عروس البحر المتوسط

الامارات 7 - تعد مدينة الإسكندرية، التي تُلقب بـ "عروس البحر المتوسط"، إحدى أبرز المدن الساحلية في مصر، إذ تعتبر أكبر مدن حوض البحر الأبيض المتوسط. أسسها الإسكندر الأكبر في عام 331 قبل الميلاد، وجعلها عاصمة لمصر حتى دخلها العرب وأصبحت مدينة الفسطاط عاصمتهم. تقع الإسكندرية في الشمال الشرقي لمصر، على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وتتميز بموقعها الاستراتيجي حيث تحدها بحيرة مريوط من الجهة الجنوبية.

منذ نشأتها، شهدت المدينة تطوراً كبيراً في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية، وأصبحت الميناء الرئيسي لمصر. نما عدد سكان المدينة بشكل ملحوظ مع ازدياد الهجرة من المناطق الريفية المجاورة. إضافة إلى ذلك، تعد الإسكندرية ثاني أكبر مركز اقتصادي في مصر بعد القاهرة، بفضل مينائها الذي يعد نقطة رئيسية لاستيراد وتصدير السلع. كما تتمتع المدينة بسمعة سياحية بفضل شواطئها ومواقعها الأثرية التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم. في المجال الزراعي، تغطي الأراضي الزراعية حوالي 70 ألف فدان من مساحة المدينة بسبب التوسع العمراني.

أما عن الإسكندر الأكبر، فقد وُلد عام 356 قبل الميلاد وكان ابن الملك فيليب الثاني ملك مقدونيا. درس على يد الفيلسوف أرسطو، وحقق نجاحات عسكرية كبيرة عبر غزواته الشهيرة، مثل غزو الإمبراطورية الفارسية، حيث أسس مدينة الإسكندرية على الشريط الساحلي بين البحر الأبيض المتوسط وبحيرة مريوط.

تخطيط مدينة الإسكندرية كان مميزاً، حيث وضعه الإسكندر الأكبر بناءً على دراسته للفنون الهندسية، وقام بتعيين المهندس "ديتو كرايتس" للإشراف على المشروع. صممت المدينة وفقاً للطراز الهيليني، مع سور دفاعي حولها طول 10 أميال، وعدة موانئ، بينها ميناء خاص بالتجارة وآخر مخصص للحروب. كما تضم المدينة معالم بارزة مثل منارة الإسكندرية الشهيرة، التي كانت إحدى عجائب العالم القديم، إضافة إلى القصر الإمبراطوري العائم على بحيرة مريوط وجامعة الإسكندرية التي كانت مركزاً علمياً مرموقاً.

أما من حيث المناخ، فإن الإسكندرية تتمتع بمناخ معتدل، إذ يكون الصيف حاراً ورطباً، بينما يكون الشتاء باردًا نسبياً مع احتمال حدوث عواصف وأمطار غزيرة. شهد عدد سكان المدينة زيادات كبيرة منذ القرن التاسع عشر، وبلغ عددهم أكثر من 4 ملايين نسمة في بداية القرن الحادي والعشرين.

اقتصادياً، تعد الإسكندرية من المحاور الأساسية للاقتصاد المصري، إذ تمثل المدينة ومحيطها جزءًا كبيرًا من الإنتاج الصناعي في مصر، وتشمل صناعات متعددة مثل الملح والدباغة والأسمنت. وبفضل موقعها الاستراتيجي، كانت المدينة مركزًا تجاريًا حيويًا، حيث كانت تجارة القطن تشكل أحد ركائز اقتصادها.



شريط الأخبار