مشكلات البحر المتوسط

الامارات 7 - البحر الأبيض المتوسط هو بحر يحيط به ثلاث قارات: آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويمثل حوالي 1% من المياه على سطح الأرض، لكنه يضم 8% من التنوع البيولوجي العالمي، مما يجعله واحدًا من أهم البحار في العالم. يُعد البحر المتوسط ممرًا حيويًا للنقل التجاري ومقصدًا سياحيًا رئيسيًا، لكنه يواجه العديد من المخاطر الطبيعية، مثل الزلازل، والبراكين، والفيضانات، والجفاف، إلى جانب تحديات بيئية ناجمة عن الأنشطة البشرية وقلة الوعي البيئي. ومن أبرز هذه التحديات ما يلي:

التغير المناخي
تشير تقارير عام 2019 إلى أن درجة حرارة البحر المتوسط أعلى بحوالي 1.1 درجة مئوية من المتوسط العالمي للاحترار المناخي، مما يؤدي إلى زيادة حموضة المياه، وهو ما يهدد الحياة البحرية. كما يسبب التغير المناخي انخفاض معدل هطول الأمطار، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتدهور التربة وزيادة معدلات التعرية الساحلية.

الصيد بشباك الجر القاعي
تُستخدم شباك الجر الصناعية لصيد الأسماك، إلا أنها تلحق أضرارًا جسيمة بالقاع البحري من خلال سحبها لمسافات طويلة، مما يؤدي إلى تدمير الشعب المرجانية والمناطق الإسفنجية التي تعد موائل مهمة للعديد من الكائنات البحرية. كما تسهم هذه الطريقة في القضاء على بعض الأعشاب البحرية وإهدار كميات كبيرة من الثروة السمكية غير المرغوب فيها.

التلوث بالنفايات
أظهرت دراسات أجراها المعهد الفرنسي لاستكشاف البحار أن المناطق الساحلية المكتظة بالسكان، والتي تستقبل أعدادًا كبيرة من السياح وتشهد حركة نقل بحري نشطة، تعاني من تلوث متزايد بسبب قلة الوعي البيئي. يُلقى في البحر سنويًا ما يقارب 200 ألف طن من النفايات البلاستيكية، وهو ما يشكل نحو 60% من إجمالي النفايات البحرية، مع تأثيرات خطيرة على الكائنات الحية، حيث يحتاج البلاستيك إلى آلاف السنين للتحلل.

التوسع العمراني والتنمية الساحلية
يعيش حوالي 40% من سكان البحر الأبيض المتوسط على السواحل، مما يؤدي إلى تزايد الأنشطة الصناعية والزراعية وعمليات البناء، والتي تؤثر سلبًا على قدرة البحر على امتصاص الحرارة، وتسهم في تسريع التعرية الساحلية. كما يؤدي التوسع العمراني إلى فقدان الموائل الطبيعية، وانخفاض التنوع البيولوجي، وزيادة تصريف النفايات إلى البحر، مما يضر بالبيئة البحرية.

الصيد الجائر
يُعد البحر الأبيض المتوسط من أكثر البحار استغلالًا في العالم من حيث الصيد، حيث تتعرض 90% من الأرصدة السمكية للاستغلال المفرط. بدأت مشكلة الصيد الجائر منذ سبعينيات القرن الماضي، ومع تطور التكنولوجيا، أصبحت عمليات الصيد تمتد إلى مناطق أعمق وأبعد، مما أدى إلى انخفاض أعداد بعض الأنواع بشكل خطير، مثل البوري الأحمر الذي يتم صيده بمعدلات تفوق الحد المسموح به بعشرة أضعاف.

تتطلب مواجهة هذه التحديات جهودًا دولية وتعاونًا مستدامًا للحفاظ على التنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط وضمان استدامة موارده الطبيعية.










شريط الأخبار