هل يساعد ميلاتونين في تحسين النوم؟ إليك كل ما يجب أن تعرفه

الامارات 7 - هل يساعد ميلاتونين في تحسين النوم؟ إليك كل ما يجب أن تعرفه

من بين المكملات الأكثر شهرة التي يستخدمها العديد من الأشخاص لتحسين نوعية نومهم هو الميلاتونين. يعرف هذا المركب بهرمون النوم، حيث يُفرز بشكل طبيعي في الجسم لتنظيم الساعة البيولوجية والتأكد من دخولنا في دورة النوم الطبيعية. ومع تزايد الأبحاث حول هذا الموضوع، أصبح من السهل الوصول إلى ميلاتونين في شكل مكملات غذائية. ولكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون: هل هو فعّال حقًا؟ وهل يجب استخدامه؟

الميلاتونين يعتبر أحد الهرمونات التي تنظم دورة النوم واليقظة في الجسم، ويُفرز عادة بواسطة الغدة الصنوبرية في الدماغ. يستجيب الجسم لمستويات الميلاتونين لبدء تحفيز الإحساس بالنعاس عندما يحين وقت النوم. عندما يخل جسمك بهذا التوازن، كما يحدث في حالات السفر عبر مناطق زمنية مختلفة أو العمل في ورديات ليلية، قد يشعر الشخص بصعوبة في النوم، وهنا يمكن أن يأتي دور المكملات لتعويض النقص في هذا الهرمون.

على الرغم من أن الميلاتونين يعد وسيلة فعالة لعدة حالات، إلا أن فعاليته قد تختلف من شخص لآخر. في العديد من الحالات، أثبتت الدراسات أن مكملات الميلاتونين يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من الأرق الناجم عن السفر عبر مناطق زمنية أو اضطرابات النوم المرتبطة بالعمل الليلي. كما أظهرت بعض الأبحاث أن الميلاتونين قد يكون مفيدًا في حالات القلق قبل النوم والحد من فترات الاستيقاظ الليلي. لكن، من المهم أن يتم استخدامه بحذر وأن لا يكون الخيار الأول في معالجة مشاكل النوم.

من النقاط الأساسية التي يجب أن تعرفها قبل التفكير في استخدام الميلاتونين هي أن الجرعة المناسبة تلعب دورًا كبيرًا في فعاليته. عادة ما يتراوح نطاق الجرعة بين 0.5 إلى 3 ملغ، ومن الأفضل دائمًا البدء بجرعة صغيرة وتقييم تأثيرها. في حالات معينة، قد يكون استخدام جرعات أعلى ضروريًا، لكن يجب أن يتم ذلك فقط تحت إشراف الطبيب.

من الأمور الأخرى التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار هي التوقيت. يُنصح بتناول الميلاتونين قبل 30 دقيقة إلى ساعة من النوم للحصول على أفضل النتائج. إذا تم تناوله في وقت غير مناسب، قد لا يساعدك في النوم بشكل فعال، أو قد يؤثر على نومك العميق. كما أن تناول الميلاتونين في وقت متأخر قد يسبب شعورًا بالنعاس في اليوم التالي.

على الرغم من أن الميلاتونين قد يكون مفيدًا في بعض الحالات، إلا أن هناك أيضًا بعض المخاوف المتعلقة باستخدامه بشكل مفرط أو لفترات طويلة. بعض الدراسات تشير إلى أن استخدام المكملات على المدى الطويل قد يؤثر على مستويات الهرمونات الطبيعية في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، قد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل الصداع، الدوخة، أو الشعور بالتعب في اليوم التالي.

من النقاط التي يجب أن تأخذها في اعتبارك أيضًا هي التفاعلات المحتملة للميلاتونين مع الأدوية الأخرى. إذا كنت تتناول أدوية أخرى لعلاج حالات معينة مثل الاكتئاب أو مشاكل في القلب، فقد يتداخل الميلاتونين معها. من المهم أن تتحدث مع الطبيب قبل البدء في استخدام الميلاتونين لتجنب أي تفاعلات غير مرغوب فيها.

في النهاية، بينما يعتبر الميلاتونين خيارًا جيدًا لبعض الأشخاص لتحسين نوعية نومهم، إلا أنه ليس الحل السحري لجميع مشاكل النوم. إذا كانت مشكلات النوم لديك مستمرة، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص لتحديد السبب الجذري والعلاج المناسب. كما يجب ألا يُعتبر الميلاتونين بديلاً عن العادات الصحية والنظام الجيد للنوم مثل ممارسة الرياضة المنتظمة، تناول وجبات غذائية متوازنة، وتنظيم روتين نوم منتظم.

باختصار، إذا قررت استخدام الميلاتونين، فكن حذرًا في كيفية ووقت تناوله، واستشر الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة لحالتك الصحية.



شريط الأخبار