أسباب الإكزيما: مزيج معقد من العوامل الوراثية والبيئية

الامارات 7 - تعد الإكزيما من الأمراض الجلدية الشائعة التي تؤثر في الأشخاص من جميع الأعمار. ورغم أن السبب الدقيق للإصابة بالإكزيما لا يزال غير معروف تمامًا، إلا أنه يُعتقد أن العوامل البيئية والوراثية تلعب دورًا كبيرًا في ظهور هذه الحالة. يمكن أن تكون الإكزيما مزيجًا من العوامل الداخلية والخارجية التي تتفاعل معًا لتسبب تهيج الجلد وحساسيته.

العوامل الوراثية
تعد الوراثة من العوامل الأساسية التي تسهم في زيادة احتمالية الإصابة بالإكزيما. فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإكزيما أو أمراض الجلد الحساسة الأخرى، مثل الربو أو حمى القش، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالإكزيما. هناك جينات معينة قد تكون مسؤولة عن الاستجابة المناعية المفرطة التي تؤدي إلى التهاب الجلد وزيادة حساسيته.

العوامل البيئية
يمكن للعوامل البيئية أن تساهم في زيادة الأعراض أو تهيج الجلد بشكل أكبر. ومن هذه العوامل نجد:

الطقس البارد والجاف
عند التعرض للطقس البارد، يقل معدل رطوبة الهواء، مما يؤدي إلى جفاف الجلد وظهور الإكزيما أو تفاقم الأعراض الموجودة. في هذه الحالة، يفقد الجلد حاجز الرطوبة الطبيعي مما يجعله أكثر عرضة للتهيج والالتهاب.

التعرض للمهيجات الكيميائية
المواد الكيميائية في المنظفات، العطور، أو مستحضرات التجميل يمكن أن تؤدي إلى تفاعل الجلد مع هذه المواد، ما يسبب تهيجًا يمكن أن يتحول إلى إكزيما. أيضًا، بعض المواد المضافة في منتجات العناية بالبشرة قد تسبب حساسية في بعض الأشخاص.

الملابس الضيقة أو غير المناسبة
الأقمشة الاصطناعية مثل البوليستر والنايلون يمكن أن تساهم في زيادة التعرق واحتكاك الجلد، مما يؤدي إلى تهيج البشرة. الملابس الضيقة قد تمنع الهواء من الوصول إلى الجلد، مما يعزز من تفاقم الأعراض.

العوامل البيولوجية
البكتيريا والفطريات قد تكون سببًا في تدهور الحالة الجلدية. عندما يصبح الجلد متهيجًا أو ملتهبًا، يمكن للبكتيريا والفطريات أن تلتصق به بسهولة، مما يزيد من احتمال حدوث العدوى أو تفاقم الأعراض.

التغيرات في الجهاز المناعي
يعد الجهاز المناعي أحد العوامل الأساسية في الإصابة بالإكزيما. إذ إن الأشخاص الذين يعانون من الإكزيما غالبًا ما يكون لديهم جهاز مناعي يفرط في استجابته لبعض المواد التي تعتبر غير ضارة عادة. هذه الاستجابة المفرطة تسبب التهابًا شديدًا في الجلد، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض مثل الاحمرار، الجفاف، والحكة.

التعرض للأطعمة المسببة للحساسية
قد تؤدي بعض الأطعمة إلى تفاقم أعراض الإكزيما لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية. من بين الأطعمة الأكثر شيوعًا التي قد تثير الإكزيما: الحليب، البيض، المكسرات، وبعض أنواع الفواكه. يمكن أن تختلف الاستجابة من شخص لآخر، لذلك يُنصح بمراقبة النظام الغذائي لاستبعاد أي أطعمة قد تساهم في تفاقم الحالة.

الإجهاد النفسي والتوتر
أثبتت الدراسات أن التوتر والقلق قد يؤديان إلى تفاقم أعراض الإكزيما، بل وقد يزيدان من شدة الحكة والاحمرار. من الممكن أن يكون التوتر النفسي عاملًا مباشرًا يزيد من حدة الالتهاب، حيث يتسبب في استجابة مناعية مفرطة تؤدي إلى تدهور الحالة الجلدية. هذه الدورة المفرغة بين التوتر الجسدي والجلد قد تؤدي إلى مشكلات إضافية.

العدوى الفيروسية أو البكتيرية
الإصابة بعدوى على الجلد، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية، يمكن أن تؤدي إلى تدهور حالة الإكزيما بشكل ملحوظ. من الممكن أن تنتشر العدوى بسرعة وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب.

التعرض للحرارة المرتفعة والتعرق المفرط
من العوامل التي قد تسهم في تفاقم الإكزيما أيضًا هو التعرق المفرط أو التعرض للحرارة المرتفعة. عند التعرق، قد تؤدي المواد الكيميائية الموجودة في العرق إلى تهيج الجلد الملتهب. قد يزداد الاحمرار والحكة بشكل كبير عند التعرض لهذه الظروف، مما يجعل من الصعب على المصابين بالإكزيما التعامل مع الأعراض في الأوقات الحارة.

العوامل الهرمونية
التغيرات الهرمونية، وخاصة تلك التي تحدث أثناء الحمل أو الدورة الشهرية، يمكن أن تؤثر في تطور الإكزيما. قد تزداد الأعراض سوءًا بسبب هذه التغيرات الهرمونية، ما يسبب تهيجًا إضافيًا للبشرة.

الوقاية والعلاج
على الرغم من أن الأسباب الكامنة وراء الإكزيما متعددة ومعقدة، يمكن اتخاذ بعض التدابير الوقائية لتقليل الأعراض والتعامل معها بشكل فعال:

استخدام مرطبات بانتظام
للحفاظ على ترطيب الجلد ومنع جفافه، يجب استخدام مرطبات تحتوي على مكونات مثل الجلسرين أو الفازلين بانتظام.

تجنب العوامل المهيجة
من المهم تجنب المواد الكيميائية المهيجة والتأكد من أن الملابس مصنوعة من الأقمشة الطبيعية مثل القطن.

العناية الشخصية والوقاية من التوتر
يمكن استخدام تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل للتقليل من التوتر، مما يسهم في تحسين حالة الجلد.

التوجه للطبيب
في حالة تفاقم الأعراض أو ظهور أعراض جديدة، يجب استشارة طبيب متخصص لتحديد العلاج الأنسب.



شريط الأخبار