الوردية العينية: كيف يمكن أن تؤثر الوردية على صحة العينين؟

الامارات 7 - الوردية العينية: كيف يمكن أن تؤثر الوردية على صحة العينين؟
تُعرف الوردية بأنها اضطراب جلدي مزمن يسبب احمرار الوجه وتهيج الجلد، ولكن ما قد لا يعرفه كثيرون هو أن هذه الحالة يمكن أن تؤثر أيضًا على العينين، فيما يُعرف باسم الوردية العينية (Ocular Rosacea). تعد الوردية العينية من المضاعفات الشائعة للوردية الجلدية، حيث تصيب نسبة كبيرة من المرضى، وتؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي قد تتراوح بين التهيج الخفيف والمضاعفات الخطيرة التي تؤثر على الرؤية.

ما هي الوردية العينية؟
الوردية العينية هي حالة التهابية تصيب العين والجفون لدى الأشخاص الذين يعانون من الوردية الجلدية. في بعض الحالات، قد تظهر أعراض الوردية العينية قبل ظهور الأعراض الجلدية، مما يجعل تشخيصها أكثر تعقيدًا. تؤثر هذه الحالة على سطح العين، الجفون، والغدد الدهنية الموجودة عند قاعدة الرموش، مما يسبب الشعور بعدم الراحة واحتمالية حدوث مضاعفات بصرية إذا لم يتم علاجها.

أعراض الوردية العينية
تتنوع أعراض الوردية العينية من شخص لآخر، وقد تكون خفيفة في بعض الحالات أو شديدة في حالات أخرى. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:

احمرار العينين: تصبح العينان محمرتين ومتهيّجتين، كما لو كان الشخص يعاني من التهاب الملتحمة.
جفاف العين: يشعر المرضى بجفاف مزمن في العين، ما يؤدي إلى الشعور بالحكة والحرقان.
حساسية تجاه الضوء (رُهاب الضوء): يجد المرضى صعوبة في التكيف مع الضوء الساطع، مما يسبب عدم الراحة.
إحساس بوجود جسم غريب في العين: يشعر المصابون كما لو أن هناك حبيبات رملية داخل العين.
إفرازات وتدميع مفرط: قد تفرز العين دموعًا أكثر من المعتاد، كرد فعل لمحاولة تقليل الجفاف والتهيّج.
تورم الجفون والتهاب حوافها: يمكن أن تصبح الجفون حمراء ومتورمة نتيجة الالتهاب المستمر.
ظهور تقرحات أو بثور صغيرة على حواف الجفن: قد تؤدي الوردية العينية إلى تكوين بثور دقيقة أو التهابات متكررة على الجفن.
عدم وضوح الرؤية: في الحالات المتقدمة، قد تؤثر الوردية العينية على القرنية، مما يؤدي إلى تشوش الرؤية أو حتى مضاعفات بصرية خطيرة.
ما الذي يسبب الوردية العينية؟
على الرغم من أن السبب الدقيق للوردية العينية لا يزال غير واضح، إلا أن هناك عدة عوامل يُعتقد أنها تلعب دورًا في تطور المرض، ومنها:

الالتهابات المزمنة: تؤدي الاستجابة الالتهابية المفرطة إلى تهيّج العينين والجفون.
فرط نشاط الأوعية الدموية: التوسع المفرط للأوعية الدموية في منطقة الوجه والعينين يمكن أن يساهم في ظهور الأعراض.
اضطراب الغدد الدهنية في الجفون: يؤدي انسداد الغدد الدهنية في الجفون إلى ضعف إنتاج الزيوت الطبيعية التي تحافظ على رطوبة العين، مما يزيد من الجفاف والتهيج.
العوامل البيئية والمحفزات الخارجية: مثل التعرض لأشعة الشمس، الطقس البارد أو الجاف، الإجهاد، وبعض الأطعمة والمشروبات.
العوامل الوراثية: قد يكون هناك استعداد وراثي للإصابة بالوردية العينية، حيث تميل الحالة إلى الانتشار في العائلات.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب استشارة طبيب العيون فورًا إذا ظهرت أي من الأعراض التالية:

تفاقم الاحمرار أو التهيج في العينين.
الشعور المستمر بجفاف أو حرقان في العينين.
صعوبة في الرؤية أو عدم وضوحها.
ظهور تقرحات أو التهابات شديدة على الجفون.
حساسية شديدة تجاه الضوء.
تشخيص الوردية العينية
يتم تشخيص الوردية العينية من خلال فحص العين والجفون من قبل طبيب العيون، والذي قد يقوم بإجراء الاختبارات التالية:

فحص سريري للجفون والرموش للتحقق من علامات الالتهاب أو انسداد الغدد الدهنية.
تقييم سطح العين باستخدام صبغات خاصة تكشف عن أي ضرر أو جفاف.
قياس إنتاج الدموع لمعرفة مدى تأثير المرض على ترطيب العينين.
التأكد من عدم وجود حالات أخرى مثل التهاب الملتحمة التحسسي أو العدوى البكتيرية.
علاج الوردية العينية
يعتمد علاج الوردية العينية على تقليل الالتهاب، تحسين ترطيب العين، ومنع حدوث مضاعفات. ومن أبرز العلاجات المستخدمة:

1. الكمادات الدافئة
تساعد الكمادات الدافئة على فتح الغدد الدهنية المسدودة في الجفون، مما يقلل من الجفاف والالتهاب. يُنصح بوضع قطعة قماش نظيفة مبللة بالماء الدافئ على الجفون لمدة 5-10 دقائق يوميًا.

2. استخدام قطرات العين المرطبة
يصف الأطباء عادةً القطرات المرطبة أو الدموع الاصطناعية لتخفيف الجفاف والتهيج في العينين.

3. المضادات الحيوية الموضعية أو الفموية
قد يوصي الطبيب باستخدام مضادات حيوية مثل الدوكسيسيكلين أو الميترونيدازول للمساعدة في تقليل الالتهاب وتحسين وظيفة الغدد الدهنية.

4. العلاجات المضادة للالتهابات
تُستخدم أحيانًا القطرات العينية التي تحتوي على الستيرويدات أو الأدوية المثبطة للمناعة لتخفيف الالتهاب الحاد.

5. العناية بالجفون
يُوصى بتنظيف الجفون بلطف باستخدام محلول ملحي أو شامبو أطفال خفيف للحفاظ على نظافة المنطقة وتقليل خطر العدوى.

6. تجنب المحفزات
يجب على المرضى الابتعاد عن العوامل التي تفاقم الأعراض مثل التعرض المباشر للشمس، التدخين، والتوتر.

7. الجراحة في الحالات الشديدة
في حالات تضخم الجفن الشديد أو تضرر القرنية، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا لإزالة الأنسجة المتضررة أو إصلاح التلف.

هل يمكن الوقاية من الوردية العينية؟
رغم عدم وجود طريقة محددة للوقاية التامة من الوردية العينية، إلا أن هناك إجراءات يمكن أن تساعد في تقليل فرص الإصابة بها أو منع تفاقمها، مثل:

حماية العينين من أشعة الشمس باستخدام النظارات الشمسية.
الحفاظ على رطوبة العين باستخدام القطرات المرطبة بانتظام.
تجنب استخدام مستحضرات التجميل القاسية حول العينين.
العناية اليومية بالجفون وتنظيفها بلطف.
اتباع نظام غذائي صحي يقلل من التهابات الجسم.
الخلاصة
الوردية العينية هي حالة شائعة بين مرضى الوردية الجلدية، وتؤثر على صحة العين والجفون، مسببةً أعراضًا مزعجة مثل الجفاف، الاحمرار، والحكة. ومع ذلك، يمكن السيطرة عليها من خلال العلاجات المناسبة والعناية اليومية بالعينين. إذا كنت تعاني من أي أعراض مرتبطة بالوردية العينية، فمن الأفضل استشارة طبيب العيون مبكرًا للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين، مما يساعد في تجنب المضاعفات الخطيرة والحفاظ على صحة العينين على المدى الطويل.



شريط الأخبار