سلس البول الإجهادي: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج الفعالة

الامارات 7 - يُعد سلس البول الإجهادي من الحالات الشائعة التي تؤثر على الرجال والنساء، خاصة بعد الولادات المتكررة أو التقدم في العمر. يحدث هذا النوع من السلس عند القيام بأي مجهود بدني يؤدي إلى زيادة الضغط داخل البطن، مثل السعال، العطس، الضحك، أو رفع الأوزان الثقيلة، مما يسبب تسرب البول بشكل لا إرادي. على الرغم من أن هذه المشكلة ليست خطيرة طبيًا، إلا أنها قد تؤثر على جودة الحياة والثقة بالنفس. التعرف على الأسباب المحتملة، طرق التشخيص، والعلاجات المتاحة يساعد في التحكم في الحالة واستعادة السيطرة على المثانة.

الأسباب المحتملة لسلس البول الإجهادي
1. ضعف عضلات قاع الحوض
تحدث هذه الحالة عندما تضعف العضلات التي تدعم المثانة والإحليل، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التحكم الكامل في التبول عند التعرض للضغط.
يمكن أن ينتج هذا الضعف عن الولادة الطبيعية المتكررة، التقدم في العمر، أو السمنة.
2. الولادات المهبلية المتكررة
تؤدي الولادة الطبيعية إلى تمدد وإضعاف عضلات الحوض، مما يزيد من خطر الإصابة بسلس البول الإجهادي.
الولادات العسيرة أو الكبيرة الحجم قد تسبب تلفًا في الأعصاب أو الأنسجة الداعمة للمثانة.
3. التغيرات الهرمونية بعد انقطاع الطمث
يؤدي انخفاض مستويات الإستروجين إلى فقدان مرونة الأنسجة المهبلية والعضلات الداعمة للمثانة، مما يضعف التحكم في البول.
4. زيادة الوزن أو السمنة
الوزن الزائد يزيد الضغط على عضلات الحوض والمثانة، مما قد يؤدي إلى ضعف التحكم في التبول عند القيام بأي جهد بدني.
5. العمليات الجراحية في منطقة الحوض
بعض العمليات الجراحية مثل استئصال الرحم قد تؤثر على دعم المثانة والإحليل، مما يزيد من احتمالية الإصابة بسلس البول.
6. السعال المزمن أو التدخين
يؤدي السعال المستمر إلى زيادة الضغط على عضلات الحوض، مما قد يسبب تسرب البول بمرور الوقت.
7. العوامل الوراثية
قد يكون لبعض الأشخاص استعداد وراثي لضعف الأنسجة الضامة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بسلس البول.
الأعراض المصاحبة لسلس البول الإجهادي
تسرب البول عند العطس أو السعال أو الضحك.
حدوث التسرب عند ممارسة التمارين الرياضية أو رفع الأوزان.
عدم القدرة على التحكم في البول عند التغيرات المفاجئة في وضعية الجسم.
عدم الإحساس بالحاجة الملحة للتبول قبل حدوث التسرب.
الشعور بعدم الراحة نتيجة الخوف من تسرب البول في المواقف الاجتماعية.
التشخيص والفحوصات الطبية
للتأكد من أن الحالة ناتجة عن سلس البول الإجهادي وليس بسبب حالات أخرى مثل فرط نشاط المثانة أو التهابات المسالك البولية، قد يطلب الطبيب الفحوصات التالية:

الفحص السريري للحوض – للكشف عن أي ضعف في عضلات قاع الحوض أو تدلي المثانة.
اختبار ديناميكية البول – لقياس مدى تحكم المثانة والإحليل في البول تحت الضغط.
تحليل البول – لاستبعاد أي التهابات قد تكون سببًا في المشكلة.
فحص الموجات فوق الصوتية – للكشف عن أي مشكلات هيكلية تؤثر على المثانة والإحليل.
طرق العلاج والتعامل مع سلس البول الإجهادي
1. تمارين تقوية عضلات الحوض (تمارين كيجل)
تُعد واحدة من أفضل العلاجات غير الجراحية لسلس البول.
تعمل على تحسين قوة عضلات الحوض وزيادة قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول.
يُنصح بممارسة التمارين بانتظام عن طريق شد عضلات الحوض لمدة 5-10 ثوانٍ ثم إرخائها، وتكرار التمرين 10-15 مرة يوميًا.
2. تعديل نمط الحياة
تقليل الوزن لتقليل الضغط على عضلات الحوض.
الإقلاع عن التدخين لتجنب السعال المزمن الذي يفاقم المشكلة.
تقليل تناول الكافيين والمشروبات الغازية التي قد تهيج المثانة وتزيد من الأعراض.
3. العلاج الطبيعي والتدريب على التحكم في المثانة
يشمل تقنيات لتحسين القدرة على التحكم في المثانة وتأخير التبول لفترات أطول.
يستخدم بعض الأطباء العلاج الطبيعي المتخصص لتقوية عضلات الحوض عبر تقنيات متقدمة مثل التحفيز الكهربائي.
4. العلاج الدوائي
هناك بعض الأدوية التي قد تساعد في تقليل أعراض سلس البول الإجهادي، لكنها ليست الخيار الأول للعلاج.
في بعض الحالات، يمكن استخدام العلاج الهرموني بالإستروجين بعد استشارة الطبيب، خاصة للنساء بعد انقطاع الطمث.
5. الأجهزة الداعمة (الفرزجة المهبلية)
تُستخدم لدعم الإحليل ومنع تسرب البول عند القيام بأي جهد بدني.
مناسبة للنساء اللواتي لا يرغبن في الخضوع للجراحة.
6. الجراحة في الحالات الشديدة
تُعتبر الجراحة خيارًا للحالات التي لم تستجب للعلاجات الأخرى، وتشمل:
إجراء تعليق الإحليل للمساعدة في تحسين التحكم في البول.
استخدام شريط داعم للإحليل (TVT أو TOT)، وهو إجراء بسيط يتم فيه زرع شريط لدعم مجرى البول.
الجراحة بالمنظار كخيار أقل تدخلاً لعلاج الحالات المتقدمة.
نصائح للوقاية من سلس البول الإجهادي
ممارسة تمارين كيجل بانتظام للمحافظة على قوة عضلات الحوض.
الحفاظ على وزن صحي لتجنب الضغط الزائد على المثانة.
تجنب المشروبات المدرة للبول مثل الكحول والكافيين.
التحكم في السعال المزمن عبر العلاج الدوائي أو التوقف عن التدخين.
استخدام الفوط الصحية الخاصة بسلس البول عند الحاجة لتجنب الإحراج.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا زاد تسرب البول وأصبح يؤثر على جودة الحياة اليومية.
إذا كان سلس البول مصحوبًا بألم أو حرقة أثناء التبول.
إذا ظهر دم في البول أو كان هناك إحساس بامتلاء المثانة بعد التبول.
إذا لم تفلح العلاجات المنزلية وتمارين الحوض في تحسين الأعراض.
الخاتمة
سلس البول الإجهادي هو حالة شائعة لكنها قابلة للعلاج من خلال تمارين الحوض، تعديلات نمط الحياة، والعلاجات الطبية المختلفة. في الحالات المتقدمة، قد تكون الجراحة ضرورية لاستعادة التحكم الكامل في المثانة. التشخيص المبكر والتعامل مع الحالة بفعالية يمكن أن يساعد في تحسين جودة الحياة واستعادة الثقة بالنفس. استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض أمر ضروري للحصول على أفضل خيارات العلاج المتاحة.










شريط الأخبار