لماذا يظهر حب الشباب عند الرضع؟

الامارات 7 - حب الشباب عند الرضع: متى يظهر؟ وهل يستدعي القلق؟
على الرغم من أن حب الشباب يُعرف عادةً بأنه مشكلة تصيب المراهقين والشباب، إلا أن بعض الرضع يعانون منه أيضًا بعد الولادة بفترة قصيرة. يُطلق على هذه الحالة حب الشباب الوليدي (Neonatal Acne)، وهي حالة شائعة تظهر غالبًا بعد 3-4 أسابيع من الولادة نتيجة التغيرات الهرمونية التي تؤثر على الغدد الدهنية للبشرة.

وعلى عكس حب الشباب عند المراهقين، فإن حب الشباب عند الرضع لا يحتاج عادةً إلى أي علاج طبي، حيث يختفي من تلقاء نفسه خلال أسابيع أو أشهر قليلة. ولكن، متى يجب القلق؟ ومتى يكون العلاج ضروريًا؟ هذا ما سنوضحه في هذا المقال.

لماذا يظهر حب الشباب عند الرضع؟
تعود أسباب حب الشباب الوليدي إلى عوامل طبيعية تؤثر على جلد الرضيع في الأسابيع الأولى من حياته، ومن أهمها:

التغيرات الهرمونية

خلال فترة الحمل، تمر هرمونات الأم (خاصة الأندروجينات) إلى الجنين عبر المشيمة، مما يحفز الغدد الدهنية لدى الرضيع بعد الولادة.
هذا التحفيز يؤدي إلى زيادة إفراز الزيوت وانسداد المسام، مما يسبب ظهور البثور الصغيرة.
عدم نضج الغدد الدهنية

الغدد الدهنية لدى حديثي الولادة لا تزال في مرحلة التطور، مما يجعلها أكثر حساسية وقد تفرز زيوتًا زائدة تسبب البثور.
استجابة الجلد الطبيعية للبكتيريا

بعض الأطفال يكون لديهم استجابة جلدية طبيعية للبكتيريا الموجودة على سطح الجلد، مما يؤدي إلى التهاب خفيف على شكل حب الشباب.
تفاعل الجلد مع منتجات العناية

بعض المنتجات الزيتية أو الكريمات الثقيلة قد تسد المسام وتزيد من ظهور البثور، خاصة إذا لم تكن مخصصة لبشرة الرضع الحساسة.
كيف يبدو حب الشباب عند الرضع؟
يظهر حب الشباب الوليدي عادةً على:
الخدين والجبين والأنف، وأحيانًا على الذقن.
يتخذ شكل بثور صغيرة حمراء أو بيضاء، وقد تظهر بوضوح عند ارتفاع درجة حرارة الطفل أو عند بكائه.
لا يكون مؤلمًا للرضيع ولا يسبب أي حكة.
يختفي من تلقاء نفسه في غضون أسابيع أو أشهر قليلة دون أي علاج.

هل يحتاج حب الشباب عند الرضع إلى علاج؟
في معظم الحالات، لا يحتاج حب الشباب الوليدي إلى أي علاج طبي، حيث يختفي تلقائيًا مع نضوج الغدد الدهنية. ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، قد يكون العلاج ضروريًا في الحالات التالية:

إذا استمر حب الشباب لأكثر من 3 أشهر دون تحسن.
إذا تحول إلى التهابات شديدة أو بثور ممتلئة بالصديد.
إذا انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم بشكل غير معتاد.

في هذه الحالات، قد يصف طبيب الأطفال كريمًا موضعيًا خفيفًا مثل:

كريم يحتوي على البنزويل بيروكسايد بتركيز خفيف جدًا.
مضادات حيوية موضعية إذا كان هناك التهاب شديد.
لكن لا يجب استخدام أي أدوية دون استشارة الطبيب، لأن بشرة الرضع حساسة جدًا وتتطلب عناية خاصة.

كيف يمكن العناية ببشرة الرضيع المصاب بحب الشباب؟
غسل وجه الرضيع بلطف باستخدام ماء دافئ ومنشفة ناعمة، دون استخدام الصابون القوي.
تجنب فرك البشرة أو محاولة تفريغ البثور، لأن ذلك قد يزيد من الالتهابات.
عدم استخدام الزيوت الثقيلة أو الكريمات الدهنية التي قد تسد المسام.
تغيير ملابس وأغطية الطفل بانتظام للحفاظ على نظافة بشرته.
تجنب التعرض للحرارة الزائدة، لأن التعرق قد يؤدي إلى تفاقم الحالة.

متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا لاحظت أيًا من الأعراض التالية، فمن الأفضل مراجعة طبيب الأطفال:
إذا استمر حب الشباب لفترة تزيد عن 3 أشهر دون تحسن.
إذا كان هناك احمرار شديد أو تورم غير طبيعي.
إذا ظهرت بقع مليئة بالصديد أو بثور عميقة.
إذا كان حب الشباب يترافق مع طفح جلدي واسع الانتشار أو أعراض أخرى.

الفرق بين حب الشباب الوليدي وحب الشباب الرضيعي
في بعض الحالات، قد يستمر حب الشباب لما بعد عمر 3-6 أشهر، وهنا يُطلق عليه حب الشباب الرضيعي (Infantile Acne)، وهو أكثر وضوحًا من حب الشباب الوليدي.

الاختلافات بينهما:

حب الشباب الوليدي حب الشباب الرضيعي
يظهر خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة. يظهر بعد عمر 3-6 أشهر.
يكون على شكل بثور صغيرة وحمراء أو بيضاء. قد يكون مصحوبًا برؤوس سوداء أو بثور صديدية.
يختفي من تلقاء نفسه دون علاج. قد يستمر لفترة أطول ويحتاج إلى علاج طبي.
غير مرتبط بالعوامل الوراثية. قد يكون له عامل وراثي ويستمر لعدة أشهر.
هل يمكن منع حب الشباب عند الرضع؟
بما أن حب الشباب الوليدي ناتج عن أسباب هرمونية طبيعية، فلا يمكن منعه تمامًا، ولكن يمكن اتخاذ بعض الإجراءات لتقليل تهيج البشرة:

استخدام منتجات عناية بالبشرة خالية من العطور والكحول ومناسبة لبشرة الرضع.
غسل وجه الرضيع بلطف يوميًا دون استخدام الصابون القوي.
تجنب استخدام الزيوت الثقيلة أو الكريمات السميكة على وجه الرضيع.
الحفاظ على نظافة المناشف وأغطية الطفل لتجنب تراكم البكتيريا.

الخاتمة
حب الشباب عند الرضع حالة طبيعية وشائعة، ولا يشكل أي خطر على صحة الطفل. يظهر عادة بعد 3-4 أسابيع من الولادة ويختفي دون الحاجة إلى علاج خلال أسابيع إلى أشهر قليلة. ومع ذلك، إذا استمر لأكثر من 3 أشهر أو أصبح ملتهبًا بشكل شديد، فمن الأفضل استشارة الطبيب لضمان عدم وجود مشكلة جلدية أخرى. الأهم هو عدم التدخل العنيف في بشرة الرضيع، والاكتفاء بالعناية اللطيفة حتى تتحسن الحالة تلقائيًا.



شريط الأخبار