ترامب وجائزة نوبل

عماد الدين أديب
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه «يستحق – حقاً – أن يُمنح جائزة نوبل للسلام».

وأضاف الرئيس في حوار له، بأنه تدخل شخصياً لفض وتسوية كثير من الصراعات، وضرب أمثلة لذلك التدخل، فذكر أنه تدخل في صراعات الشرق الأوسط، وإيران وغزة، وروسيا وأوكرانيا، والهند وباكستان، وصراعات شرق أفريقيا، وأزمة مياه النيل بين مصر وإثيوبيا.

الحقيقة المجردة، والإجابة الموضوعية هي أن الرجل – بالفعل تدخل – ولكن الأهم من تدخله هو «أنه لم ينجح في فض أو تسوية صراع واحد من هذه الأزمات».

مثلاً، في ملف مياه النيل، قد تدخل بعدها رفضت إثيوبيا الاستجابة لمطالبه، وقامت بعملية الملء الخامس لمياه السد.

مثلاً، في الصراع الدموي بين روسيا وأوكرانيا، رفض بوتين قبول وساطة ترامب، ورفض إيقاف إطلاق النار، ورفض مقابلة زيلينسكي.

مثلاً، في ملف غزة، أعطى الضوء الأخضر لمجزرة القرن، التي يتولاها جيش الاحتلال.

مثلاً، أعلنت الهند أنها توقفت عن الحرب مع باكستان لأسباب خاصة بها، وليس استجابة لوساطة من ترامب.

من يريد جائزة نوبل للسلام، قام طيرانه بقصف 3 مفاعلات نووية إيرانية، وقام بقصف مواقع للحوثي في اليمن، وأهداف بشرية في صنعاء وسوريا من تنظيم القاعدة.

من يريد الحصول على جائزة نوبل، استخدمت بلاده حق النقض الفيتو 6 مرات لمنع مجلس الأمن الدولي من فرض إيقاف إطلاق النار في غزة.

ترامب يريد بقوة وشغف الحصول على جائزة نوبل للسلام، ولكن الوقائع والقرارات والأفعال، لا تؤهله لذلك، ولا تجعله يستحقها.



شريط الأخبار