زبيدة زوجة هارون الرشيد

الامارات 7 - زبيدة زوجة هارون الرشيد
زبيدة ساقية حجاج بيت الله، هي زوجة الخليفة العباسي الشهير هارون الرشيد. كانت السيدة الثانية في القصر بعد الخيزران، والدة الرشيد. عُرفت بورعها، رجاحة عقلها، سخائها وعطفها على الفقراء، وإنفاقها بسخاء في سبيل الله، وأبرز مثال على ذلك هو عين الماء التي سميت باسمها، "عين زبيدة".

زواجها من هارون الرشيد
تزوجت زبيدة من هارون الرشيد في سنة 165هـ خلال خلافة المهدي في بغداد، وأنجبت منه محمد الأمين، الذي أحبته بشدة وسعت لأن يكون الخليفة بعد والده. كأي امرأة في بلاط الحكم، رغبت زبيدة في أن تؤول الخلافة إلى ولدها الأمين الهاشمي العربي الأصل، على حساب أخيه المأمون. وعندما أفصح الرشيد عن نيته في منح الخلافة لغير الأمين، بدأت زبيدة تجادله وتلومه.

نسب زبيدة
زبيدة هي أم جعفر زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، زوجة هارون الرشيد وابنة عمه. اسمها الحقيقي هو أمة العزيز، ولقبها زبيدة أطلقه عليها جدها المنصور بسبب بشرتها البيضاء ونضارتها.

مناقب زبيدة
كانت زبيدة كاتبة، محبة للعمران، عطوفة على أهل الفقر والعلم. وصفها ابن تغري بردي بأنها أعظم نساء عصرها ديناً وأصلاً وجمالاً ومعروفاً. أنفقت الكثير لتحسين حياة المسلمين، مثل سقاية أهل مكة بالماء بعد أن كان يُباع بدينار، وإجراء عين ماء عُرفت باسم "عين الشماس" أو "عين زبيدة". أنفقت على هذا المشروع مليون و700 ألف دينار.

أعمالها الخيرية
لم تقتصر أعمالها على العين فقط، بل قامت ببناء المصانع، البرك، الآبار، والمنازل من بغداد إلى مكة. يُنسب إليها بناء مسجد زبيدة أم جعفر في بغداد، الذي كان واسعاً وقوي البناء.

ورعها وكرمها
كانت زبيدة ورعة، يُسمع صوت القرآن من غرفتها، وكانت تجود بالمال على الفقراء والعلماء. في إحدى حججاتها، أنفقت ألف ألف دينار، و45 ألف درهم في ستين يوماً. عندما أنجبت محمد الأمين، احتفت به ببذخ شديد، إذ أمرت بأن يُحشى فوه بالجواهر.

دورها السياسي
ساهمت زبيدة في صياغة السياسة الرشيدية، خاصة في ولاية العهد، حيث كانت السيدة الثانية في البلاط العباسي بعد الخيزران. أرادت أن تكون الخلافة لولدها الأمين بعد أبيه، لكن الرشيد كان يرى المأمون أجدر بالخلافة، مما دفعها للضغط عليه بالحجج.

رجاحة عقلها
بعد مقتل ابنها الأمين، أظهرت زبيدة صبراً ورجاحة عقل. لم تطلب الثأر بل لامت من طلب منها ذلك. استمرت في حياتها متحملة الأحزان، وأثرت في المأمون بأبيات شعر جعلته يبكي.

وفاتها
توفيت زبيدة في جمادى الأولى سنة 216هـ في بغداد، دون معرفة تاريخ ميلادها بدقة.



شريط الأخبار