علامات الرؤيا الصادقة والصالحة

الامارات 7 - "كيف أعرف الرؤيا الصادقة من الرؤيا الكاذبة؟"
لا نعلم نصاً صريحاً للتمييز بين الرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة، وإنّما اجتهادات في تأويل الأحاديث التي وردت عن الرؤيا، وفي هذه الاجتهادات خلاف بين أهل العلم على بعض علامات الرؤيا الصادقة واتفاقٌ على بعضها:

وقت الرؤيا: حيث قال الرسول ﷺ "أصدقُ الرُّؤيا بالأسحار". وأشار الإمام الصادق أن الرؤيا الصالحة تكون في الثلث الأخير من الليل. وقال بعضهم بل الرؤيا الصادقة في القيلولة، وقالوا باستغراق النوم أنى ما كان ذلك.
وقال القادري "الرؤيا الصادقة في سبع شهور من السنة". وقالوا أحسن الرؤيا وأصدقها ما يكون في الربيع والصيف، وأضعفها في الخريف والشتاء.
وضوح الرؤيا: ومن أهم سمات الرؤيا الصادقة أنّها واضحة، يراها النائم كأنّها حقيقة أمامه، متصلة بعضها ببعض ومتسلسلة، لا تداخُل فيها مع غيرها من أفكار أو هواجس، مترابطة وفيها رموز واضحة تدور حولها، إن رواها الرائي كان لها مبتدئ ومنتهى، وفهم السامع منها مآلها وعرف فيها تماسكاً ليس من صفات الأضغاث والتخيّل.
تذكّر الرؤيا: والرؤيا الصادقة تنطبع في الذاكرة بحذافيرها، لا ينساها النائم بعد استيقاظه، بل يقوم من نومه وهو يتذكّرها بوضوحٍ تام، ولا ينساها وإن مرّ عليها وقت، ولا يقدر العقل على تحويرها كما في الرؤيا الكاذبة، وذلك أن الرؤى الصادقة رسالة إلى العبد من ربِّه، فإن نسيها ضاعت منفعتها، فجعل الله الرؤيا راسخة في ذاكرة الرائي حتى يأخذ العبرة منها في البشارة والنذارة، وقيل لا ينسى الرؤيا الصادقة إلّا من يستخفُّ بها.
اليقين بالرؤيا وشعور الرائي: وتخبر الرؤيا الصادقة عن نفسها عندما يستيقظ النائم، فيكون داخله شعورٌ قويٌّ حول ما رأى، فيستيقظ مستبشراً للبشارة، أو باكياً للنذارة، نادماً على الزجر، خائفاً من عقاب الله في التحذير.
وعلى الرائي أن يحذر ههنا من الرؤى الكاذبة التي تكون من الشيطان ويستيقظ منها جزعاً خائفاً، وليتذكَّر قوله تعالى "إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".
نفي علامات الرؤيا الكاذبة: وأولها ما أشار له الإمام ابن شاهين الظاهري في قوله أن الرؤيا قد تبطل إن تعلّقت بأمر يشغل بال الرائي وسريرته في يومه. [7]
وكذلك ما ألمح إليه ابن سيرين من بطلان الرؤيا إن تعلقت بالنوم على جوع أو شبع وكانت متعلقة بالأكل، وغيرها من علامات الرؤيا الكاذبة.
تكرار الرؤيا: وهذا ليس شرطاً؛ فقد لا يرى الإنسان الرؤيا نفسها إلّا مرة واحدة وتكون صادقة، لكن يتكرر عليه الحلم كثيراً وهو أضغاث، بيد أن تكرار الرؤيا إن اجتمعت لها علامات الرؤيا الصادقة كان أقوى في الدلالة على صدقها، وذلك أن في التكرار حكمة التأكيد، والله أعلم.
طلب الرؤيا من الله: وقال البعض أن طلب الرؤيا من الله للمحتار وللمهموم والمكروب قد يكون من علامات الرؤيا الصادقة، كما في الاستخارة وفي الاستعداد لطلب علامة لأمرٍ ما، والله أعلم بكل حال.



شريط الأخبار