أعراض الشقيقة عند الأطفال: دليل شامل لفهم الصداع النصفي وكيفية التعامل معه

الامارات 7 -
تعد الشقيقة أو الصداع النصفي من المشكلات التي يمكن أن تصيب الأطفال، مما يؤثر على جودة حياتهم وقدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية. على الرغم من أن الصداع النصفي يُعتبر أكثر شيوعًا بين البالغين، إلا أن الأطفال أيضًا يمكن أن يعانوا منه. تختلف أعراض الشقيقة عند الأطفال عن تلك التي تصيب البالغين، وقد يكون التعرف عليها تحديًا كبيرًا للأهل. في هذا المقال، سنتناول أعراض الشقيقة عند الأطفال، وكيفية التعامل معها، ومتى يجب استشارة الطبيب للحصول على المساعدة المناسبة.

ما هي الشقيقة؟

الشقيقة هي نوع من الصداع الحاد الذي يصيب نصف الرأس، ويأتي على شكل نوبات متكررة. يمكن أن يصاحب هذا الصداع أعراض أخرى مثل الغثيان، والتقيؤ، والحساسية للضوء والصوت. قد تكون نوبات الشقيقة شديدة إلى درجة أنها تعوق الطفل عن ممارسة أنشطته اليومية، وتحتاج إلى رعاية وعلاج فوري لتخفيف الأعراض.

أعراض الشقيقة عند الأطفال

أعراض الشقيقة عند الأطفال قد تكون متنوعة وتختلف في شدتها من طفل لآخر. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

الصداع الشديد: غالبًا ما يكون الصداع النصفي عند الأطفال حادًا ويحدث على أحد جانبي الرأس أو كلاهما. قد يعاني الطفل من إحساس بالنبض أو الضغط في الرأس.

الغثيان والتقيؤ: يشعر العديد من الأطفال بالغثيان، وقد يتقيأون خلال نوبة الشقيقة. هذا العرض قد يزيد من شعور الطفل بالإنهاك.

الحساسية للضوء والصوت: يعاني الأطفال المصابون بالشقيقة من حساسية مفرطة تجاه الأضواء الساطعة والأصوات العالية، ويفضلون الجلوس في مكان مظلم وهادئ لتخفيف الألم.

الإرهاق والتعب: بعد انتهاء النوبة، قد يشعر الطفل بالتعب الشديد والإرهاق، وقد يحتاج إلى فترة من الراحة لاستعادة طاقته.

تغيرات المزاج: يمكن أن تؤدي الشقيقة إلى تغيرات في المزاج، حيث يصبح الطفل أكثر انزعاجًا أو عصبية، وقد يجد صعوبة في التركيز.

الهالة (Aura): في بعض الحالات، يمكن أن يعاني الأطفال من ما يعرف بـ"الهالة"، وهي مجموعة من الأعراض البصرية أو الحسية التي تسبق الصداع. قد يرى الطفل أضواء ساطعة أو خطوط متعرجة، أو يشعر بتنميل في اليدين أو الوجه.

أسباب الشقيقة عند الأطفال

ليس هناك سبب محدد للشقيقة عند الأطفال، ولكن هناك عدة عوامل يمكن أن تسهم في حدوث النوبات، بما في ذلك:

العوامل الوراثية: إذا كان أحد الوالدين يعاني من الشقيقة، فإن احتمال إصابة الطفل بها يكون أعلى.

التوتر والضغوط النفسية: قد يؤدي التوتر والضغوط النفسية إلى زيادة خطر الإصابة بنوبات الشقيقة عند الأطفال.

قلة النوم أو النوم غير المنتظم: النوم الجيد والمستقر ضروري لصحة الأطفال، وقلة النوم يمكن أن تكون محفزًا للشقيقة.

التغيرات الهرمونية: التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة المراهقة قد تكون سببًا لزيادة خطر الإصابة بالشقيقة.

العوامل البيئية: التعرض للضوء الساطع، الضوضاء العالية، أو الروائح القوية يمكن أن يكون محفزًا لنوبات الشقيقة.

كيفية التعامل مع الشقيقة عند الأطفال

توفير بيئة هادئة: عند حدوث نوبة الشقيقة، يجب توفير بيئة هادئة ومظلمة للطفل، حيث يمكنه الاسترخاء والابتعاد عن المحفزات التي تزيد من حدة الألم.

تشجيع الطفل على الراحة: يجب تشجيع الطفل على الراحة في السرير والابتعاد عن الأنشطة المرهقة حتى يتعافى.

استخدام الأدوية: يمكن استخدام الأدوية المسكنة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل إعطاء أي دواء للطفل.

تقديم السوائل: يجب التأكد من أن الطفل يشرب كميات كافية من الماء، حيث يمكن أن يساعد الترطيب الجيد في تقليل حدة الأعراض.

التقليل من التوتر: يمكن تقليل التوتر من خلال ممارسة أنشطة مهدئة مثل القراءة، أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، أو ممارسة تمارين التنفس.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب على الأهل استشارة الطبيب في الحالات التالية:

إذا كانت نوبات الشقيقة تتكرر بشكل متزايد وتؤثر على حياة الطفل اليومية.

إذا كان الصداع شديدًا لدرجة أنه يمنع الطفل من القيام بأنشطته المعتادة.

إذا كان هناك تغير في نمط الصداع أو أعراض جديدة تظهر مع النوبة.

إذا لم تتحسن الأعراض باستخدام الأدوية المسكنة.

الوقاية من الشقيقة عند الأطفال

يمكن تقليل احتمال حدوث نوبات الشقيقة عند الأطفال من خلال:

الحفاظ على جدول نوم منتظم: تأمين عدد كافٍ من ساعات النوم يوميًا يمكن أن يساعد في منع حدوث الشقيقة.

التغذية السليمة: تجنب الأطعمة التي قد تكون محفزة للشقيقة، مثل الشوكولاتة أو الأطعمة الغنية بالكافيين.

التخفيف من التوتر: من خلال ممارسة الرياضة البسيطة مثل المشي، أو تمارين الاسترخاء التي تساعد على تخفيف التوتر.

متابعة المحفزات: من المفيد متابعة ما إذا كانت هناك محفزات معينة تزيد من احتمالية حدوث نوبة الشقيقة، ومحاولة تجنبها.

خاتمة

الشقيقة عند الأطفال هي حالة قد تكون مؤلمة ومزعجة، ولكن من خلال التعرف على الأعراض والعوامل المسببة، يمكن للأهل مساعدة أطفالهم على التعامل مع هذه الحالة بشكل أفضل. من الضروري استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب وضمان تقديم الرعاية اللازمة للطفل، مما يساهم في تحسين جودة حياته وتخفيف حدة النوبات.




شريط الأخبار