العوامل المسببة لدوالي الخصية: الأسباب الكامنة والمخاطر المحتملة

الامارات 7 - فهم دوالي الخصية وتأثيرها على الصحة الذكرية
دوالي الخصية هي حالة شائعة تصيب الجهاز التناسلي الذكري، حيث تتضخم الأوردة داخل كيس الصفن نتيجة خلل في الصمامات الوريدية، ما يؤدي إلى تجمع الدم داخل الأوردة وارتفاع الضغط فيها. هذه الحالة مشابهة لدوالي الساقين، لكنها تحدث في منطقة الخصية، مما قد يؤثر على تدفق الدم إلى الخصيتين، ويؤدي إلى مشاكل في الخصوبة وإنتاج الحيوانات المنوية.

تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 10-15% من الرجال يعانون من دوالي الخصية، بينما ترتفع النسبة إلى 30-40% بين الرجال المصابين بالعقم. في بعض الحالات، قد تكون الدوالي غير مؤلمة ولا تسبب أي أعراض، ولكن في حالات أخرى، قد تؤدي إلى ألم مزمن، ثقل في كيس الصفن، وتأثيرات سلبية على الخصوبة والوظائف الهرمونية.

ما الذي يسبب دوالي الخصية؟
على الرغم من أن السبب الدقيق وراء دوالي الخصية لا يزال غير مفهوم بشكل كامل، إلا أن هناك عدة عوامل يُعتقد أنها تلعب دورًا أساسيًا في تطور هذه الحالة، ومن أبرزها:

1. ضعف الصمامات الوريدية داخل الأوردة الخصوية
تحتوي الأوردة على صمامات تمنع رجوع الدم في الاتجاه الخاطئ، ولكن عندما تفشل هذه الصمامات في العمل بشكل صحيح، يتجمع الدم داخل الأوردة بدلاً من العودة إلى الدورة الدموية الطبيعية.
يؤدي هذا إلى توسع الأوردة بشكل مستمر، مما يخلق بيئة غير طبيعية تؤثر على الخصية ووظيفتها.
2. اختلاف التشريح الوريدي بين الجهتين اليسرى واليمنى
غالبًا ما تظهر دوالي الخصية في الجهة اليسرى بنسبة 90%، بينما تحدث بشكل ثنائي في 10% من الحالات، ونادرًا ما تصيب الجهة اليمنى وحدها.
السبب في ذلك هو أن الوريد الخصوي الأيسر يصب مباشرة في الوريد الكلوي الأيسر بزاوية قائمة، مما يزيد من الضغط الوريدي داخل الأوردة الخصوية اليسرى مقارنة باليمنى، ما يجعلها أكثر عرضة للتوسع والاحتقان.
3. زيادة الضغط داخل البطن والحوض
بعض الأنشطة أو الحالات التي تؤدي إلى زيادة الضغط داخل البطن قد تزيد من خطر الإصابة بدوالي الخصية، مثل:
ممارسة التمارين الرياضية العنيفة مثل رفع الأوزان الثقيلة.
الإمساك المزمن، حيث يؤدي الضغط المستمر أثناء التبرز إلى زيادة الضغط الوريدي في منطقة الحوض.
الوقوف لفترات طويلة دون حركة، ما يؤدي إلى تجمع الدم في الأوردة السفلية للجسم.
4. ضعف الأنسجة الوريدية
بعض الرجال لديهم ضعف خلقي في جدران الأوردة، مما يجعلهم أكثر عرضة لتطور الدوالي عند التقدم في العمر.
قد يكون للعوامل الوراثية دور في ذلك، حيث لوحظ انتشار دوالي الخصية بين أفراد بعض العائلات.
5. اضطرابات تدفق الدم الوريدي
في بعض الحالات، قد تؤدي اضطرابات تدفق الدم الوريدي في الجسم إلى زيادة الضغط على الأوردة الخصوية، ما يؤدي إلى توسعها.
بعض الأمراض التي تؤثر على تدفق الدم الوريدي، مثل ارتفاع ضغط الدم الوريدي أو تضخم العقد اللمفاوية في منطقة البطن، قد تزيد من خطر الإصابة بدوالي الخصية.
عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بدوالي الخصية
على الرغم من أن دوالي الخصية قد تحدث لأي رجل، إلا أن بعض العوامل تزيد من احتمالية الإصابة بها، ومن أهم هذه العوامل:

1. العمر
غالبًا ما تبدأ دوالي الخصية في فترة البلوغ أو بين سن 15-25 عامًا، حيث تحدث التغيرات الهرمونية وزيادة تدفق الدم إلى الجهاز التناسلي.
نادرًا ما تحدث دوالي الخصية عند الأطفال قبل سن البلوغ، لكنها قد تظهر في بعض الحالات بسبب تشوهات خلقية في الأوعية الدموية.
2. الوراثة والجينات
الرجال الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بدوالي الخصية يكونون أكثر عرضة للإصابة بها، حيث قد يكون هناك ضعف وراثي في جدران الأوعية الدموية أو خلل في وظيفة الصمامات الوريدية.
3. نمط الحياة غير الصحي
بعض العادات اليومية قد تزيد من خطر الإصابة بدوالي الخصية، مثل:
التدخين، حيث يؤثر على صحة الأوعية الدموية ويزيد من احتمالية حدوث ضعف في جدران الأوردة.
السمنة وزيادة الوزن، حيث يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة الضغط داخل الحوض، مما يعيق تدفق الدم الطبيعي في الأوردة.
قلة النشاط البدني، حيث يؤثر الجلوس لفترات طويلة على الدورة الدموية ويزيد من احتمال حدوث دوالي الخصية.
4. ارتفاع درجة حرارة الخصية
من المعروف أن الخصية تحتاج إلى درجة حرارة أقل من درجة حرارة الجسم لإنتاج الحيوانات المنوية بشكل صحي، ولكن في حالة دوالي الخصية، يؤدي تجمع الدم في الأوردة إلى ارتفاع درجة حرارة كيس الصفن، مما قد يؤثر سلبًا على إنتاج الحيوانات المنوية وجودتها.
5. أمراض الكلى وأورام البطن
في بعض الحالات النادرة، قد تكون دوالي الخصية ناتجة عن ورم في الكلى أو أورام البطن التي تضغط على الأوردة وتمنع التدفق الطبيعي للدم، مما يؤدي إلى توسع الأوردة في كيس الصفن.
هذه الحالات تتطلب فحصًا طبيًا دقيقًا لاستبعاد الأسباب المرضية الأخرى التي قد تكون وراء الدوالي.
ما هي التأثيرات المحتملة لدوالي الخصية؟
إذا لم يتم علاج دوالي الخصية في الحالات المتقدمة، فقد تؤدي إلى عدة مشكلات صحية، منها:

العقم واضطرابات الخصوبة

دوالي الخصية تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية، مما قد يؤدي إلى انخفاض عددها، وضعف حركتها، وزيادة نسبة التشوهات فيها.
بعض الرجال يواجهون صعوبة في تحقيق الحمل بسبب تأثير الدوالي على الخصوبة.
انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون

قد تؤثر دوالي الخصية على إنتاج التستوستيرون، مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية، الإرهاق، والضعف الجنسي.
الألم المزمن والتورم

في بعض الحالات، قد تسبب الدوالي ألمًا مستمرًا يزداد مع الوقوف أو ممارسة الرياضة، مما يؤثر على جودة الحياة اليومية.
انكماش الخصية المصابة

في الحالات المتقدمة، قد يؤدي ضعف تدفق الدم إلى ضمور الخصية، مما يؤثر على وظيفتها الطبيعية.
كيفية الوقاية من دوالي الخصية
لا توجد طريقة مضمونة لمنع دوالي الخصية، ولكن يمكن تقليل احتمالية الإصابة بها من خلال بعض العادات الصحية، مثل:

ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين تدفق الدم ومنع الاحتقان الوريدي.
تجنب الوقوف لفترات طويلة دون حركة.
المحافظة على وزن صحي لتقليل الضغط على الأوردة في منطقة الحوض.
شرب الماء بكميات كافية لدعم الدورة الدموية.
الإقلاع عن التدخين والكحول، حيث يضعفان الأوعية الدموية ويزيدان من خطر الإصابة بالدوالي.

دوالي الخصية قد تكون نتيجة لعوامل وراثية أو تشريحية أو بيئية، وهي حالة قد تتطور مع الوقت إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. فهم الأسباب وعوامل الخطر يساعد في التشخيص المبكر واتخاذ التدابير المناسبة لتقليل تأثيراتها على الصحة الإنجابية والجنسية. من الضروري مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض مزعجة، خاصة إذا كان هناك تأثير على الخصوبة أو الشعور بألم مستمر في كيس الصفن.



شريط الأخبار