كيف نحافظ على نهر الأردن

الامارات 7 - نهر الأردن يعتبر واحداً من أبرز الأنهار في المنطقة بفضل أهميته الدينية، التاريخية والبيئية. يُعتقد أن النبي عيسى عليه السلام قد عُمِّد فيه، ما يجعله وجهة مهمة للحجاج المسيحيين. بالإضافة إلى ذلك، شهد النهر العديد من المعارك التاريخية، كما دفن على ضفافه الشرقية أربعة من صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام. على مر العصور، كان نهر الأردن ممرًا مهمًا للهجرة البشرية من أفريقيا، كما تم اكتشاف العديد من المدن الرومانية والقلاع الصليبية في المنطقة.

النهر يشكل نظامًا بيئيًا غنيًا بفضل تدفقه من بحيرة طبريا إلى البحر الميت دون معوقات. كما يعد من أهم ممرات الطيور المهاجرة، التي يقدر عددها بحوالي 500 نوع. يتسم نهر الأردن بأهمية كبيرة بفضل احتوائه على طرق وجسور حيوية تربط بين مختلف المناطق، ويوجد معبران حدوديان بين فلسطين والأردن عبر الجسور. وقد كان النهر مصدرًا رئيسيًا للري للمجتمعات المحيطة به على مر العصور.

منذ عام 1964، يعتبر نهر الأردن أحد أهم مصادر المياه في فلسطين. كما اكتسب النهر مكانة خاصة كونه يربط بين آسيا وأفريقيا، وكان ملاذًا للعديد من أنواع النباتات والحيوانات. ولكن في السنوات الأخيرة، تعرض النهر لتهديدات بيئية خطيرة؛ حيث تم استهلاك 96% من تدفقه بسبب النزاعات حول مياهه، مما جعل المياه المتبقية ملوثة ومشابهة لمياه قنوات راكدة في بعض المناطق. كما تدهورت البيئة حوله بسبب انخفاض مستوى المياه بمعدل متر سنويًا وفقدان أكثر من نصف التنوع البيئي.

بالنظر إلى التغير المناخي المتوقع، الذي سيؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة وانخفاض معدلات هطول الأمطار، من المتوقع أن ينخفض تدفق المياه في النهر بنسبة 75%، مما يزيد من جفاف المنطقة ويقلل من تغذية النهر من روافده. وهذا بدوره سيؤثر على جودة المياه نتيجة ارتفاع نسب النيتروجين.

في إطار الحفاظ على نهر الأردن، تسعى الحكومات والبلديات في الدول المعنية إلى تقليل تصريف مياه الصرف الصحي في النهر، إلى جانب إنشاء محطات لمعالجة المياه. كما تعمل جمعية أصدقاء الأرض - الشرق الأوسط (FoEME) على تنفيذ خطة تنموية تهدف إلى إعادة تأهيل وادي نهر الأردن وتحسين نظامه البيئي، من خلال زيادة تدفق المياه العذبة بمقدار 400-600 مليون متر مكعب سنويًا. تشمل المبادرات المقترحة منع تصريف مياه الصرف الصحي في النهر، وضمان فيضانه مرة على الأقل سنويًا للحفاظ على البيئة. تسعى الجمعية أيضًا لدعم السياحة البيئية وتنظيم استخدام الدول المجاورة لموارد النهر المشتركة.

منذ تأسيسها في عام 1994، عملت الجمعية على رفع الوعي العام حول مشاكل نهر الأردن، من خلال نشر المقالات وتنظيم الاجتماعات والمؤتمرات مع الدول المجاورة. وقد حصلت على دعم دولي كبير من أجل تنفيذ خطة العمل المقترحة التي تهدف إلى إعادة إحياء النهر وتحقيق الاستفادة المستدامة من موارده.










شريط الأخبار