كيف يتطور النمو الحركي للطفل من الولادة وحتى سن المدرسة؟

الامارات 7 - النمو الحركي هو جزء أساسي من تطور الطفل ويعتبر مؤشرًا مهمًا لصحة نموه بشكل عام. يشمل النمو الحركي تطوير المهارات الحركية الدقيقة (مثل استخدام الأصابع) والمهارات الحركية الكبيرة (مثل الزحف والمشي). يبدأ هذا النمو منذ الولادة ويستمر تدريجيًا مع اكتساب الطفل لمهارات جديدة تساعده على التفاعل مع بيئته والاعتماد على نفسه. في هذا المقال، سنستعرض تطور النمو الحركي للطفل من الولادة وحتى سن المدرسة، مع التركيز على كل مرحلة من مراحل التطور الحركي وما يمكن للأهل القيام به لدعم طفلهم خلال هذه الفترة.

المرحلة الأولى: من الولادة حتى 3 أشهر

في الشهور الأولى من حياة الطفل، يكون النمو الحركي محصورًا في الحركات الانعكاسية التي تهدف إلى تلبية احتياجاته الأساسية مثل الرضاعة. ومن بين أبرز هذه الحركات:

تحريك الرأس من جهة إلى أخرى: عندما يوضع الطفل على بطنه، يبدأ في محاولة رفع رأسه لفترات قصيرة. هذه المحاولات تساعد في تقوية عضلات الرقبة.

التعلق بمستوى البصر: يبدأ الطفل بمتابعة الأشياء بعينيه، وهذه الحركة تساعد في تطوير التنسيق بين العين واليد في المراحل اللاحقة.

القبض على الأصابع: يعمد الطفل إلى إمساك أصابع الوالدين كرد فعل طبيعي.

المرحلة الثانية: من 4 إلى 6 أشهر

في هذه المرحلة، يبدأ الطفل بتطوير قدرات جديدة تمكنه من التفاعل بشكل أفضل مع محيطه:

رفع الرأس بثبات: عند وضع الطفل على بطنه، يمكنه الآن رفع رأسه بثبات وبزاوية أكبر، مما يعزز من قوة عضلات الكتف والرقبة.

التدحرج من البطن إلى الظهر: يبدأ الطفل بمحاولة التدحرج، مما يعزز من قدرته على التحكم بجسمه ويعد خطوة أولية نحو الزحف.

محاولة الإمساك بالأشياء: يبدأ الطفل في محاولة الإمساك بالألعاب والأشياء المحيطة، مما يسهم في تطوير مهارات التنسيق بين العين واليد.

المرحلة الثالثة: من 7 إلى 9 أشهر

في هذه المرحلة، تظهر مهارات جديدة تجعل الطفل أكثر استقلالية في حركته:

الزحف أو الحبو: يبدأ العديد من الأطفال في هذه المرحلة بالزحف، سواء على بطونهم أو باستخدام أيديهم وركبهم. هذه المهارة تساعد الطفل على الانتقال من مكان لآخر واستكشاف بيئته.

الجلوس بدون دعم: يصبح الطفل قادرًا على الجلوس بدون مساعدة لفترات أطول، مما يعزز من تحكمه بالجسم.

الإمساك بالأشياء الصغيرة: يبدأ الطفل في استخدام أصابعه لالتقاط الأشياء الصغيرة، مما يساعد في تطوير المهارات الحركية الدقيقة.

المرحلة الرابعة: من 10 إلى 12 شهرًا

مع اقتراب العام الأول، يبدأ الطفل في تطوير مهارات تساعده على الانتقال إلى مرحلة المشي:

الوقوف بمساعدة: يبدأ الطفل بمحاولة الوقوف بمساعدة الأثاث أو والديه، مما يساعده على تقوية عضلات الساقين.

المشي بمساعدة: قد يبدأ بعض الأطفال في اتخاذ خطواتهم الأولى بمساعدة، سواء عن طريق الإمساك بيد أحد الوالدين أو باستخدام المشاية.

الرمي والإمساك: يبدأ الطفل بمحاولة رمي الأشياء والإمساك بها، وهذه الأنشطة تعزز من التنسيق بين اليد والعين.

المرحلة الخامسة: من 1 إلى 2 سنة

في هذه الفترة، يصبح الطفل أكثر ثقة في قدراته الحركية:

المشي بدون مساعدة: يبدأ معظم الأطفال بالمشي دون مساعدة خلال هذه الفترة، ويصبحون أكثر قدرة على التنقل بحرية.

التسلق والركض: مع تقدم الطفل في اكتساب الثقة بحركته، يبدأ في محاولة التسلق على الأثاث والركض.

استخدام الأدوات: يصبح الطفل قادرًا على استخدام الأدوات البسيطة مثل الملعقة أو القلم، مما يساعد في تطوير المهارات الحركية الدقيقة.

المرحلة السادسة: من 2 إلى 3 سنوات

الركض والتسلق: يصبح الطفل أكثر مهارة في الركض والتسلق، ويبدأ في تجربة حركات جديدة مثل القفز.

استخدام الألعاب التفاعلية: يحب الطفل في هذه المرحلة اللعب بالألعاب التفاعلية مثل الكرات، مما يساعد في تعزيز التنسيق بين العين واليد.

اكتساب مهارات الحركات الدقيقة: يبدأ الطفل في تطوير قدرته على القيام بحركات دقيقة، مثل بناء المكعبات أو رسم الخطوط البسيطة.

المرحلة السابعة: من 3 إلى 6 سنوات

في هذه المرحلة، تتطور المهارات الحركية الكبيرة والدقيقة بشكل ملحوظ:

ركوب الدراجة الثلاثية: يصبح الطفل قادرًا على ركوب دراجة بثلاث عجلات، مما يساعد في تعزيز التوازن والتنسيق.

القفز على قدم واحدة: يبدأ الطفل في تجربة القفز على قدم واحدة، وهي مهارة تتطلب توازنًا وقوة عضلية جيدة.

استخدام الأدوات بشكل أفضل: يصبح الطفل قادرًا على استخدام المقص بأمان ولصق الأشياء والرسم بدقة أكبر، مما يعكس تطور المهارات الحركية الدقيقة.

نصائح لدعم النمو الحركي للطفل:

توفير بيئة آمنة: تأكدي من أن البيئة المحيطة بالطفل آمنة وتسمح له بالتحرك بحرية دون مخاطر.

تشجيع النشاط البدني: خصصي وقتًا يوميًا للعب والنشاط البدني، سواء كان ذلك في الحديقة أو في المنزل.

اللعب بالألعاب المناسبة: اختاري ألعابًا تتناسب مع عمر الطفل وتساعد في تطوير المهارات الحركية الكبيرة والدقيقة.

التفاعل والتشجيع: احرصي على التفاعل مع طفلك وتشجيعه عندما يحاول القيام بحركات جديدة، فهذا يعزز من ثقته بنفسه.

النمو الحركي للطفل هو عملية مستمرة تتطلب تشجيعًا ودعمًا من الأهل والمحيطين به. من خلال توفير بيئة محفزة وآمنة، يمكن للطفل أن يطور مهاراته الحركية بثقة ويكتسب استقلالية تساعده في الاستكشاف والتعلم.




شريط الأخبار