القيلة المثانية: الأسباب، الأعراض، والخيارات العلاجية الحديثة

الامارات 7 - يُعد تدلي المثانة الأمامي أو القيلة المثانية من المشكلات الصحية التي تصيب العديد من النساء، حيث تتدلى المثانة من مكانها الطبيعي وتضغط على الجدار الأمامي للمهبل بسبب ضعف العضلات والأنسجة الداعمة للحوض. قد تحدث هذه الحالة نتيجة الولادات المهبلية المتكررة، أو التقدم في العمر، أو نتيجة عوامل أخرى تؤثر على قوة ومرونة العضلات الداعمة لأعضاء الحوض. وعلى الرغم من أن هذه المشكلة قد تسبب إزعاجًا كبيرًا، إلا أن هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة، بدءًا من العلاجات غير الجراحية للحالات الخفيفة والمتوسطة، وصولًا إلى التدخل الجراحي للحالات الأكثر شدة.

أسباب القيلة المثانية
تنشأ القيلة المثانية بسبب ضعف في الأنسجة الضامة والعضلات الداعمة للمثانة والمهبل، والذي قد يحدث نتيجة عدة عوامل، منها:

الولادات المتكررة – تؤدي الولادات المهبلية إلى تمدد وإجهاد عضلات الحوض، مما يسبب ضعفًا مع مرور الوقت.
التقدم في العمر – تقل مرونة وقوة الأنسجة الداعمة مع التقدم في السن، مما يزيد من احتمالية حدوث التدلي.
انقطاع الطمث وانخفاض مستويات الإستروجين – يسبب ضمور الأنسجة المهبلية وضعف دعم المثانة.
السمنة وزيادة الوزن – يزيد الوزن الزائد من الضغط على عضلات الحوض، مما قد يؤدي إلى تدلي المثانة.
الإمساك المزمن – يؤدي الضغط المتكرر أثناء التبرز إلى زيادة الضغط داخل البطن والحوض، مما يساهم في إضعاف عضلات الحوض.
السعال المزمن أو التدخين – يزيد السعال المستمر من الضغط على عضلات الحوض، مما قد يؤدي إلى تدلي المثانة.
رفع الأشياء الثقيلة بشكل متكرر – يمكن أن يسبب ضغطًا إضافيًا على عضلات الحوض، مما يساهم في ضعفها.
العوامل الوراثية – قد يكون لبعض النساء استعداد وراثي لضعف الأنسجة الضامة، مما يزيد من خطر الإصابة بالقيلة المثانية.
أعراض القيلة المثانية
تختلف الأعراض من امرأة لأخرى حسب درجة التدلي، وقد تشمل:

الإحساس بانتفاخ أو ضغط في منطقة المهبل، يزداد سوءًا عند الوقوف لفترات طويلة.
الشعور بوجود كتلة أو بروز في المهبل يمكن رؤيتها أو الشعور بها عند اللمس.
صعوبة في التبول أو الحاجة إلى التبول المتكرر بسبب عدم قدرة المثانة على التفريغ الكامل.
تسرب البول عند العطس، الضحك، أو رفع أشياء ثقيلة (سلس البول الإجهادي).
التهابات متكررة في المسالك البولية بسبب عدم الإفراغ الكامل للمثانة.
ألم أثناء الجماع أو الشعور بعدم الراحة نتيجة تغير موضع المثانة.
ألم أو ضغط في منطقة الحوض أو أسفل الظهر، خاصة بعد الوقوف لفترات طويلة.
طرق التشخيص
يعتمد تشخيص القيلة المثانية على الفحص السريري وإجراء بعض الفحوصات التصويرية عند الحاجة، ويشمل:

الفحص البدني للحوض – يقوم الطبيب بتقييم حالة المهبل والمثانة أثناء الاستلقاء والوقوف لتحديد مدى التدلي.
اختبار ديناميكية البول – يستخدم لفحص وظيفة المثانة والتأكد من عدم وجود مشكلات في التبول.
الموجات فوق الصوتية – تساعد على رؤية المثانة وتقييم وضعيتها داخل الحوض.
تنظير المثانة – يستخدم لاستبعاد أي مشكلات أخرى داخل المثانة، مثل الأورام أو الالتهابات المزمنة.
العلاج: خيارات غير جراحية وجراحية
يعتمد العلاج على شدة الأعراض ومدى تأثيرها على الحياة اليومية، وهناك عدة خيارات علاجية تشمل:

1. العلاجات غير الجراحية (للحالات الخفيفة والمتوسطة)
تعديلات نمط الحياة

فقدان الوزن لتقليل الضغط على عضلات الحوض.
تجنب رفع الأوزان الثقيلة أو القيام بحركات مفاجئة.
علاج الإمساك بتناول الألياف الغذائية وزيادة شرب الماء.
الإقلاع عن التدخين لتقليل السعال المزمن.
تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض

تساعد تمارين كيجل في تقوية عضلات الحوض ودعم المثانة، ويمكن ممارستها عن طريق شد عضلات الحوض لمدة 5-10 ثوانٍ ثم إرخائها، وتكرار التمرين 10-15 مرة يوميًا.
العلاج الهرموني بالإستروجين

يمكن أن يساعد في تحسين صحة الأنسجة المهبلية وزيادة قوتها، خاصةً لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
استخدام الفرزجة المهبلية

هي جهاز طبي صغير يتم إدخاله في المهبل لدعم المثانة ومنع تدليها، وهو مناسب للنساء غير الراغبات في الجراحة.
2. العلاجات الجراحية (للحالات المتقدمة أو عند فشل العلاجات غير الجراحية)
ترميم الجدار الأمامي للمهبل

يتم خلال هذه الجراحة شد وتقوية الأنسجة الداعمة للمثانة باستخدام الغرز أو الشبكات الجراحية.
استخدام الشبكة الجراحية الداعمة

يتم إدخال شبكة صناعية لدعم المثانة وتقليل احتمالية تكرار المشكلة، لكنها تحتاج إلى متابعة طبية دورية.
الجراحة بالمنظار

تُعد خيارًا حديثًا بأقل تدخل جراحي وأسرع فترة تعافٍ.
استئصال الرحم (في بعض الحالات)

إذا كان هناك تدلٍّ في الرحم إلى جانب تدلي المثانة، قد يكون استئصال الرحم جزءًا من العلاج الجراحي.
التعافي بعد العلاج والجراحة
بعد الجراحة، تحتاج المريضة إلى فترة تعافٍ تتراوح بين 4-6 أسابيع، ويُنصح خلالها بما يلي:

تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو ممارسة النشاطات المجهدة.
الامتناع عن الجماع لمدة 6 أسابيع أو حسب توجيهات الطبيب.
اتباع نظام غذائي صحي لمنع الإمساك وتقليل الضغط على عضلات الحوض.
ممارسة تمارين كيجل بعد التعافي للمحافظة على قوة العضلات الداعمة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يُنصح بمراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض التالية:

الشعور بانتفاخ أو ضغط غير طبيعي في المهبل.
صعوبة أو ألم أثناء التبول.
تسرب البول المتكرر أو المتزايد.
تكرار التهابات المسالك البولية.
آلام شديدة في الحوض أو أسفل الظهر.
الوقاية من القيلة المثانية
للوقاية من حدوث القيلة المثانية أو منع تفاقمها، يُنصح باتباع النصائح التالية:

ممارسة تمارين كيجل بانتظام لتقوية عضلات الحوض.
الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة.
تجنب رفع الأوزان الثقيلة.
علاج الإمساك المزمن وتناول ألياف غذائية.
الإقلاع عن التدخين لتجنب السعال المزمن.
الخاتمة
تُعد القيلة المثانية مشكلة شائعة بين النساء، لكنها قابلة للعلاج من خلال التدخلات الطبية المناسبة. بدءًا من تغيير نمط الحياة وممارسة تمارين الحوض، وصولًا إلى الخيارات الجراحية المتقدمة، يمكن لكل امرأة اختيار العلاج المناسب لها بالتنسيق مع طبيبها، مما يساعدها على تحسين جودة حياتها واستعادة الراحة والثقة بالنفس.



شريط الأخبار