المندوس: التوقعات الجوية بالذكاء الاصطناعي تبرز بسرعة .. وندعو لدعم الدول النامية لتمكينها من حماية شعوبها

الامارات 7 - أكد سعادة الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أن التوقعات الجوية والمناخية المدعومة بالذكاء الاصطناعي بدأت تظهر بسرعة لافتة، مشيرا إلى أن هذا التطور يعزز التعاون الوثيق بين القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية وخدمات الأرصاد الجوية والهيدرولوجية الوطنية في مختلف أنحاء العالم.

جاء ذلك في كلمته خلال المؤتمر الدولي "الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالطقس وتحسين الخدمات البيئية"، الذي انطلقت أعماله اليوم في أبوظبي، حيث شدد سعادته على ضرورة دعم خدمات الأرصاد الجوية والهيدرولوجية الأقل تقدما، خاصة في الدول النامية والدول الجزرية الصغيرة، لتمكينها من تنفيذ مهامها الوطنية وحماية شعوبها باستخدام قوة الذكاء الاصطناعي.

وقال إن المؤتمر الحالي يمثل نموذجا عمليا لتحويل الرؤى المشتركة إلى خطوات ملموسة، ويشكل محطة مهمة لتكريس التعاون العالمي وإثبات قدرة المجتمع الدولي على توجيه هذه التكنولوجيا لخدمة الصالح العام، موضحا أن مخرجات المؤتمر ستتوج بوثيقة رسمية ترفع إلى مؤتمر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المقرر عقده في أكتوبر المقبل.

وفي تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام"، قال المندوس إن اختيار توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الأرصاد الجوية يأتي انسجاماً مع التوجهات الإستراتيجية لدولة الإمارات وبتوجيهات القيادة الرشيدة، مشيرا إلى أن المؤتمر الذي يحمل عنوان "التقدم والتحديات والمستقبل"، يشهد مشاركة واسعة من أبرز المؤسسات العالمية، ومن الجانب الأكاديمي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة خليفة، وأبوظبي بوليتكنيك، وجامعة شيكابو، بالإضافة إلى كبرى الشركات العالمية في مجال البرمجيات والحواسيب.

وأوضح أن التقدم في هذا المجال يتجلى في وجود العديد من المراكز المتطورة للتنبؤات الجوية، والحواسيب فائقة القدرة، والأقمار الصناعية التي توفر بيانات دقيقة، مشيرا إلى أن الجهود الحالية تتركز على تطوير نموذج هجين يجمع بين التنبؤات الفيزيائية وتلك المدعومة بالذكاء الاصطناعي بحيث يكمل كل منهما الآخر، مع الاستفادة من البيانات المتدفقة من الأقمار الصناعية والسيارات ومختلف مصادر المعلومات لتعزيز قوة الذكاء الاصطناعي.

وأكد أن المؤتمر سيشهد إطلاق خارطة طريق للتنبؤات الجوية بالذكاء الاصطناعي، لتعرض ضمن اجتماع الكونغرس للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بهدف تعزيز التعاون الدولي والحصول على تنبؤات أكثر دقة وموثوقية.

من جانبها، بينت كو باريت، نائبة الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في كلمتها خلال المؤتمر، أن المنظمة تختبر حالياً استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالفيضانات في نيجيريا وفيتنام وأوروغواي وجمهورية التشيك، في وقت ما تزال فيه مناطق عديدة تفتقر إلى هذه الأدوات، وهو ما يدفع المنظمة لتعزيز الابتكار الشامل.

وقالت إن المراكز الإقليمية للمناخ في إفريقيا ومنطقة الكاريبي والمحيط الهادئ بدأت بالفعل في تطبيق الذكاء الاصطناعي في التنبؤات تحت الموسمية، كما يجري بالتعاون مع القطاع الخاص تنفيذ تجارب رائدة لأدوات التنبؤ الفوري المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في ثلاث قارات، بينها آسيا.

وأشارت إلى أن المجلس التنفيذي الأخير للمنظمة صادق على خطة عمل طموحة للذكاء الاصطناعي قائمة على الصرامة العلمية والعدالة، وتم تأسيس مجموعة استشارية مشتركة لتوجيه التوسع المسؤول للذكاء الاصطناعي في المجالات البحثية والعملية.

بدوره، أكد الدكتور أيمن بن سالم غلام، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد، أن دول آسيا تقود جهوداً رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، رغم التحديات الكبيرة التي يفرضها التباين في القدرات والبنى التحتية الرقمية.

واستعرض غلام أبرز التجارب الدولية في المنطقة، مشيراً إلى أن الصين أطلقت مبادرة "MAZU" لإنشاء شبكة عالمية للخدمات التحذيرية الجوية، فيما طورت الهند نظام التنبؤ "بهارات" للتوقعات فائقة الدقة محلياً وتطبيقات ذكية للمزارعين.

وأضاف أن اليابان تحقق تقدماً عبر تحليل بيانات أقمار "هيماواري" الصناعية، بينما أظهرت جمهورية كوريا التزاماً بإنشاء قسم بحثي مخصص للذكاء الاصطناعي التفسيري لتعزيز ثقة الخبراء.
وأشار غلام إلى دور الإمارات كنموذج إستراتيجي في تبني الذكاء الاصطناعي، ليس فقط عبر بحوث أمن المياه وبرنامج الاستمطار، بل باستضافة المؤتمر الدولي لترسيخ مكانتها كمركز محوري عالمي للذكاء الاصطناعي.

كما أوضح أن المملكة العربية السعودية توظف الذكاء الاصطناعي ضمن رؤية 2030 لتطوير أنظمة التنبؤ بالفيضانات والعواصف الرملية ودعم عمليات الاستمطار.

وشدد غلام على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُبنى كشريك للخبرة البشرية وليس بديلاً عنها، داعياً لتعزيز التعاون الدولي لضمان أن تحقق هذه الثورة التكنولوجية وعودها لصالح الجميع "دون أن يُترك أحد خلف الركب".

وفي سياق متصل، أوضح الدكتور رور سكولين، المدير العام للأرصاد النرويجية، أن المشروع الذي يقوده ينطلق من مبادرة الأمم المتحدة للإنذارات المبكرة للجميع، ويهدف إلى نشر وتقييم التنبؤات الجوية في "مالاوي" واستكشاف تعزيز قدرات الإنذار المبكر بالذكاء الاصطناعي.

وأكد أن المشروع يرتكز على تطوير الخدمات والنماذج، والتعامل مع البيانات، والتحقق من البنية التحتية، وتنفيذ زيارات متبادلة بين النرويج ومالاوي.

وقال إن المسار المستقبلي يتضمن عرض النتائج الأولية أمام المؤتمر الاستثنائي للمنظمة في أكتوبر 2025، وتركيب نظام جديد يجمع بين منصتي "غريس" و"فوكس إن أ بوكس" في مالاوي، مع برامج تدريب مستمرة للكوادر المحلية لضمان التشغيل المستقل.



شريط الأخبار