المضاعفات الصحية لعدم التحكم في مستويات السكر لدى كبار السن

الامارات 7 - يعد التحكم في مستويات السكر في الدم أمرًا بالغ الأهمية لكبار السن، حيث إن أي تذبذب غير مناسب في تلك المستويات يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تؤثر على حياتهم اليومية. قد يكون السكري لدى كبار السن نتيجة لتقدم العمر أو بسبب سوء النظام الغذائي أو قلة النشاط البدني. ومع ذلك، إذا لم تتم إدارة مستويات السكر بشكل جيد، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية التي تؤثر على جودة الحياة.

أحد أبرز المضاعفات التي قد تحدث عند عدم التحكم في السكر هي تلف الأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة يمكن أن يضعف جدران الأوعية الدموية ويجعلها أقل مرونة، مما يعرّض الشخص لخطر الإصابة بأزمات قلبية أو سكتات دماغية. تعد هذه الحالة من المضاعفات الشائعة بين كبار السن المصابين بمرض السكري، إذ يمكن أن يؤدي خلل في الدورة الدموية إلى صعوبة في تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب والدماغ.

علاوة على ذلك، يُمكن أن يتسبب عدم التحكم في السكر في الإصابة بمشاكل في الكلى، مثل الفشل الكلوي. إن ارتفاع مستويات السكر يؤثر سلبًا على الكلى عن طريق إتلاف الأوعية الدموية الصغيرة التي تصفي الدم. إذا لم يتم علاج ذلك بشكل مناسب، فقد يؤدي إلى فشل كلوي يتطلب غسيل الكلى أو حتى عملية زراعة كلى.

ومن المشكلات الأخرى التي قد يسببها السكري المزمن هو تلف الأعصاب، المعروفة باسم الاعتلال العصبي السكري. يتمثل هذا في تلف الأعصاب في اليدين والقدمين، مما يؤدي إلى التنميل، والشعور بالألم، وفقدان الإحساس. في بعض الحالات، قد يؤدي تلف الأعصاب إلى مشاكل في التوازن والتحكم في الحركات اليومية، ما يسبب خطرًا أكبر للسقوط والإصابات.

العيون أيضًا قد تكون عرضة للتأثيرات السلبية من مرض السكري. يمكن أن يؤدي عدم التحكم في السكر إلى تطور أمراض العيون مثل الشبكية السكريّة، حيث يحدث تلف في الأوعية الدموية في شبكية العين، ما قد يؤدي إلى فقدان الرؤية. في حالات متقدمة، قد يسبب السكري انفصال الشبكية أو حتى العمى، مما يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص اليومية.

إضافة إلى ذلك، قد يعاني كبار السن المصابون بمرض السكري من مشاكل في القدم، والتي قد تتفاقم نتيجة لتلف الأعصاب أو ضعف الدورة الدموية. مع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه المشكلات إلى تقرحات أو عدوى، ما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات قد تستدعي التدخل الجراحي. في بعض الحالات، قد تكون القدم السكري من الأسباب الرئيسية لبتر الأطراف السفلية.

تأثيرات السكري على مستوى الذاكرة أيضًا غير مهملة. أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص المصابين بالسكري قد يعانون من مشكلات في الذاكرة والتركيز، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف أو مرض الزهايمر. انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ بسبب ضعف الأوعية الدموية يمكن أن يؤدي إلى تدهور القدرات العقلية، مما يضاعف من تحديات العيش بشكل مستقل.

من الضروري أن يتمكن كبار السن من مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل مستمر للوقاية من هذه المضاعفات. اتخاذ خطوات وقائية، مثل اتباع نظام غذائي متوازن، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والالتزام بتناول الأدوية التي يوصي بها الطبيب، يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقليل خطر حدوث المضاعفات.

التحكم الفعال في مستويات السكر في الدم يعد أساسًا للحفاظ على صحة كبار السن ومنع تطور الأمراض المرتبطة بمرض السكري. مع الرعاية المناسبة والمتابعة الدورية، يمكن للأفراد التعايش مع مرض السكري دون أن تتفاقم تأثيراته السلبية على صحتهم وجودة حياتهم.



شريط الأخبار