تساقط الشعر الوراثي: الأسباب وطرق التعامل معه

الامارات 7 - يُعد تساقط الشعر الوراثي من الأسباب الأكثر شيوعًا التي تؤدي إلى فقدان الشعر في جميع أنحاء العالم. ليس مقتصرًا فقط على الرجال، بل يؤثر أيضًا على النساء بشكل تدريجي، مما يسبب الكثير من القلق والضغوط النفسية للمصابين. يرتبط هذا النوع من التساقط عادةً بالعوامل الوراثية، حيث تُلعب الجينات الموروثة دورًا كبيرًا في تحديد من سيعاني من هذه المشكلة ومن سيظل في مأمن منها.

تساقط الشعر الوراثي، الذي يُعرف أحيانًا بالصلع الأندروجيني، هو نوع من فقدان الشعر الذي يحدث نتيجة لتأثير الهرمونات والوراثة. يبدأ عادةً في فترة الشباب وقد يتطور تدريجيًا ليؤثر على كثافة الشعر ويؤدي إلى فقدان واضح للغطاء الشعري في بعض المناطق من فروة الرأس. في هذا المقال، سنتعرف على أسباب تساقط الشعر الوراثي وكيف يمكن التعامل معه.

العوامل الوراثية ودورها في تساقط الشعر
من أبرز الأسباب المؤدية إلى تساقط الشعر الوراثي هو وجود جينات معينة تتسبب في توقف نمو الشعر أو جعله رقيقًا جدًا. يُقال إن هذه الجينات هي المسؤولة عن تكوّن هرمونات معينة مثل الـ "ديهدروتستوستيرون" (DHT) الذي يؤدي إلى انكماش بصيلات الشعر مع مرور الوقت، مما يعوق نمو الشعر بشكل طبيعي.

تتأثر بصيلات الشعر بهذا الهرمون، الذي يتسبب في تقليص حجمها، وبالتالي يقل نمو الشعر تدريجيًا. عند الرجال، غالبًا ما يظهر تساقط الشعر في شكل منطقة فارغة على الجبهة أو التاج، بينما في النساء يتسبب تساقط الشعر في ترقق تدريجي يؤدي إلى انخفاض كثافة الشعر بشكل عام.

تأثير الهرمونات على تساقط الشعر
الهرمونات تلعب دورًا محوريًا في تطور تساقط الشعر الوراثي. في الرجال، يرتبط تساقط الشعر بشكل مباشر بمستوى هرمون التستوستيرون الذي يتحول إلى DHT. أما في النساء، فيؤثر الهرمون الأنثوي "الإستروجين" على نمو الشعر. في مراحل معينة من حياة المرأة مثل الحمل أو بعد سن اليأس، تتغير مستويات الهرمونات، مما قد يؤدي إلى تساقط الشعر الوراثي أو تفاقمه. لذلك، قد يعاني الأشخاص من تساقط الشعر الوراثي في فترات محددة من حياتهم حيث تتغير مستويات الهرمونات.

تأثيرات تساقط الشعر الوراثي على الرجال
في الرجال، يبدأ تساقط الشعر الوراثي عادة في فترة الشباب أو في مرحلة البلوغ المبكر. غالبًا ما يبدأ بتساقط الشعر في الجبهة أو في منطقة التاج، ومن ثم يتطور تدريجيًا ليشكل بقعًا كبيرة من الصلع. هذا النوع من تساقط الشعر يُعرف بالصلع الأندروجيني، ويؤثر على حوالي 50٪ من الرجال مع تقدمهم في العمر.

قد تكون درجة تساقط الشعر متفاوتة، حيث يعاني البعض من تساقط بسيط بينما قد يصل البعض الآخر إلى مرحلة الصلع الكامل في مناطق واسعة من فروة الرأس. رغم أن هذا النوع من تساقط الشعر يعد طبيعيًا في كثير من الحالات، إلا أنه يمكن أن يسبب شعورًا بالإحراج، مما يدفع الكثير من الرجال للبحث عن حلول طبية.

تأثيرات تساقط الشعر الوراثي على النساء
في النساء، يظهر تساقط الشعر الوراثي بشكل مختلف. بدلاً من تساقط الشعر في مناطق محددة كما يحدث عند الرجال، يلاحظ الترقيق التدريجي في الشعر في جميع أنحاء الفروة. يُلاحظ في كثير من الأحيان انخفاض كثافة الشعر، مما يسبب مظهرًا عامًّا لشعر رقيق وهش. في بعض الحالات، قد تعاني النساء من تساقط الشعر على الجبهة أو في منطقة التاج.

ورغم أن تساقط الشعر الوراثي غير شائع بنفس الشكل الذي يحدث في الرجال، إلا أنه يؤثر على نسبة كبيرة من النساء، خاصةً بعد سن اليأس أو في أوقات التغيرات الهرمونية مثل الحمل أو ما بعد الولادة. ولحسن الحظ، يمكن للعديد من النساء الذين يعانون من تساقط الشعر الوراثي أن يحسنوا من مظهر شعرهن باستخدام العلاجات المناسبة.

طرق التعامل مع تساقط الشعر الوراثي
لحسن الحظ، هناك العديد من الخيارات الطبية والغير طبية التي تساعد في معالجة تساقط الشعر الوراثي وتحسين مظهر الشعر. بدايةً، يُنصح بزيارة طبيب مختص في مشاكل الشعر للحصول على تقييم دقيق وتحديد الخيار الأمثل للعلاج.

من الخيارات المتاحة:

المينوكسيديل: هو علاج موضعي يُستخدم لتحفيز نمو الشعر وتوسيع بصيلاته.
الفيناسترايد: هو دواء يؤخذ عن طريق الفم ويُساعد في تقليل مستويات DHT، مما يساعد في إبطاء تساقط الشعر.
زراعة الشعر: قد تكون الخيار المثالي للأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر الشديد ويرغبون في استعادة كثافة شعرهم في المناطق المتأثرة.
العلاج بالليزر: يهدف إلى تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس وتحفيز نمو الشعر من خلال تقنيات ليزر منخفضة الطاقة.
الوقاية من تساقط الشعر الوراثي
على الرغم من أن تساقط الشعر الوراثي يعد أمرًا طبيعيًا ولا يمكن الوقاية منه تمامًا، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في إبطاء تطور المشكلة. يمكن الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا وممارسة الرياضة بانتظام للمساعدة في تحسين الدورة الدموية وتنشيط بصيلات الشعر.

من المهم أيضًا تجنب العوامل البيئية الضارة مثل التلوث أو التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، بالإضافة إلى تجنب الإفراط في استخدام المنتجات الكيميائية التي قد تضر بصحة الشعر.

خلاصة
تساقط الشعر الوراثي هو سبب رئيسي لفقدان الشعر في كلا الجنسين، ويؤثر بشكل أكبر على الرجال مقارنة بالنساء. كما أن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والهرمونية التي تساهم في هذه الظاهرة. لحسن الحظ، يمكن التعامل مع تساقط الشعر الوراثي باستخدام العلاجات الطبية أو حتى زراعة الشعر للحصول على نتائج مرضية. من خلال الفهم الجيد لهذه الظاهرة والبحث عن العلاج المناسب، يمكن للأفراد الحفاظ على صحة شعرهم والاستمرار في حياتهم بثقة أكبر.



شريط الأخبار