العصر الجليدي القادم وأثره على الحياة والمناخ

الامارات 7 - العصر الجليدي المقبل يثير مخاوف متزايدة في الوقت الحالي، بسبب الظواهر المناخية المتوقعة في المستقبل القريب، التي يعتقد العلماء أنها قد تحدث إذا استمرت الأنشطة البشرية على نفس الوتيرة الحالية. ومن أبرز هذه الظواهر ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي، بالإضافة إلى احتمالية دخول الأرض في عصر جليدي جديد. يعتبر العصر الجليدي حدثًا جيولوجيًا مرّ به كوكب الأرض عدة مرات، حيث غطت الصفائح الجليدية السميكة مساحات واسعة من سطح الأرض. آخر فترة جليدية كانت "العصر الجليدي الصغير" الذي بدأ في القرن السادس عشر، حيث توسعت الأنهار الجليدية قبل أن تنحسر.

يعتقد العلماء أن العصر الجليدي المقبل كان من المفترض أن يحدث في غضون 5000 سنة بناءً على التاريخ الطبيعي للأرض، ولكن تزايد تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي نتيجة احتراق الوقود الأحفوري قد يؤخر هذه الظاهرة إلى 10000 سنة. ويعد ثاني أكسيد الكربون العامل الرئيسي في هذا التأخير، حيث يؤثر على دورات البرد اللازمة لحدوث العصر الجليدي. وأكد العلماء أنه إذا استمرت الأنشطة البشرية على نفس النحو، قد يتأخر العصر الجليدي حتى 100 ألف سنة، على الرغم من أن الاحتباس الحراري لن يكون له تأثير إيجابي طويل المدى، حيث سيستمر تأثيره على المناخ لفترات زمنية أطول بكثير.

في حال حدوث العصر الجليدي المقبل، يتوقع العلماء أن تؤثر درجات الحرارة المنخفضة على الحياة بشكل كبير، حيث يتحول معظم المياه إلى جليد في المسطحات المائية. هذا السيناريو مشابه لما حدث قبل 12000 عام، عندما غطت الصفائح الجليدية أجزاء من قارة آسيا وأوروبا. يمكن وصف الفترة الحالية بأنها فترة ما قبل العصر الجليدي، حيث تشهد الأرض ارتفاعًا في درجات الحرارة مقارنة بالمعدل الطبيعي. من المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع في درجات الحرارة لآلاف السنين قبل أن يبدأ العصر الجليدي، ويعزى ذلك إلى تراجع الإشعاع الشمسي المؤثر على القطب الشمالي. ولكن الثورة الصناعية أدت إلى زيادة انبعاثات غازات الدفيئة، مما أدى إلى رفع درجة حرارة الأرض بدلاً من تبريدها.

إذا دخلت الأرض في العصر الجليدي، فإن ذلك سيجعل الحياة على الكوكب غير ممكنة بسبب انخفاض درجات الحرارة، وتحول المياه إلى جليد، وانخفاض مستوى سطح البحر، بالإضافة إلى تدهور الأراضي الزراعية، ما يعني نهاية الحضارة الإنسانية في معظم أنحاء العالم.

أما بالنسبة للارتباط بين العصر الجليدي المقبل والاحتباس الحراري، فيرى العلماء أن الأسباب لا تقتصر على احتراق الكربون فقط، بل تشمل أيضًا تدمير الغابات وتحويل الأراضي الزراعية إلى مناطق سكنية وزيادة نسبة غاز الميثان في الغلاف الجوي.



شريط الأخبار