكتاب مفقود، لكن محمد بن سعد نقل منه الكثير، ويعتقد بعض الباحثين أن كتاب ابن سعد تأثر بالواقدي.

كتاب الردة: يبحث في أخبار المرتدين بعد وفاة النبي محمد، ويشمل تفاصيل الرسائل والخطب والمناقشات المتعلقة بالموضوع.

العلاقة مع الخلفاء العباسيين
كانت للواقدي علاقات وثيقة مع الخلفاء العباسيين، أبرزها:

علاقته بيحيى بن خالد البرمكي: عندما جاء الواقدي إلى بغداد، قدم له البرمكي المال لتسديد ديونه وعرض عليه الإقامة، لكنه عاد إلى المدينة أولاً ثم استمر في العيش في العراق حتى وفاته.

علاقته بالمأمون: عُين الواقدي قاضيًا في عسكر المهديّ، وظل في هذا المنصب حتى وفاته. عند وفاته، أرسل المأمون أكفانه.

شيوخ وتلامذة الواقدي
تتلمذ الواقدي على يد العديد من العلماء مثل محمد بن عجلان ومعمر بن راشد وعبد الملك بن جريج. من تلامذته البارزين: محمد بن سعد وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن شجاع الثلجي.

المذهب
لا يعرف للواقدي مذهب فقهي محدد، لكنه روى عن مذاهب معاصرة مثل مذهب أبي عبيد ومالك وابن أبي ذئب. بالنسبة لمذهبه العقدي، يشير ابن النديم إلى أنه كان متشيعًا، لكن هناك من يعارض هذه الرواية.

تقييم العلماء
تباينت آراء العلماء حول الواقدي:

الموثقون: مدحوه مثل محمد بن سلام الجمحي والخطيب البغدادي وإبراهيم الحربي.
المضعفون: عارضوه مثل يحيى بن معين والشافعي وأحمد بن حنبل.
الذهبي حاول الجمع بين الآراء المختلفة، مؤكدًا أن الواقدي يعتبر مرجعًا في مجال الغزوات والتاريخ، رغم أن هناك إجماعًا على تضعيفه في بعض الروايات.

وفاة الواقدي
توفي الواقدي في بغداد في ذي الحجة عام 207هـ، وكان عمره 78 عامًا. لم يكن له كفن، فأرسل المأمون أكفانه، ودفن في مقابر الخيزران.



شريط الأخبار