الامارات 7 - -نشرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية عبر موقعها الإلكتروني، خطبة الجمعة الموحدة ليوم أمس تحت عنوان “الوقت”.
تناولت الخطبة الحديث عن أهمية الوقت وقيمته، وكيفية إدراكه باستثماره بما فيه خبر للفرد والمجتمع وذلك بأداء العبادات والعمل والإنجاز، ولفتت إلى كيفية تنظيمة واستغلاله، فيما دعت الخطبة الثانية إلى إدراك معنى الوقت وتحمل المسؤولية تجاهه.
نص الخطبة
أيها المصلون: إن الوقت أثمن ما في حياة الإنسان، فهو عمره المقدر في هذه الدنيا، وإن كل دقيقة وثانية تمر تنقص من عمره، قال الحسن البصري: ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم، ذهب بعضك. وقد أقسم الله تعالى بالوقت في عدة مواضع من كتابه الكريم، لأهميته ومكانته فقال سبحانه :(والفجر* وليال عشر). وقال عز وجل:( والليل إذا يغشى* والنهار إذا تجلى). وقال تعالى:(والعصر). وإن الوقت نعمة عظيمة امتن الله سبحانه علينا بها فقال عز وجل:( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً).
الشكر
فكيف نشكر نعمة الوقت؟ إن أفضل شكر لهذه النعمة أن يستثمرها المرء في إنجازات عظيمة تجعل لوقته قيمة عالية، فمع بداية كل يوم يتجدد نشاطه، وترتفع همته في العمل والإنتاج، فيكون من خير الناس، قال أعرابي: يا رسول الله من خير الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم :”من طال عمره وحسن عمله”.
فعلى الإنسان أن يعرف قدر وقته، ولا يضيع منه لحظة في غير عمل مفيد، وهذا يحتاج إلى مهارة في تقدير الوقت لإتمام العمل وإنجازه، أو للوصول إلى مكان ما في التوقيت المحدد، حتى لا يضيع الإنسان وقته فيما لا ينفعه، فيكون من المغبونين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
والمغبون هو الذي باع شيئاً بأقل من ثمنه وفرط في الشيء النفيس، فالمعنى أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين، فلا يقومون بواجبهما لأنهم لا يقدرونهما حق قدرهما، فيتهاون بعض الناس في التفريط في وقته، قال الشاعر: والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ….وأراه أسهل ما عليك يضيع
كنز ثمين
فالوقت كنز ثمين لمن يستثمره، ونعمة عظيمة لمن يحسن استخدامها قبل انقضائها، فاليوم أربع وعشرون ساعة، وهو ضيف سريع الرحيل، فإن اغتنمناه؛ مضى عنا وهو حامد لنا، شاهد بالخير علينا عند ربنا، قال أحد العلماء: ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة.
يا أهل الصلاة والمواقيت إن “الله عز وجل جعل الوقت فرصة للعمل الصالح النافع، واحترام الوقت من أهم عوامل النجاح في حياة الإنسان، فما بلغ أحد المجد، ولا وصل إلى العلياء، إلا بمحافظته على وقته، وحرصه على أن يكون نافعا لنفسه ولوطنه ولأمته وللعالم، وإن تقدم الشعوب يعتمد بشكل أساسي على استثمار كل ثانية من أوقاتهم في تحقيق إنجازات كبيرة في أوقات قياسية، خدمة للبشرية، وهذا يتطلب توزيع الأعمال على الأوقات”.
تنظيم الوقت
فكيف ننظم أوقاتنا؟ إن التخطيط المسبق للوقت وتنظيمه يعين الإنسان على اغتنامه، ويجنبه هدره، فالذي يحسن إدارة وقته يجعل لعمله جزءاً لا يفرط فيه، ولأهله نصيبا لا يقصر فيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:” إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه”. وهكذا يتم تنظيم الأوقات وعدم تضييعها, ومراعاة أوقات الآخرين سواء في المواعيد أو في الاجتماعات أو المجالس وغيرها، بالإضافة إلى ترتيب الأولويات وإنجاز الأهم فالمهم، فيزداد الإنتاج والرقي والنماء، قال أحد العلماء: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى في وقت راحتي أعمل فكري ثم أسجل خواطري.
فكم من شعوب تقدمت ودول تطورت بسبب احترام أفرادها للوقت بدقة بالغة، واستثمارهم للزمن، وقد قيل في المثل: الناس يفكرون دائما كيف يقضون أوقاتهم، لكن العقلاء يفكرون كيف يستثمرونها، وإن الشعوب المتحضرة هي التي تقدر الوقت وتحسن إدارته، فتراهم إما في عمل هم له متقنون، أو في تحسينه متفانون، أو في رياضة إليها ينشطون، أو في قراءة عليها يحرصون، فتقدمت بلادهم، واتسعت ثقافتهم.
الخطبة الثانية
أما بعد: فيا أيها المصلون، إن أول ما نتواصى به تقوى الله عز وجل، وأن نعلم أن الوقت هو رأس مال الإنسان، ومهما كثر فهو قليل، ومهما طال فهو قصير، فليغتنم كل امرئ وقته، فهو مسؤول عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمسة: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن ما عمل فيما علم”.
والأسرة معنية بتنظيم أوقاتها، وتوجيه أبنائها إلى إدارة وقتهم ليستثمروه في استذكار دروسهم وتثقيفهم، حتى تتسع مداركهم، وما بقي من أوقاتهم يغتنمونه في اكتساب مهارات وممارسة رياضات تبني أجسامهم, وتنشط أذهانهم, وزيارات عائلية يصلون بها أرحامهم، لتقوى صلاتهم، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إني لأكره أن أرى الرجل فارغا، لا في عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة.
وإن للمدرسة دورا بارزاً في غرس احترام الوقت لدى الأجيال؛ بحسن إدارتها لوقت الطلاب وتوظيفه في أعمال مبتكرة، وبذلك يرقى المجتمع ويتطور ويسعد، فإن إدارة الوقت واستثماره هو أقوى دافع لعجلة الإنتاج وزيادته.
فليسأل كل واحد منا نفسه: هل يقدر الوقت ويحرص على اغتنامه واستثماره؟ ثم ليسأل ماذا قدم من وقته لنفسه وأهله ومجتمعه ووطنه من نفع وخير؟
تناولت الخطبة الحديث عن أهمية الوقت وقيمته، وكيفية إدراكه باستثماره بما فيه خبر للفرد والمجتمع وذلك بأداء العبادات والعمل والإنجاز، ولفتت إلى كيفية تنظيمة واستغلاله، فيما دعت الخطبة الثانية إلى إدراك معنى الوقت وتحمل المسؤولية تجاهه.
نص الخطبة
أيها المصلون: إن الوقت أثمن ما في حياة الإنسان، فهو عمره المقدر في هذه الدنيا، وإن كل دقيقة وثانية تمر تنقص من عمره، قال الحسن البصري: ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم، ذهب بعضك. وقد أقسم الله تعالى بالوقت في عدة مواضع من كتابه الكريم، لأهميته ومكانته فقال سبحانه :(والفجر* وليال عشر). وقال عز وجل:( والليل إذا يغشى* والنهار إذا تجلى). وقال تعالى:(والعصر). وإن الوقت نعمة عظيمة امتن الله سبحانه علينا بها فقال عز وجل:( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً).
الشكر
فكيف نشكر نعمة الوقت؟ إن أفضل شكر لهذه النعمة أن يستثمرها المرء في إنجازات عظيمة تجعل لوقته قيمة عالية، فمع بداية كل يوم يتجدد نشاطه، وترتفع همته في العمل والإنتاج، فيكون من خير الناس، قال أعرابي: يا رسول الله من خير الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم :”من طال عمره وحسن عمله”.
فعلى الإنسان أن يعرف قدر وقته، ولا يضيع منه لحظة في غير عمل مفيد، وهذا يحتاج إلى مهارة في تقدير الوقت لإتمام العمل وإنجازه، أو للوصول إلى مكان ما في التوقيت المحدد، حتى لا يضيع الإنسان وقته فيما لا ينفعه، فيكون من المغبونين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
والمغبون هو الذي باع شيئاً بأقل من ثمنه وفرط في الشيء النفيس، فالمعنى أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين، فلا يقومون بواجبهما لأنهم لا يقدرونهما حق قدرهما، فيتهاون بعض الناس في التفريط في وقته، قال الشاعر: والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ….وأراه أسهل ما عليك يضيع
كنز ثمين
فالوقت كنز ثمين لمن يستثمره، ونعمة عظيمة لمن يحسن استخدامها قبل انقضائها، فاليوم أربع وعشرون ساعة، وهو ضيف سريع الرحيل، فإن اغتنمناه؛ مضى عنا وهو حامد لنا، شاهد بالخير علينا عند ربنا، قال أحد العلماء: ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة.
يا أهل الصلاة والمواقيت إن “الله عز وجل جعل الوقت فرصة للعمل الصالح النافع، واحترام الوقت من أهم عوامل النجاح في حياة الإنسان، فما بلغ أحد المجد، ولا وصل إلى العلياء، إلا بمحافظته على وقته، وحرصه على أن يكون نافعا لنفسه ولوطنه ولأمته وللعالم، وإن تقدم الشعوب يعتمد بشكل أساسي على استثمار كل ثانية من أوقاتهم في تحقيق إنجازات كبيرة في أوقات قياسية، خدمة للبشرية، وهذا يتطلب توزيع الأعمال على الأوقات”.
تنظيم الوقت
فكيف ننظم أوقاتنا؟ إن التخطيط المسبق للوقت وتنظيمه يعين الإنسان على اغتنامه، ويجنبه هدره، فالذي يحسن إدارة وقته يجعل لعمله جزءاً لا يفرط فيه، ولأهله نصيبا لا يقصر فيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:” إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه”. وهكذا يتم تنظيم الأوقات وعدم تضييعها, ومراعاة أوقات الآخرين سواء في المواعيد أو في الاجتماعات أو المجالس وغيرها، بالإضافة إلى ترتيب الأولويات وإنجاز الأهم فالمهم، فيزداد الإنتاج والرقي والنماء، قال أحد العلماء: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى في وقت راحتي أعمل فكري ثم أسجل خواطري.
فكم من شعوب تقدمت ودول تطورت بسبب احترام أفرادها للوقت بدقة بالغة، واستثمارهم للزمن، وقد قيل في المثل: الناس يفكرون دائما كيف يقضون أوقاتهم، لكن العقلاء يفكرون كيف يستثمرونها، وإن الشعوب المتحضرة هي التي تقدر الوقت وتحسن إدارته، فتراهم إما في عمل هم له متقنون، أو في تحسينه متفانون، أو في رياضة إليها ينشطون، أو في قراءة عليها يحرصون، فتقدمت بلادهم، واتسعت ثقافتهم.
الخطبة الثانية
أما بعد: فيا أيها المصلون، إن أول ما نتواصى به تقوى الله عز وجل، وأن نعلم أن الوقت هو رأس مال الإنسان، ومهما كثر فهو قليل، ومهما طال فهو قصير، فليغتنم كل امرئ وقته، فهو مسؤول عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمسة: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن ما عمل فيما علم”.
والأسرة معنية بتنظيم أوقاتها، وتوجيه أبنائها إلى إدارة وقتهم ليستثمروه في استذكار دروسهم وتثقيفهم، حتى تتسع مداركهم، وما بقي من أوقاتهم يغتنمونه في اكتساب مهارات وممارسة رياضات تبني أجسامهم, وتنشط أذهانهم, وزيارات عائلية يصلون بها أرحامهم، لتقوى صلاتهم، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إني لأكره أن أرى الرجل فارغا، لا في عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة.
وإن للمدرسة دورا بارزاً في غرس احترام الوقت لدى الأجيال؛ بحسن إدارتها لوقت الطلاب وتوظيفه في أعمال مبتكرة، وبذلك يرقى المجتمع ويتطور ويسعد، فإن إدارة الوقت واستثماره هو أقوى دافع لعجلة الإنتاج وزيادته.
فليسأل كل واحد منا نفسه: هل يقدر الوقت ويحرص على اغتنامه واستثماره؟ ثم ليسأل ماذا قدم من وقته لنفسه وأهله ومجتمعه ووطنه من نفع وخير؟